العودة الى الصفحة السابقة
ما هي التوبة الحقيقية؟ً

ما هي التوبة الحقيقية؟ً

جون نور


التوبة الحقيقية هي تغيير الطريق الخاطئ: "ليترك الشرير طريقه" هذه هي التوبة الصحيحة، ترك الطريق الخاطئ الشرير المعوج نهائياً والعودة إلى الرب من كل القلب.

والتوبة الحقيقية هي تغيير الفكر الأثيم: "ليترك… رجل الإثم أفكاره" كل فكر شرير عن الرب يجب أن يترك في الحال، كل فكر شرير عن الناس يجب أن يطرد تماماً من الذهن.. لا بد من طرد كل فكر أثيم من الذهن والقلب.

التوبة الحقيقية لا بد أن يصحبها إحساس بكراهية الخطية: وأي فرد يرى المسيح له المجد، وهو معلق بين السماء والأرض فوق صليب الجلجثة، والدماء تنزف من جراحاته، ووجهه الكريم ملطخ بالعرق والدم ولا يكره الخطية التي كانت السبب في صلب رب المجد؟

والتوبة الحقيقية أخيراً لا بد أن تكون توبة مثمرة:

لقد قال يوحنا المعمدان للفريسيين والصدوقيين الذين جاءوا إلى معموديته "اصنعوا أثماراً تليق بالتوبة" مت 8:3.

وثمار التوبة هي إصلاح الأضرار، ورد المغتصب، فإذا كنت قد تسببت في ضرر ما في حق إنسان، أو أخذت مالاً ليس من حقك، فإن عليك أن تصلح الضرر، وتعيد المال إلى صاحبه قبل أن تتوقع غفران الله.

كم من أناس يعيشون في حالة اليأس، يحيط بهم الظلام لأنهم لا يريدون أن يعترفوا بخطاياهم ويتوبوا عنها "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم"أم 13:28.

إن الرسول بولس يحذر كل شخص غير تائب قائلاً والكلام هنا عن الله: "أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته غير عالم أن لطف الله إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة" رو 4:2 و 5.

آمن إيماناً قلبياً بالرب يسوع المسيح واعترف به اعترافاً علنياً:إن التوبة الحقيقية يجب أن يصحبها إيمان حقيقي بالرب يسوع المسيح، لان التوبة بدون إيمان بالمسيح تعني قلب صفحة جديدة مع إبقاء الصفحات القديمة ملطخة بدين الخطية الثقيل "وأجرة الخطية هي موت" أما الإيمان بالمسيح، فهو يعني محو جميع خطايا المؤمن التائب بدمه إذ سدد بموته على الصليب دين خطايانا الرهيب، بل يعني أكثر من ذلك نوال العفو من الدينونة نهائياً "لأن أجرة الخطية هي موت وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" رو 23:6.

ويؤكد بولس الرسول أن الطريق الوحيد للخلاص هو الإيمان القلبي بالرب يسوع المسيح في هذه الكلمات "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت"رو 9:10.

ولنلاحظ أن الله يطلب إيماناً قلبياً، فالإيمان العقلي الذي يعني مجرد المعرفة لا يخلص الإنسان "أنت تؤمن أن الله واحد. حسناً تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون" يع 19:2 وإذن فلا بد من إيمان قلبي يغير الحياة ويسيطر عليها، ويظهر فيها "لأنه في المسيح يسوع لا الختان ينفع شيئاً ولا الغرلة بل الإيمان العامل بالمحبة" غلا 6:5.

إن الإيمان الذي يخلص الإنسان، هو الإيمان المبني على معرفة كلمة الله وتصديقها، بل هو الإيمان الذي يخصص موت المسيح للنفس، ويقبل المسيح كما تعلنه الكلمة المقدسة.

الإيمان الذي يخلص هو الإيمان الذي يثق أن الرب يسوع المسيح هو ابن الله كما يقول يوحنا "وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه"يو 31:20.

والإيمان الذي يخلص هو الإيمان بالإنجيل، وقد يسأل واحد قائلاً: وما هو الإنجيل؟ ويجيب بولس قائلاً "وأعرفكم أيها الاخوة بالإنجيل الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه وبه أيضاً تخلصون إن كنتم تذكرون أي كلام بشرتكم به.. فإنني سلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب وأنه دفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب"1 كو 1:15 – 4 فإنجيل الخلاص رو 16:1 يحوي هذه الحقائق الثلاث: إن المسيح مات من أجل خطايانا.. وأنه دفن… وأنه قام… إنه بشارة الخلاص من دين الخطية، والنجاة الأبدية من دينونة الله، والتبرير الكامل للخطاة الذين يقبلون الرب يسوع المسيح كمخلصهم الشخصي. فهل تنظر للمسيح المصلوب لأجلك وتنال الخلاص بالإيمان؟ حين تذمر شعب الله القديم على الله وأرسل عليهم الرب الحيات المحرقة لتلدغهم "أتى الشعب إلى موسى وقالوا قد أخطأنا إذ تكلمنا على الرب وعليك فصل إلى الرب ليرفع عنا الحيّات. فصلى موسى لأجل الشعب. فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنساناً ونظر إلى حية النحاس يحيا" عدد 7:21 – 9.

إن نظرة الملدوغ للحية النحاسية كانت تعني الإيمان.. كانت تعني تصديق الله.. وهذه النظرة كان فيها الخلاص الأكيد من الموت المحقق وقد قال الرب يسوع لنيقوديموس "وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"يو 14:3.

عندما سجن بولس وسيلا في فيلبي سألهما حافظ السجن قائلاً: "ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟" قالا "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص، أع 31:16.

فآمن الآن بالرب يسوع كمخلصك الشخصي واستمتع بخلاص الله "له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا، أع 43:10 "وبهذا يتبرر كل من يؤمن من كل ما لم تقدروا أن تتبرروا منه بناموس موسى" أع 39:3 فهل خصصت موت المسيح لنفسك؟ وهل تقدر أن تقول بحق ويقين "ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي" غلا 20:2.

هناك خطوة تالية للإيمان هي خطوة الاعتراف العلني بالرب. إذا كنت قد آمنت فيجب أن تعترف اعترافاً علنياً "آمنت لذلك تكلمت" 2 كو 13:4، فالاعتراف العلني هو دليل صدق إيمان القلب، لأن الإنسان متى آمن حقاً وقبل الرب يسوع وولد ثانية، يصير الاعتراف بالرب وبالإيمان به هو الخطوة الحتمية التالية، والاعتراف بالفم مرتبط بالإيمان القلبي في تدبير الله للخلاص، والإيمان يأتي أولاً ويتبعه الاعتراف فالإيمان والاعتراف مرتبطان معاً إذ يعتبر الاعتراف دليلاً على الإيمان.

فهل تعترف بالرب يسوع كمخلصك الشخصي أمام الآخرين