العودة الى الصفحة السابقة
نيل الحياة في آخر لحظة (الإنجيل بحسب البشير لوقا 32:23؛39-43)

نيل الحياة في آخر لحظة (الإنجيل بحسب البشير لوقا 32:23؛39-43)

القس. جون نور


يتحدث الكتاب المقدس في انجيل لوقا 32:23 عن صلب المسيح من قبل اليهود حيث اقتادوه الى مكان الصلب .لم يكن يسوع الوحيد الذي صلب في ذلك اليوم. لقد علّق أيضاً لصان آخران عن يمينه وعن يساره لقد تنبأ النبي أشعياء قبل سبعَ مائة سنة أن المسيح الموعود سيحصى مع آثمة (إشعياء 12:53) والآن فقد تمت هذه النبوة.

لقد انضم اللصان بادئ الأمر إلى الجمهور في تعيير يسوع. وهذا يبدو غريباً – هذان المجرمين، في شدة ألم الصلب، يستطيعان أن يجدا الوقت والجرؤة لتعيير المخلّص البار الذي كان معلّقا معهما. كانا في الواقع يقولان، «إذا كنت كما تدعي أنك ملك إسرائيل وابن الله – انزل عن الصليب. أو ليأت الله وينجيك. خلص نفسك وإيانا. عندها سنؤمن بك».

لكن واحداً من المعلقين أختبر تغييراً في القلب. لقد استدار - إلى يسوع ليقول - أنه تائب. وخاطب زميله المجرم الآخر: «أولا تخاف أن تتكلم هكذا، وأنت ستقابل الله قريباً جداً»؟ قال سائلاً. «على أي حال نحن ننال استحقاق ما فعلناه لكن هذا الرجل لم يفعل أي خطأ».

عندها قال للرب يسوع،«يا رب، اذكرني عندما تملك كملك».

وكان جواب يسوع لهذا اللص التائب ،«الحق الحق أقول لك. اليوم تكون معي في الفردوس».

وهكذا عندنا أول نتيجة لعمل يسوع على الصليب – لص محتضر يطهر من خطاياه ويصبح أهلاً للسماء.

والآن لنرجع إلى القصة لنرى ما نستطيع أن نتعلم منها لتساعدنا.

أول درس أراه هو أن الإنسان خاطئ بطبيعته. لقد وجد كلا اللصين مذنبين وحكم عليهما بالموت، ورغم ذلك، وفي آخر لحظات حياتهما تجرئا فسخرا ولعنا ابن الله القدوس. الكتاب بالتأكيد صادق عندما يقول أن الإنسان خاطئ (أنظر رومية 10:3-18). فالإنسان في صميم ليس صالحاً.

بعد ذلك أرى أنه لو أراد الإنسان أن يخلص، فعليه أولاً أن يغير موقفه من خطاياه. وهذا ما عمله اللص. هو غير اتجاه مواقفه بالكلية. لقد اعترف انه كان خاطئاً مذنباً. لقد ابتعد عن حياته الخاطئة واتخذ موقفاً بجانب الله ضد نفسه. هذا ما يجب علينا جميعاً عمله. علينا الإقرار بكوننا خطاة وأننا نستحق عقاب الله.«فالله يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا…»(أعمال 30:17-31).

لكن التوبةُ لا تكفي. يجب أن نضع إيماننا في المسيح وعلينا الاعتراف بيسوع كرب، وهذا يعني، أن يكون سيدَ حياتنا. لقد آمن اللص أن المصلوب بجانبه هو رب ولم يتردد أن يدعوه هكذا. يقول الكتاب لأنه أن اعترفنا بفمنا أن يسوع رب وآمنا بقلبنا أن الله أقامه من الأموات، خلصنا (رومية 9:10).

إيمان اللص التائب ظاهر في اعترافه الرائع، «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». لقد آمن كما نرى أن يسوع هو ربّ، حتى على الموت. لقد آمن أن يسوع حتى وهو يواجه الموت في تلك اللحظة، سيقوم من الأموات. وآمن أن يسوع سيرجع يوماً ما ليملك على الأرض. لقد أراد أن يتذكره يسوع في رحمته في ذلك الوقت المستقبلي. كان عنده إيمان عظيم بمخلص عظيم.

درس واضح آخر نتعلمه من هذا الحادث وهو أننا لا نخلص بالأعمال الصالحة. لو كنا نستطيع، فما كان بإمكان هذا الرجل الخلاص أبداً. حياتهُ الماضية كانت مليئةً بأعمال الشر. والآن اصبح من المستحيل أن يقوم بأعمال صالحة لأن يديه ورجليه قد سمرت على الصليب. الكتاب المقدس يعلم (بتكرار) أننا لا نخلص بالأعمال الصالحة. (أنظر أفسس 8:2،9؛ تيطس 5:3). أن أفضل ما يمكننا تقديمهُ لله ما هو إلا خرق بالية في نظره (أشعياء 6:64). عندما سأل الناس الرب يسوع عن الأعمال الصالحة التي يمكنهم القيام بها لإرضاء الله. أجاب أن عليهم أن يؤمنوا بالذي أرسله الله، ألا وهو الرب يسوع نفسه (يوحنا 28:6، 29) من هنا علينا جميعاً أن نبدأ. عندئذ الأعمال الصالحة تتبع الخلاص، ولا تسببه. هي الثمار وليست الجذور. أننا لا نخلص بالأعمال الصالحة، بل نحن مخلصون لنعمل الأعمال الصالحة (أفسس 10:2)..

كثير من الناس اليوم، عندهم فكره خاطئة وهي أنهم عندما يضعون ثقتهم بالمسيح كمخلّص، يختبرون نوعاً من الشعور الغريب بالفرح في نظام الأعصاب عندهم، وهكذا يعرفون أنهم مخلصون. لكن لو سألتَ اللص، «هل تشعر أنك مخلص؟» فربما يجيبك قائلاً، «كل ما أشعر به هو الألم». كيف عرفَ إذا انه مخلص؟ لقد عرف لأنه سمع يسوع يقول له، «اليوم تكون معي في الفردوس». كان يعرف لأن يسوع قال ذلك. وبهذه الطريقة يعرف المؤمنون اليوم أنهم مخلصون. الفرق الوحيد اليوم هو أن يسوع يتكلم لنا من خلال الكتاب المقدس، وليس بصوت مسموع. لقد وعد يسوع في الكتاب المقدس أن كل من يؤمن به فهو مخلّص (أنظر يوحنا 24:5) وهكذا نعرف أن تأكيد الخلاص يأتي بواسطة كلمة الله وليس بواسطة الشعور بالفرح.

كلمة أخيره! أنه لأمر مخيف حقاً أن يكون الشخص قريباً من يسوع بهذا المقدار ولكن يذهب إلى الضياع. اللص الآخر كان قريباً جداً وفي نفس الوقت بعيداً جداً. واليوم يمكن أن يعيش الشخص في عائلة مسيحية، وأن يشترك بنشاطات مسيحية، ولكن أن لم يكن مولوداً ثانية ولم يقبل الرب يسوع مخلصاً، فهو ضائع. فإن مات بخطاياه، فسيقضي الأبدية في جهنم.