العودة الى الصفحة السابقة
الطريق إلى النصرة

الطريق إلى النصرة

القس. جون نور


«إن ٱتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السماوات»(متى 19:18).

الاتفاق مع الله في أمر يطلق القوة في حياتك. والاتفاق مع شخص آخر في الصلاة يطلق الإيمان في قلبيكما حتى يستجيب الله. عندما تكون على اتفاق مع شخص آخر، وتصليان بحسب كلمة الله ووفقاً لمشيئة الله، يحدث تحرك في المجال الروحي لا يمكن إنكاره.

عندما بنى سكان الأرض الأوائل برجاً في سهل شنعار، أرادوا به الوصول إلى السماء بلبل الله ألسنتهم لكي يمنعهم من تحقيق غرضهم. فحتى مع كونهم أشراراً. فلقد كان في استطاعتهم، طبقاً لمبدأ الاتفاق، أن يحققوا هدفهم. ولكن عندما تبلبلت ألسنتهم ولم يعد في استطاعتهم أن يتفقوا، تعطلت خططهم (تكوين 1:11 – 9).

في أوقات الأزمة والتحول، عندما لا يكون هناك ٱتفاق بين أي زوجين بخصوص ما ينبغي أن يعمل، غالباً ما تتعقد الأمور. وعندها يحدث صراع في البيت، يتكون لدى الأبناء رد فعل سلبي لأنهم يستشعرون ما يدور في روح والديهم، وتؤدي ردود أفعالهم السلبية إلى مزيد من التعقيد في الظروف القائمة. عندما تتطرق الخلافات إلى الأسرة ويتزعزع سلام البيت.

«وإن انقسم بيت على ذاته لا يقدر ذلك البيت أن يثبت»(مرقس 25:3)

عندما يكون الزوج والزوجة على ٱتفاق، يكون الأطفال في خضوع لسلطانهم. فاتفاق الوالدين ينتج عنه السلطان في البيت، والسلام في القلوب، لأن الاتفاق يتضمن القوة (متى 18:18 ، 19).

يحتاج الإنسان في وقت الأزمة أن يبحث عن شريك أو مجموعة يصلي معها حتى يتحقق الاتفاق في الصلاة. فإن اثنين متفقين أقوى من ألف غيرِ متفقين، والخيط المثلوث لا ينقطع سريعاً (جامعة 12:4؛ تثنية 30:32).

عندما تكون على اتفاق مع نفسك، ومع الله، ومع الآخرين، وتتمسك بذلك، فلابد أن تنتصر.

عندما تدخل إلى مكان جديد، أو علاقة جديدة، فإنك تبدأ فترة من السكون. قال الله لنوح أن يدخل إلى الفلك، ثم أن يخرج من الفلك. ولكن بين الاثنين، يقول الكتاب أن نوح وعائلته «بقوا» أو «لبثوا» أو «سكنوا» في الفلك (تكوين 23:7؛ 12:8).

بعد الخروج، يكون الدخول غالباً فورياً. ولكن بعد الدخول وقبل أن يحدث الخروجُ التالي، تكون هناك فترة للبقاء أو المكوث أو الثبات.

لقد تكلم يسوع عن نوع من أنواع الثبات يأتي بذات محضر الله إلى حياتنا. فمن خلال الصلاة باسمه، والتوافق مع روحه، يستطيع المؤمنون أن يطلبوا طلبات صحيحة وأن يروا تحقيق هذه الصلوات.

فمهما كانت الأمور تبدو قاتمة هنا على الأرض، فإن فوق الغيوم الشمس مشرقة دائماً. فنحن نعرف انه مهما كانت الغيوم كثيفة، ومهما كان الموج عالياً، ومهما كانت الرياح عاصفة، ففوق كل هذه الأشياء الشمس دائماً مشرقة. وحتى إذا كنا لا نستطيع أن نرى الشمس بعيوننا الطبيعية، إلا أننا نعرف يقيناً بلا أدنى شك أنها موجودة هناك.

ونفس هذا المبدأ ينطبق على المجال الروحي، فالطقس يؤثر على الناس، ولكنه لا يؤثر على الشمس. وكذلك أيضاً الظروف لا تؤثر أبداً على كلمة الله. نحن لا نسبح الله من أجل الظروف الصعبة التي تصادفنا، ولكننا نشكره ونسبحه من خلالها، عالمين أن الله فوق كل شيء يعمل من أجل صالحنا. إن الله يعمل دائماً من أجل خيرنا (رومية 28:8).

الإيمان يتمسك بالحق، والحق دائماً يؤدي إلى الحرية (يوحنا 32:8).

مهما كانت الغيوم تبدو كثيفة، ومهما كانت العواصف عنيفة، فإن الشمس دائماً مشرقة فوق الكل. إن محبة الله دائماً مشرقة ولامعة بالنسبة لك. فٱخضع نفسك له ولمشيئته في حياتك، وٱنظر أين سيقودك بعد ذلك.

دعونا نتفق في الصلاة الآن. صل هذه الصلاة معي بصوت مرتفع:

أبي السماوي، في اسم يسوع المسيح ربي، أعترف أنك في هذه اللحظة تعمل من أجل خيري. والآن إنّي أريد أن أتقبل هذه الحقائق في ذهني وفي قلبي، وأن أسلك فيها، وأن أثق أنك ستأتي بي إلى المكان الذي يمجد اسمك. أنا أعرف أنك تخرجني خارجاً، لكي تستطيع أن تدخلني داخلاً. إني أخضع نفسي لرعايتك وحمايتك.

إنك يا رب إله خلاق. وأنا أثق أنك تخلق في داخلي قلباً طاهراً وأنك تخلق لي مكاناً أفضل لأعيش فيه. إني أسامح الآخرين وأضع نفسي بين يديك. شكراً لك من أجل ما تصنعه في حياتي. أقدم لك كل المجد والإكرام في اسم يسوع. آمين.

والآن، اعترف بما فعله الله من أجلك.