العودة الى الصفحة السابقة
العذارى الحكيمات

العذارى الحكيمات

جون نور


تأملنا في حلقة سابقة العذارى الجاهلات ورأينا كيف أنهم حُرمن من السماء وأغلق الباب في وجوههن. دعونا نتأمل في الحكيمات. ما هي صفاتهن - ما هو سلوكهن - تصرفاتهن - أقوالهن - ماذا يسمعن - وفي أي طريق يسلكن - وفي أي جلسة يجلسن - إن عيونهن كانت مسلطة للرب - إن القلب تطهر بدم يسوع - إن أرواحهن كانت في السماء.

دعونا الآن نتأمل فيهن لنرى ما ينفعنا نحن الأحياء.

يخطئ من يظن أن دخول السماء من أعمال الإنسان لأنه لو كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب. إن أساس الدخول هو عمل المسيح لذا يقول الكتاب: «لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. لَيْسَ مِنْ أَعْمَال كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ» (أفسس 2: 8 و9). إن الخلاص عطية - هبة. تقول كلمة الله: «إِنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية 6: 23).

«فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (رومية 5: 1) التبرير يكون بالإيمان. فآمن إبراهيم فحُسب له براً.

حينما نحصل على القلب الجديد يتغير كل شيء فينا حالما تجدد زكا أعطى نصف أمواله للمساكين. وحالما تجددت السامرية ذهبت تنادي للمدينة كلها إن الأعمال ثمر للإيمان - أعمال بدون إيمان ميتة وإيمان بدون أعمال ميت - الإيمان يبررني أمام الله - والأعمال تبررني أمام الناس - لذا قال السيد المسيح: «لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (متّى 5: 16).

الشيطان هو العدو الأول المحرك للشر في هذا العالم رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية. «إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ» (2كورنثوس 4: 4) هو الذي يقود الناس للهلاك – للدمار.

إن العدو إبليس هو الذي أغوى يهوذا لكي يبيع إلهه. ورغم أنه قام بإرجاع الفضة للكهنة. لكنه مضى وشنق نفسه.

اسمعوا ماذا يقول الكتاب: «طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ» (إنجيل متّى 8:5).

هل قلبك نقي - هل فكرك طاهر. أم يوجد في قلبك. خصام حسد - كراهية - بغضة.

إن الحسد هو الذي جعل إخوة يوسف يبيعوه للإسماعيليين. إن الحسد هو الذي جعل الكهنة يصلبون يسوع. أسلموه حسداً. إن الشيطان حسد آدم في الجنة. لكن أنظر وتأمل إن الحسد في كلمة الله ليس الحسد الذي ورثناه ونسمع عنه. يقولون إن العين تفلق الحجر. وفلان حسد فلان فأصابه مكروه والسيدة هذه عينها حسودة.

عندما نتأمل في نور كلمة الله نجد أننا ورثنا أشياء من العالم الذي نعيش فيه. مثلاً ورثنا عادات وتقاليد.

يقولون وهذا صدق إن السمك الحي يقاوم التيار. وإن السمك الميّت يمشي مع التيار. ولو طبقنا هذا الكلام روحياً فإننا نجده مطابقاً ولأن الإنسان المؤمن حي فهو يقاوم تيار هذا العالم الموضوع في الشرير. اسمع يوسف يصرخ في وجه الخطية صرخته المعروفة. «كَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» (تكوين 39: 9). لقد وقف ضد التيار. رغم الإغراءات الكثيرة من المركز والمال. لكن رغم كل هذا يوسف وضع الرب أمامه وهو الذي حفظه من هذه التجربة الشديدة أن يوسف هنا بطل. فهو بطل العفاف والطهارة والقداسة إنه في هذا يخجل داود ويرتفع عن شمشون رجل القوة هل تقاوم التيار. أم أنت تمشي مع التيار أخشى أن تكون ميتاً كالسمك الميت فتمشي مع التيار.

إن العذارى الحكيمات كانت لهن أرواح منجذبة للسماء. تقول كلمة الله: «إِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ» (فيلبي 3: 20). تجد المؤمن دائماً يتكلم عن السماء وأفراح السماء. وأمجاد السماء. أليس هذا طبيعياً لأن أرواحنا منجذبة للسماء.

إن الله حين خلق الإنسان ميّزه بالنسمة التي أعطاها له؛ يقول سفر التكوين: «وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً» (تكوين 7:2).

ومن هذا نعلم أن الإنسان مميّز بالنسمة التي أخذها من الله هذا بخلاف كل المخلوقات. من هو مصدر هذه النسمة أنه الله الباقي إلى الأبد. الذي ليس له نهاية وما دام الله هو الذي أعطانا هذه النسمة فنحن موجودون بوجود الله باقين ببقاء الله.

هل تعلم يا عزيزي إن الرب نفسه سوف يتمنطق ويخدمنا إنه لا يترك هذه الخدمة للملائكة. مع أن هذا شرف لنا أن الملائكة تخدمنا لكنه بذاته له المجد يخدمنا «وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ» (رؤيا 21: 4) «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ» (رؤيا 21: 3).

مسكين هو الإنسان البعيد عن الرب. بينما المؤمنون في سعادة. في فرح. في سلام… نرى أن الأشرار سوف يقضون أبدية تعيسة مع إبليس وملائكته. هناك ظلام. صراخ. ألم هناك نار لا تُطفأ ودود لا يموت. هناك. زناة. نجسون فاسقون. عبدة أوثان. هناك كل من يحب ويصنع الكذب. فلتشفق على نفسك وتتأتي للرب ليضمن لك ميراث مع القديسين وأهل بيت الله.

إن باب السماء ما زال مفتوحاً ويسوع ما زال ينادي ويقول: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا» (يوحنا 6: 37).