العودة الى الصفحة السابقة
لماذا أؤمن بالكتاب المقدس؟

لماذا أؤمن بالكتاب المقدس؟

القس. جون نور


ما هو الدليل على صدق هذا الكتاب العظيم (الكتاب المقدس)؟ لا يستطيع أي شخص يريد أن يتكلم عن هذا الموضوع بالذات. إلا وتمتلكه حيرة، قلت في نفسي هل تحتاج الشمس المشرقة إلى برهان يثبت صدق شروقها. ونورها يملأ الكون ودفئها يعم البلاد وجميع العباد.

أن الكتاب المقدس، هو كلمة الله التي لا يتطرق إليها الشك، ففيه الدليل التاريخي والداخلي والاختباري، وهنالك أدلة واقعية حقيقية أوجزها في النقاط التالية:

  1. الدليل الذاتي:

    أي ما يشهد به هذا الكتاب عن نفسه، فهو أول كتاب في الوجود حدثنا عن الله الواحد الخالق، أَولُ كتاب في الدنيا قبل أن يعرف أحد قصة الخليقة قال بكل بساطة في أول آية من آياته «في البدء خلق الله السموات والأرض».

    أول كتاب حدثنا عن سر وجود الكونْ وخالق الكون ووحدة الكون، وعن الصانع المقتدر للكون. أن هذا الكتاب هو تاريخ ما قبل التاريخ فقد رجع بنا إلى تاريخ ما قبل أن يوجد تاريخ في هذه الأرض. ليصور لنا كيف كانت الأمور.

    ولو وقفنا أمام تعليم الكتاب المقدس عن التثليث والتوحيد «الرب إلهنا رب واحد للرب إلهك تسجد. وإياه وحده تعبد» فهو أول كتاب علم الدنيا أن «لا إله إلا الله» هو الكتاب المقدس. فالكتاب المقدس هو منشأ عبادة التوحيد.

    هذا في الوقت الذي يوجد فيه الكثيرون بعد الكتاب المقدس أمنوا بتعدد الآلهة من الأمم الوثنية. هنا أريد أن أقول شيء. فلو أن الكتاب المقدس من اختراع بشر فمن المؤكد أن يطلب هذا الإنسان البشري شيء يقدر أن يهضمه ويطبقه العقل البشري... فأكبر دليل على أن الكتاب المقدس هو كتاب الله. أن ما نادى به الكتبة الذين كتبوا الكتاب المقدس. كان كلامه يفوق مستواهم ومستوى إدراكهم البشري لذلك يقولوا هم أنفسهم «عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد» فلو أن الكتاب المقدس من تأليفهم أو تأليف بشري.

    لماذا نعقد الأمور بثالوث وتجسد وما إلى ذلك. فلنبسط الأمور للناس. ولكن مما يؤكد أنه كتاب الله. أن ما كتب فيه هو أعظم من تصور العقل البشري. فكيف يمكن أن يكون من قريحة البشر.

    إن الله الذي أقدر أن أفهمه بعقلي ليس هو بإله لأن الله لا بد أن يكون فوق العقل، هنالك فرق وفرق كبير عندما يتحدث الكتاب المقدس بتعاليم فوق المستوى البشري، وهذا يعني أن الله وحده قادر على أن يكشف عن نفسه للبشر في حدود معينة. وأن ما كشفه لهم قد يكون فوق عقولهم ولكنه ليس ضد عقولهم. ثم لاحظوا أن الكتاب المقدس كتاب تشريحي فهو لم يترك أحد من القديسين أو الأنبياء إلا وشرحه وأظهر حسناته ومساوئه وعيوبه

    وهذا من أقوى الأدلة على صدق الكتاب المقدس فالكتاب المقدس شرح حتى كاتبيه.

