العودة الى الصفحة السابقة
التكلم بكلمة الله

التكلم بكلمة الله

القس. جون نور


إن الله الذي خلق الكون، قد خلق الناس لكي يعكسوا صورته. ولذلك فإن جميع الناس يعكسون قدرة الله الخلاقة. فنحن مخلوقون على صورة الله، وعندما نضع كلمة الله في أفواهنا ونتكلم بكلماته، تصبح لها طاقة خلاقة في ظروفنا، وتصير لها قوة على حياتنا.

من المهم أن نفهم أننا قد خلقنا أصلاً على صورة الله، وبالفداء خلقنا خليقة جديدة في المسيح يسوع. وأحد الاختلافات بيننا وبين الحيوانات هو أن الحيوانات لها القدرة على التكاثر ولكن ليس لها القدرة على الإبداع، أما الإنسان فلقد أعطاه الله هذه القدرة الخلاقة.

العلم لا يستطيع أن يخلق، فهو يستطيع فقط أن يكتشف الأشياء المخلوقة من قبل. فإن كان الباحثون قد اكتشفوا قانون الجاذبية الأرضية وحقيقة أن الأرض كروية، إلا أن خالق هذه الأشياء هو الله.

ولكن بسبب الصورة التي خلقنا الله عليها فإن الإنسان له القدرة على الابتكار والإبداع خارج نطاق الحواس الملموسة. فالإنسان على سبيل المثال قادر على التحكم في مصير حياته من خلال الكلمات التي ينطق بها. يقول سفر الأمثال أن«الموت والحياة في يد اللسان وأحباؤه يأكلون ثمره»(أمثال 21:18).

عندما سار يسوع المسيح على الأرض، كان يجسد القوة الخلاقة للنطق بكلمات الله. كان التلاميذ معه في البحر ذات ليلة عندما هبت ريح عاصفة، فانتابهم القلق. وفي اضطرابهم، ألقى التلاميذ بأنفسهم في عالم ملبد بالخوف. لقد كانوا يشعرون في هذه اللحظة بالقلق، والتوتر، والرعب، وتوقع حدوث مأساة. وعندما أيقظوا يسوع، الذي كان نائماً في سلام، لكي يخبروه عن الخطر الذي يتهددهم، اقترب من مقدمة السفينة ووجه كلمة خلاقة للبحر: «اسكت، أبكم» (مرقس 39:4). وعندما نطق يسوع بهذه الكلمة، تممها الروح القدس، و ساد الهدوء.

لقد كان ليسوع روح الله بلا حدود (يوحنا 34:3). ونحن لنا روح الله ولكن بحدود. فعندما نموت «عن الجسد» ونسمح لمزيد من روح الله أن يسكن فينا، يكون لنا قدر أكبر من روح الله، ولكن لا يمكن لأي واحد منا أن يختبر روح الله بلا حدود كما كان ليسوع. عندما كان يسوع يتكلم، كان يتكلم بقوة الروح القدس غير المحدود الذي بداخله. كان يقول ويفعل كل شيء يريده الله أن يقوله أو يفعله، وكان ذلك يحدث دائماً بقوة الروح القدس. كان يعيش معتمداً اعتماداً كاملاً على الروح القدس.

ولكن يسوع قال شيئاً عجيباً. قال:«من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها لأني ماض إلى أبي»(يوحنا 12:14).

فبواسطة اسم يسوع، مد بطرس يده للرجل الأعرج وأقامه على قدميه. وإذ أيد روح الله الكلمة التي نطق بها بطرس بواسطة سلطان يسوع، قفز الرجل على قدميه وبدأ يمشي ويقفز. فإن ساقيه التي كانت مشلولتان منذ ولادته امتلأتا فجأة بالقوة والحياة.

كل كلمة نتكلم بها هي في الواقع كلمة خلاقة. فنحن نخلق الطياشة، ونخلق التعقل. نحن نخلق الخصام. ونحن نخلق الصلح. فإننا نعيش في عالم تصنعه كلماتنا فالكلام به طاقة، ويستطيع أن يخلق الأذى أو الراحة، أن يخلق البركة أو اللعنة.

يمكننا أن نتكلم بكلماتنا الذاتية ونخلق المشاكل، ويمكننا أن نتكلم بكلمات الله ونخلق الحلول.

يمكننا أن نتكلم بكلمات من عندنا ونخلق الجحيم، أو نتكلم بكلمات الله ونخلق النعيم.

قال يسوع:«إن الذي يخرج من الإنسان ذلك ينجس الإنسان. لأنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة: زنى، فسق، قتل، سرقة، طمع، خبث، مكر، عهارة، عين شريرة، تجديف، كبرياء، جهل. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتنجس الإنسان».(مرقس 20:7 – 23).

كل ما يوجد في قلب الشخص، وكل ما يوجد في مجال الفكر، لابد وأن يخرج في شكل كلمات. فلا عجب أن الله يقول أن «كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً»(متى 36:12).

فلو أن كل إنسان في هذا العالم قد تاب اليوم، وأخذ روح المسيح، وبدأ يتكلم فقط بالكلمات التي تتفق مع الروح، فإن عالمنا سيتغير. سوف نجد أن السماء قد أصبحت هنا على الأرض. فهذا هو الشكل الذي ستكون عليه السماء.

هل لديك احتياج؟ هل تعرف شخصاً لديه مشكلة؟ إذاً عليك بأن تصلي من أجل ما ينبغي أن يقال، وبعد ذلك قله بسلطان يسوع. دع الروح القدس يصنع شفاء في حياتك من خلال التكلم بكلمات يسوع. لقد أعطاك يسوع السلطان لكي تتكلم بكلماته. فأنت فمه، وعيناه، ويداه، وأذناه. أنت عضو في جسد المسيح هنا على الأرض. وبغض النظر عن شخصية صاحب الاحتياج، فإذا أعطاك الله كلمة شفاء لكي تنطق بها. فانطق بها باسم المسيح.

تفوه بكلمات الإيمان لا الخوف، وأنظر ما الذي سيفعله الله!

عش منتصراً، وتطهر من الفشل، بالاعتراف بالمسيح، وبالتكلم بكلمة الله. تشبع بكلمة الله وبالصلاة استعداداً. للأزمة التالية أو التغير التالي.

إن الله هو صانع نجاحك. فضع ثقتك فيه. وعش حراً فيه.