العودة الى الصفحة السابقة
أعظم جريمة اقترفت في التاريخ البشري

أعظم جريمة اقترفت في التاريخ البشري

جون نور


اريد ان احدثكم عن اعظم جريمة اقترفت في التاريخ البشري، مسرح الجريمة كان خارج أسوارالقدس . في ذلك المكان كانت تنفذ عادة أحكام الإعدام. اليهود يدعونه تل الجلجثة، وباللغة العربية تل الجمجمة.

قبل الفي سنة تقريبا وفي صباح أحد أيام الجمعة، أحضر جنود الرومان إلى هناك شاباً لكي يصلبوه. كان في بداية الثلاثينات من عمره. وكان يتبعه هو والجنود جمهور غاضب من الناس المشاغبين، حناجرهم صارخةٌ بكلماتٍ مليئةٌ بالحقد القاتل. صرخوا، استهزءوا، شتموا، وقذفوه بكلمات التحقير، لقد خرجوا لسفك الدم – دم ذلك الشاب.

من كان هذا المعدود مجرماً؟ كان اسمه يسوع. ولد في بيت لحم، وتربى في الناصرة. تعلم النجارة من يوسف الذي رباه. ولكن عندما أصبح ابن ثلاثين سنة، ترك أدواته وخرج في حملة،يدعوا الناس فيها الى التوبة الحقيقية والرجوع الى الله. وهنا بدأت المشكلة. التعاليم التي علمها والأمور التي أعلنها ، وضعته في صدام مباشر مع القادة الدينيين. لقد قاموا بعدة محاولات فاشلة لقتله. وأخيراً بمساعدة يهوذا الخائن، أحد تلاميذه ، القوا القبض عليه وسجنوه، وبعد محاكمة هزيلة، دفعوه إلى الرومان – لأنه لم يكن لليهود أي سلطة لتنفيذ أحكام الإعدام. وقد وجد الحاكم الروماني أنه «غير مذنب»، ولكن الحاكم خضع لضغوط القادة اليهود، ودفعه إلى فرقة الإعدام. هذه اللمحة تعطيك مختصر حياة يسوع. لقد أتى إلى هذا العالم ليخلصنا من خطايانا. أتى ليموت كبديل عنا، ليدفع العقاب الذي كان علينا دفعه. أتى لتدبير طريق بواسطته نستطيع قضاء الأبدية معه في السماء. ولكن الآن هم مستعدون لقتله.

سؤالي: على من يقع اللوم لموته؟ من المؤكد أننا نستطيع إلقاء اللوم على القادة اليهود وجميع الشعب؛ لقد قالوا، «دمه علينا وعلى أولادنا» (متى 25:27). يقع اللوم على السلطة الرومانية أيضاً، لأنهم هم الذين نفذوا عملية الموت. ولكننا لا نستطيع رؤية الصورة بكاملها إلا عندما ندرك أننا جميعاً مذنبون بقتله، لأن خطايانا هي التي سمرته على الصليب. مات من اجل خطايا جميع العالم (1 بطرس 18:3؛ 1 يوحنا 2:2).

أما الصلب ذاته فكان بهذه الطريقة. حالما وصلوا إلى موقع الجلجثة، وبعد الانتهاء من رفعه على الصليب، قدم الجند ليسوع خلاً ليشرب. وهذا الشراب يعطي للمحكومين ليساعدهم على تحمل الأوجاع. ولم يٌرِد يسوع أن يشربه. لأن لديه عمل ليقوم به، وسوف لا يعمله بحالة يكون فيها مخدرا ليحتمل الالم.

في الساعة التاسعة سمروه على الصليب، بيديه ورجليه، ثم رفعوا الصليب وثبتوه مسقطين إياه في حفرة في الأرض. أنه أمر يطير العقل – الخالق يموت على أيدي مخلوقاته التي عملها بيديه! ولكن هذا ما حصل. وهذا كان أعَظَمَ جُرمٍ قد اقترف.