    وفي هذا كله يريد الكتاب المقدس أن يعلمنا أنه لا يوجد كبير على الخطية ما لم تحفظنا نعمة الله، لذلك ذكر لنا الكتاب المقدس شك إبراهيم وثورة موسى وخوف وخضوع إيليا. وسقطة داود وإنكار بطرس. ليؤكد لنا أنه فوق كل البشر وأنه يحكم على جميع الناس. ثم لاحظوا وحدة الكتاب المقدس فهو يحوي 66 سفراً. كتب في فترة زمنية تربو على ألف وخمسمائة عام. وكتبه نحو أربعون كاتباً. فيهم الملك والفلاح والراعي وجاني الجميز والطبيب وصياد السمك. وكل هؤلاء في عصور مختلفة. لكن الكتاب وحدة واحدة لأن الذي كتبه كاتب واحد. لأن كل الكتاب هو موحى به من الله... لأنه لم تأت نبوة بمشيئة إنسان. بل تكلم أناس الله القديسين مسوقين من الروح القدس، لأنه هو الذي وحد أفكارهم.

  2. الدليل التاريخي:

    يحتوي الكتاب المقدس على تاريخ شامل يشمل حياة عشرات الأمم والشعوب، مثل العمونيين والموابيين والإسماعليين والمصريين والبابليين والفرس واليهود. وتكلم عن الكثير من معالم وحضارات العالم الكبرى. وقراها الصغيرة مثل بابل وصور وصيدا ويافا وغزة. ثم تحدث عن ملوك كثيرين من المصريين والأشوريين والإسرائيليين. ومن العجب أن الكتاب المقدس والتاريخ يلتقيان معاً ليؤكدان التوافق التاريخي لهذا الكتاب العظيم.

  3. الدليل العلمي:

    وكم رفع العلم رأسه على الكتاب المقدس ولا سيما في النهضة العلمية التي واكبت القرن العشرين، وظن العلم أنه يستطيع أن يلاشي الكتاب المقدس. قبل العلم بعشرات القرون يخبرنا الكتاب عن كروية الأرض إشعياء 22:40 الجالس على كرة الأرض.

    نقرأ أيوب 7:26 يعلق الأرض على لا شيء من قال لك يا أيوب هل درست الفلك.

    هل كان أحد يعرف الضغط الجوي أو ثقل الهواء أو أن للهواء وزن نقرأ في أيوب 25:28 يجعل للريح وزناً ويعاير المياه بمقياس هل كنت تعرف انعدام الوزن أو الضغط الجوي في أجواء الجو العليا.

    ما رأيك فيما يقوله بطرس عندما أقحم نفسه فيما لا يعرفه هذا الصياد. وأعطى حجة للعلم يوماً في أن يهاجم الكتاب المقدس والتشكيك في صدقه. عندما تكلم عن انحلال العناصر محترقة.. وتحترق المصنوعات... العناصر هي الذرات... والذرة لا يمكن أن تتفتت أبداً. وقد توصل العلم إلى تفتيت الذرة وأدى ذلك إلى صنع القنبلة الذرية. وانحنى العلم لبطرس الصياد ورأى العالم الذي شكك في هذه الآية. كيف أنحلت العناصر محترقة. بطرس لم يأت بذلك من عنده بل مسوق من الروح القدس.

  4. الدليل النبوي:

    لا نحتاج إلى وقت كثير للتكلم عن هذا الدليل أقرأ عن النبوات عن إسرائيل الشتات السبي القدس لا يترك فيك حجر على حجر.

    النبوات عن المسيح ، نسل المرأة ، من عذراء حتى مكان الولادة، الواقع المنظوران يولد في الناصرة في بلد أمه، طيباريوس قيصر يصدر إعلان أن يكتتب كل المسكونة. فأضطر يوسف ومريم أن يذهبوا إلى بيت لحم «تمت أيامها لتلد تأتي أيام الهروب لكي يهرب إلى مصر لكي يتم قول الكتاب من مصر دعوت إبني».