العودة الى الصفحة السابقة
التحرير

التحرير

جون نور


عندما كان يسوع يعبر البحر مع تلاميذه، يقول الكتاب المقدس في انجيل متى 24:8 «وإذا اضطراب عظيم قد حدث في البحر» فأيقظ التلاميذ يسوع بسبب خوفهم واضطرابهم قائلين:«يا سيد نجنا فإننا نهلك. فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان؟» (مت 25:8 – 26).

إن الإيمان الذي يقصده يسوع ليس ما تؤمن به وأنت تصلي فحسب، ولكنه اتجاه لكل حياتك، لكل المشكلات والصعوبات التي تواجهها في حياتك، ونعلم جميعاً أنه ستكون هناك صعوبات ومشكلات كثيرة، فلم يعدنا يسوع بأن الحياة ستكون خالية من المشكلات ولكنه وعدنا بأننا سنرى الله يتغلب على هذه الصعوبات من أجلنا ونحن نصلي بإيمان.

من السهل أن نستسلم للمخاوف، وأن نصدق الموقف الذي نمر به وننسى الله، وننسى حضوره وكلمات وعوده، ولكن عندما نتذكر انه معنا علينا أن نطلب منه أن يسامحنا على عدم أمانتنا، وعندئذ يمكننا أن نواجه الجبل بثقة جديدة.

تكمن الصعوبة الحقيقية في أن بعض المشكلات تواجهنا فجأة مثل العاصفة العظيمة، فقبل أن تعلم أين أنت تجد المشكلات أمامك، إن مثل هذه العواصف هي التي تظهر لنا إذا ما كانت حياتنا ثابتة تماماً على الصخر أم لا، وما مقدار إيماننا بيسوع وثقتنا فيه؟، وما إذا كنا نؤمن بما نشعر به أكثر من إيماننا بكلمته، أم أننا نضع كلمته فوق شعورنا بالخوف أو باليأس أو بالهزيمة والفشل.

يسمح الله بالعواصف لكي يقوي أساس حياتنا وليبني إيماننا لا ليدمرنا، فهو يريدنا أن نؤمن بأنه سيدخل في وسط العاصفة كما فعل مع التلاميذ، فحتى عندما تكون صلواتنا مملوءة بالشعور بالخوف:«نجنا يا رب إننا نهلك سيسمعنا الله، فهذه صرخة من القلب، والله يستجيب لصلوات أولاده، ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم» (مت 26:8).

في متى 18:9 أتى رئيس إلى يسوع، يقول: «إن ابنتي الآن ماتت. لكن تعال وضع يدك عليها فتحيا» .

هذا إعلان إيمان، وهو مثال رائع لما يعلم به يسوع عن معنى الطلبة أو السؤال، «آمنوا أنكم نلتموه فيكون لكملقد ماتت الابنة، ولكن الرئيس يؤمن أن يسوع لو تدخل في الموقف فبلا شك ستكون النتيجة أن هذه الابنة ستحيا!

يستجيب يسوع للإيمان الذي يراه، لقد آمن قائد المئة أن يسوع ليس لزاماً عليه أن يأتي إلى منزله، ولكن يكفي أن ينطق بكلمات السلطان وسيشفى غلامه، لذلك عندما تكلم يسوع فبرأ الغلام في تلك الساعة» (مت 13:8).

كان توقع الرئيس مختلفاً: «تعال وضع يدك عليها فتحيا» » ، هذا هو الإيمان الذي يراه يسوع وهذا هو الإيمان الذي يستجيب له يسوع، «فقام يسوع وتبعه هو وتلاميذه» (آية 19).

عندما كان يسوع في طريقه إلى بيت الرئيس: «وإذا امرأة نازفة منذ اثنتي عشرة سنة قد جاءت من ورائه ومست هدب ثوبه. لأنها قالت في نفسها إن مسست ثوبه فقط شفيت» (مت 20:19 – 21).

كان ما سبق هو توقع المرأة، وكان هذا هو إيمانها الذي أتت به إلى الرب، ولم يكن هناك شك في داخلها، فقد قالت في نفسها: «شفيت» .

لقد آمن قائد المئة بأن يسوع سيستجيب لإيمانه بكلمة سلطان ينطق بها.

وآمن الرئيس بأن يسوع سيستجيب لإيمانه بأن يلمس ابنته.

وآمنت المرأة بأن يسوع سيستجيب لإيمانها إذا لمست هدب ثوبه.

لقد استجاب يسوع لمظاهر الإيمان الثلاثة هذه. لماذا؟ لأن يسوع لا يهتم بأسلوب إيمان الإنسان ولكنه يستجيب لإيمان كل شخص.

وهذا هو الأسلوب الذي يتبعه الله معك، فسيستجيب لما تؤمن به دائماً.

التفت يسوع إلى المرأة وقال لها: ثقي يا ابنة إيمانك قد شفاك. فشفيت المرأة في تلك الساعة» (مت 22:9).

إيمانك قد شفاك، هذه هي قوة الإيمان. يجب أن نضع ثقتنا في يسوع. لقد آمنت المرأة ليس بنفسها ولا بإيمانها ولكن في يسوع لأنه سيشفيها، وهو يقول لها: «إيمانك قد شفاك» .

عندما وصل يسوع بيت الرئيس، صرف الجموع الذين كانوا ينوحون على الابنة ثم «أمسك بيده. فقامت الصبية» (آية 25) لقد استجاب الرب يسوع لإيمان الرئيس، فأتى ولمس يد الصبية، فعاشت.

من المستحيل أن يكون لك هذا الإيمان الذي كان لكل من آتى ليسوع إلا إذا كنت تؤمن بأن الله يريد أن يشفيك، أو يشفى الشخص الذي تصلي من أجله، فإذا كان هناك أي شك في أن إرادة الله فيما يتعلق بالشفاء، فلن تتمكن من أن تصلي صلاة الإيمان، لهذا من المهم أن تفهم أن الشفاء له علاقة بكل ما فعله يسوع على الصليب.

لا تخف من أن تأتي باحتياجاتك إلى يسوع، فربما تكون صلاتك صرخة من القلب أو ربما تكون صرخة يأس أو إحباط، ولكنه سيسمعك وسيستجيب.

قد يكون مجيئك إلى يسوع محسوباً مثل مجيء قائد المئة، أو الرئيس أو المرأة، وسيكافئ يسوع إيمانك ويعطيك ما تؤمن به.

فهو يريدك أن تأتي، ويريدك أن تطلب ويريد أن يستجيب لك، ويريد أن يعطيك. كلمات إيمانك:

«ثق يا ابني، مغفورة لك خطاياك» «ثقي يا ابنه إيمانك قد شفاك» .