العودة الى الصفحة السابقة
مختارون ومعينون

مختارون ومعينون

جون نور


هل تساءلت لماذا اختارك الله من هذا البحر البشرى الواسع لتكون ابناً له، يحبك ويعتني بك بأسلوب شخصي؟ أنه لأمر غامض أليس كذلك؟ فأنا نفسي لم أكف عن التعجب من هذا الأمر. ولكن يا له من امتياز رائع أن يختارنا الله لننتمي له!

«ليس أنتم اخترتموني بل أن اخترتكم واقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم. لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي»(يو 16:15).

يجب أن تلاحظ أربع نقاط هامة فيما يقوله يسوع هنا:

أولاً: لا يختار الشخص أن يكون جزءاً من الكرمة، ولكن يسوع يختار هؤلاء الذين سيحيون فيه، وقد أختارك أنت.

ثانياً: إن المختارين معينون لمهمة معينة، فهم لا يحيون في المسيح بدون هدف ولا ليتمموا أهدافهم الخاصة، فلم يخترك الله فحسب ولكنه عينك لتتمم أمراً معيناً.

ثالثاً: لقد عين الله المختارين ليأتوا بثمر، وقد عينك الله لتذهب وتأتي بثمر ويدوم ثمرك.

رابعاً: يربط يسوع بين الأثمار والصلوات المستجابة، «لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي»، فهذا هو الهدف من كل الموضوع، فالله اختار أولاده وعينهم من أجل حياة مثمرة يعطيهم فيها الله كل ما يطلبون، وهذه هي الحياة التي اختارها الله لك وعينك من أجلها.

تخيل كم ستكون حياتك مثمرة عندما يفعل الله لك كل شيء تطلبه منه!، وعندما تطلب منه أن يعطيك شيئاً يعطيك إياه!

فكر في عدد النفوس التي ستشفى بسبب صلاتك.

فكر في كم الاحتياجات التي سيسددها الله بسبب صلاتك.

حاول أن تتخيل المعجزات التي سيفعلها الله في حياتك وفي حياة الآخرين من خلال صلاتك وإيمانك.

فكر في الكم الذي سيمكنك أن تعطيه للآخرين إذا استقبلت من الله كل ما تطلبه في صلاتك، وهذا معناه ما يريده يسوع لأجلك ألا وهو أن تكون لك تلك الحياة المثمرة التي تحصل فيها على صلوات مستجابة.

«بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي»(يوحنا 8:15).

هذا هو الهدف الأسمى للحياة الإيماني، أن نمجد الآب، لقد مجد يسوع الآب عندما تحدث بكلماته وفعل أعماله، فكل هؤلاء الذين يعيشون في المسيح سيمجدونه عندما يؤمنون بكلمته ويرونه يفعل هذه الأعمال في حياتهم.

لا يريد أبوك السماوي أن يستجيب للصلوات العارضة فقط ولكنه يريد أن يفاجئك عندما يحدث أي شيء استجابة لطلبتك، فهو يريدك أن تعلم أنه عندما تطلب سيفعل وسيعطيك.

سيعرف العالم من حولنا بأننا تلاميذ يسوع عندما يرون أن صلواتنا تستجاب، فالناس لا تريد أن تسمع إدعاءاتنا عن إله الحب، ولكنهم يريدون إيضاحاً لهذا الحب عن طريق تسديد الله لاحتياجاتهم، ويريد الله أن يثبت أمانته للعالم لأنه هو إله العهد الذي يحفظ مواعيده لأننا نحن أولاده نؤمن به.

(الله محبة)، ويريد أن يعطي أولاده، ويريد أن يسدد احتياجاتهم، وأن يشفي أجسادهم وأذهانهم، ويريد أن يستجيب لصلواتهم.

إذا كنت أباً، وتحب أولادك فأنت لست بحاجة إلى أي تشجيع حتى تساعدهم عندما يمرضون أو يحتاجون إلى شيء ما، فرغبتك هي أن تعطي نفسك بالكامل حتى تساعد أولادك، في بعض الأحيان يكون من السهل أن تساعد الأطفال الصغار عن أن تساعد الأطفال الكبار الذين يحتاجون إلى التأكيد على اعتمادهم على أنفسهم، والاكتفاء بما عندهم لدرجة أن يرفضوا رغبتك في المساعدة، وفي بعض الأحيان قد يكون عليك أن تنتظر إلى أن يكونوا مستعدين إلى أن يأتوا إليك ويطلبوا منك.

عندما يأتي إليك ابنك، هل سترفضه؟ في بعض الأحيان قد يرفض الآباء الأرضيون أولادهم ولكن الآب السماوي لن يفعل هذا أبداً، لأن محبته كاملة، وقد أعطى كلمته التي لن يتخطاها أبداً، وسيعطي أولاد العهد الجديد لقد وقع على هذا الوعد بدم ابنه يسوع، ولن ينكر هذا الدم أبداً.

كلمات إيمانك:

«ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم. لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي».