العودة الى الصفحة السابقة
الله هو مصدر النجاح

الله هو مصدر النجاح

القس. جون نور


يقول الكتاب المقدس في سفر الأمثال «حماقة الرجل تعوج طريقه، وعلى الرب يحنق قلبه» (أمثال 3:19). بمعنى أن الإنسان بسبب حماقته قد يفسد طريقه ويرتكب الأخطاء ويجلب على نفسه الكوارث، وعندما يحصد نتائج حماقته فهو يلقي باللوم على الرب!

إن الله ليس هو سبب فشلنا.

ولكنه هو مصدر نجاحنا.

إما إذا اعتبرنا أن الله هو سبب فشلنا فإننا نستبعد إمكانية أن يكون هو مصدر ومؤتي الحلول لمشاكلنا.

الله لا يفشل أبداً.

وإذا اتهمناه بالفشل فهذا معناه أننا نتهمه بأنه ليس الله.

لقد اختبر الملك داود في العهد القديم أصعب هزيمة في حياته عندما عسكر هو وجنوده وبينما كان هو ورجاله خارج المعسكر، أتى الغزاة وسبوا نساءهم وأولادهم، واستولوا على ممتلكاتهم. فلما رجع الرجال، أصيبوا بخيبة أمل وغضب شديدين إلى حد التمرد المسلح على داود، حتى أنهم فكروا برجمه.

لقد ساروا وراء داود لأنهم صدقوا أنه هو الممسوح من الله لكي يكون ملكاً، وكانوا واثقين أنهم سيخدمون في مملكته عندما يعتلي العرش. لقد كانوا يتطلعون إلى أعلى المناصب السياسية والعسكرية كما يفكر الكثيرون من المنتفعين من الدين. كانوا يعرفون أن يد الله مع داود، وأنهم بإتباعهم لداود هم أيضاً يتبعون الله. فهذا هو سبب انجذابهم إلى داود، أنه كان رجل الله. ومع ذلك ففي وقت الأزمة، فكروا في قتله.

لقد فكروا في قتل الشخص الذي عرفوه ممسوحاً من الله، ومنقاداً بقيادة الله على الرغم من أخطائه. وبتفكيرهم هذا كانوا معرضين لقطع رجاءهم الوحيد في الخلاص، ولم يمنعهم من تنفيذ فكرتهم سوى تدخل الله نتيجة لتغير موقف داود. وهكذا فإنهم بإتباعهم لداود في وقت أزمتهم، تمكنوا من استعادة نساءهم وأولادهم، واسترداد أملاكهم، بالإضافة إلى مكاسب إضافية اغتنموها من الأعداء الذين انهزموا أمامهم.

لقد كانوا على وشك أن يفقدوا كل شيء في لحظة الضغط الشديد، إذ استسلموا للنوح والبكاء على الخسائر، وتركوا مشاعرهم تسيطر عليهم، وأصغوا لأنين وشكوى الآخرين وتمردهم المتزايد ضد داود وقيادته. ولكن عندما قرروا أن يثقوا في داود. وأن يطيعوا القائد، أمكنهم أن يختبروا معجزة الله لنجاحهم، وأن يحققوا أيضاً أهدافهم وأحلامهم (1صموئيل 1:30 – 31).

لقد انخدعت حواء في الجنة بهذه الطريقة. وأيوب أيضاً عانى الكثير بسبب خداع الشيطان.

سيقول لك الشيطان إن الله غير أمين، وإنه هو مصدر متاعبك. وربما تنخدع فتشعر بالغضب تجاه الله إذ تظن أنه هو الذي أصابك وأنه الآن سوف يتخلى عنك لتواجه مصيرك بمفردك. إن الشيطان «كذاب وأبو الكذاب» (يوحنا 44:8). وكل هدفه هو أن يقنعك بأن الله لا يعمل من أجل خيرك الأقصى. إنه يريد أن يسلبك إيمانك، ويحطم علاقتك مع الله، ويدمر حياتك.

سيحاول الشيطان أن يقودك إلى إلقاء اللوم على الله إلى التجديف عليه، وبذلك فإنه يحرمك من فرصتك الوحيدة للنجاة. ويقطع الطريق الوحيد أمامك إلى الانتصار. فاحذر لئلا تنخدع.

أحياناً يكون الفشل هو نقطة الانطلاق إلى النجاح.-

إنه من الغباء أن تتهم الله بأنه هو مصدر الألم والأذى والفشل في حياتك. فإن الله هو مصدر نجاحك، وليس فشلك.

الله هو مصدر كل خير في حياتك.-

لقد حلم يوسف وهو بعد غلام حلماً هيج إخوته عليه وملأهم بالغيرة والحقد، فباعوه عبداً. وبعد مرور عدة سنوات، حدثت مجاعة شديدة في أرض كنعان، فذهب إخوة يوسف إلى مصر ليشتروا قمحاً. وهناك وجدوا يوسف، حراً، سالماً، وفي مكانة رفيعة بعد فرعون مباشرة. فارتعبوا منه إذ تذكروا فعلتهم السابقة معه، وحاولوا أن يقدموا له الاعتذارات، ولكن يوسف في محاولته أن يطيب خاطرهم نطق بقوله المأثور «أنتم قصدتم لي شراً، أما الله فقصد به خيراً»(تكوين 20:50).

قد يقصد الآخرون بنا شراً، ولكن عندما نسلم الأمر بين يدي الله، فإن مجده المتسامي يحول الأشياء إلى الخير.

دعونا نتوقف هنا ونتأمل حياتنا الخاصة. تأمل حياتك. هل تأتمن الله أن يكون أميناً عليك، إذ تصبح إبناً له؟ هل أخذت حياة من خلال روحه القدوس؟ هل نالت روحك حياة بفعل قوة قيامته؟ هل اتحدت معه بكلمته، ودمه، وروحه القدوس الساكن فيك؟

إذا اكتشفت أن هذا هو احتياجك، وأنك لا تستطيع أن تأتمنه الآن على نفسك في وقت الأزمة، فأطلب منه أن يغفر لك وأن يساعدك. وعندما تجعل يسوع رباً على حياتك، بالإيمان، فإنك ستعطي الفرصة لله لكي يستخدم إمكانياته لصالحك، ولكي يحول من خلال مجده المتسامي الأشياء المقصود منها الشر ويجعلها تعمل من أجل الخير.

إن الثقة يجب أن تمتد فقط في حدود الحق. ولذلك فإن يسوع جدير بالثقة تماماً لأنه هو الحق المطلق.

إن الله هو مصدر نجاحنا، وهو منبع كل خير في حياتنا.

إن الله يأخذ الأشياء المقصود منها الشر لنا ويحولها بحيث تعمل من أجل خيرنا.