كان من المعتاد أن يقتسم الجنود بينهم ثياب المحكوم عليهم. وهكذا عملوا بثياب يسوع – عدا قميصه الذي بدون خياطة. وقد اقترعوا عليه. وهذا يتمم النبوة التي قالها داود قبل عدة قرون، «يقتسمون ثيابي بينهم وعلى لباسي يقترعون » (مزمور 8:22).

على الصليب فوق رأس يسوع وضعوا لوحة مكتوب عليها تهمته (جرمه). كتب عليها ببساطة، «يسوع ملك اليهود». لم يرق هذا لكثير من الناس. وطلبوا من بيلاطس أن تغييرها ويكتب «هو قال، أنا ملك اليهود». لكن لم يرد بيلاطس تغيير ما كتبه.

عندما يموت إنسان يهتم أصدقاؤه عادة بالكلمات الأخيرة التي ينطق بها. نطق يسوع بسبع عبارات مهمة وهو معلق على الصليب: الأولى «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون» (لوقا 34:23). لقد كان هذا عرضاً رائعاً للنعمة أن يصلي لأجل قاتليه المذنبيين. وصلاته تعني أنه كان باستطاعتهم لو تابوا وآمنوا به أن يخلصوا.

من الظهر وحتى الثالثة بعد الظهر، غطت المشهد ظلمة كثيفة. كان الطبيعة أظهرت حزنها على ما كان يحدث فوق الصليب الأوسط.

وخلال هذه الساعات الثلاث، حمل الرب يسوع غضب الله من جراء خطايانا. تحمل العقاب الذي نستحقه نحن. فتحمل الرعب الشديد من الجحيم، الذي كان يجب أن يكون نصيبنا عبر كل الأبدية. سوف لا يعرف أي كان مدى ما مر به يسوع. كانت آلامه الجسدية سيئة بما فيه الكفاية، لكنها ليست بشيء بالمقارنة مع الآلام الروحية، إذ تركه الله كلياً. «كل ما تألمه يسوع على أيدي الإنسان كان لا شيء سوى ملاطفة خفيفة لا تقاس بما تألمه على يدي الله. «وهذا كله كان من أجلك ومن أجلي!».

باللحظة التي مات بها يسوع حصل أمران غريبان. الحجاب (الستار) الذي يفصل بين قسمي الهيكل انشق من أعلى إلى أسفل (هذا درس يوضح أن الطريق إلى حضرة الله الآن اصبح مفتوحاً). حدثت أيضاً زلزلة عظيمة سببت فتح قبور كثيرة (وهذه إشارة أن المسيح قد كسر قوة الموت).

كما كانت العادة، فقد كسر الجنود ساقي اللصين ليعجلا موتهما، ولكن عندما أتيا إلى يسوع ورأيا أنه قد مات، لم يكسرا ساقيه. ولكن أحدهم طعنه بحربة في جنبه، جاعلاً ماءً ودماً يتدفقان منه.

تلميذاً سرياً ليسوع، يوسف الرامي، انزل جسده من على الصليب ووضعه في قبر كان قد نحته في الصخر لنفسه.

هذه ليست نهاية القصة. بعد ثلاثة أيام، قام يسوع من بين الأموات! وبعد أربعين يوماً رجع صاعداً إلى السماء هو جالس عن يمين الله. ملك ومخلص. أنه واقع تاريخي أن يسوع قام من بين الأموات. وبهذا نعرف أن المسيحية هي الإيمان (الدين) الحقيقي. كل مؤسسي الديانات ميّتون وأجسادهم في قبور. لكن المسيح حي في السماء. يكون أحمق من يسلم نفسه لشخص ميت. لكن الشخص الحكيم يسلم نفسه للمخلص الحي، الرب يسوع المسيح.

لقد كان أعظم جرم ارتكبه إنسان أن يصلب رب الحياة والمجد. ولكن الله غير ذلك لبركتنا الأبدية – إن كنت فقط تؤمن أن المسيح مات كبديل عنك آمن به واقبله في حياتك في حياتك.