العودة الى الصفحة السابقة
ماذا بعد الموت؟؟

ماذا بعد الموت؟؟

جون نور


… فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم. ومات الغني أيضاً ودفن، فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب ( إنجيل لوقا 19:16-31)

الموت حقيقة نراها أمام عيوننا كل يوم. وكما أنّ المنجل يحصد الزرع كذلك الموت يحصد البشر، وجميع الناس عند الموت سواء: الغني كالفقير، الشاب كالشيخ. وكما قال النبي داود "أي إنسان يحيا ولا يرى الموت" (مز 48:89) وأين يا صاحبي من الموت المهرب، وهل هرب أسلافنا منه ؟!

هل طالعتك الصحف بنعي معارف وأصدقاء؟! إنّ ذات الصحف ستحمل نعيك لعارفيك يوما ما. ما أقسى هذه الكلمات ولكنها الحق الصريح، انها كلمات الله وليست كلماتي فهو الذي قال بانه قد {وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة}(عب 27:9) والموت لا تمنعه كثرة الأموال، ولا حكمة الحكماء، ولا مهارة الأطباء.

قد يخدمك المال في كل ميادين الحياة ولكنه، متى جاء الموت، يقف عاجزاً ! إنّه لن يستطيع أن يساعدك أو يدفع الموت عنك فلا تغرنك كثرة أموالك لأنك في لحظة ستتركها كلها!

قد تكون حريصاً على أن تمتع جسدك بأفخر أنواع الأطعمة وأجود أصناف الملبوسات، وقد تكون مدققاً في نظافة مسكنك وفي روعة جمال الأثاث فيه ولكن كل هذا لن يمنع الموت عنك متى جاء!

وكم من مترفين ممن ملأت أجسادهم العطور فاجأهم الموت فسكنت أجسادهم القبور، سكنوها مرغمين فضربهم الفساد وصار يأكلهم الدود ..

يحاول إبليس أن يخدع البشر فيقول لهم لا ثواب ولا عقاب، لا نعيم ولا جحيم أما أنت يا أخي فثق أنه توجد حياة بعد الموت، حياة خالدة إما في عذاب أليم أو في هناء مقيم! ويا له من خلود! ولكن ما أعظم الفرق بين خلود وخلود!

يقول البعض، ممن لقنهم الشيطان كلامه، أنه لا وجود للجحيم. لكن اعلموا أنّ الأشرار سيحرقهم الله بالنار ويتلاشون ولا يكون لهم فيما بعد وجود. وأما الأبرار فهم خالدون في السماء. اعلم أن الجحيم حقيقة خالدة كالسماء إذ يقول الرب عن مصير البشر أجمعين {يمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية} فلأجل نفسك قف وتأمل! اسمع الرب يسوع يناديك: تعال إليّ {أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى} (يوحنا 9:10). أسرع إلى الدخول به في طريق الخلاص لأنه هو الطريق والحق والحياة، ولا يستطيع أحد أن يأتي إلى الآب إلا به… فتعال إليه، ذاك الذي مات من أجلك لكي يرحمك وينجّيك من الهاوية التي أنت ذاهب إليها. احتمي بصليبه واغتسل بدماه… تب عن خطاياك وارجع إليه… يطهرك ويرحمك ويخلقك خليقة جديدة… ينزع القيود من يديك ويحررك إلى التمام، وتتأكد أن مصيرك بعد الموت مصير سعيد خالد في مجد السماء التي نورها الرب يسوع. {الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله} (يوحنا 36:3).

يؤكد لنا الوحي هذه الحقيقة الخالدة: إنه لا تعديل ولا تغيير لمصيرنا بعد الموت. فقد قال أبونا إبراهيم للرجل الغني في الجحيم {بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت حتى إنّ الذين يريدون العبور من ههنا إليكم لا يقدرون ولا الذين من هناك يجتازون إلينا} (لوقا 36:16).

لقد أُثبتت الهوّة إلى الأبد. ومن هوى إليها لن يستطيع منها مخرجاً… ولا بد أن يبقى فيها إلى الأبد!

أسرع قبل أن تفلت من يديك الفرصة ولن تعود. ففي إمكانك الآن، وأنت على قيد الحياة، أن تغير المصير المظلم في الجحيم بالتوبة والرجوع للرب والإيمان القلبي بالمسيح وقبولك شخصه الكريم مخلصاً وفادياً… أما بعد الموت فلن تستطيع إلى ذلك سبيلاً.

وحقيقة ثبوت مصير الأرواح في المكان الذي آلت إليه في {الفردوس} أو {الجحيم} تؤكد لنا تأكيداً واضحاً لا شك فيه أن مسألة تحضير الأرواح هي ضلالة فاسدة من عمل الشيطان! فلا تظن أنّ روحاً من أرواح الأبرار تترك الفردوس لتأتيك في {سلة} أو في حفلة لتحضير الأرواح أو روحاً من أرواح الأشرار يمكن أن تفلت من الهاوية لتأتي إلى أرضنا مرة أخرى!

إن الباب مفتوح الآن، ولو طلبت يا أخي الرحمة من المسيح الآن لمنحك الله إياها في الحال، لأنه هو الذي قال {اسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم} (متى 7:7). فلو ندمت على خطاياك وآمنت بالرب يسوع المسيح وقرعت باب مراحمه لفتحت لك السماء أبوابها، فالسماء تفرح بخاطئ واحد يتوب. أما إن تهاونت ولم تسأل، إن أجلت ولم تطلب، إن تراجعت ولم تقرع ستأتي اللحظات المرة الرهيبة التي فيها تسأل ولا تأخذ، تطلب ولا تجد، تقرع ولا يفتح لك فتندم ندامة أبدية ساعة لا ينفع الندم.

اسمع إذن نصيحتي… واطلب الغفران في المسيح الآن!