العودة الى الصفحة السابقة
العذارى الجاهلات

العذارى الجاهلات

جون نور


«يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا! فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ» (متّى 12:25).

إن موضوع العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات يقسم لنا العالم قسمين. قسم جاهلات وقسم حكيمات كما أن مثل الفريسي والعشار يقسم لنا العالم قسمين.

قسم اعتمد على أعماله (برّه الذاتي) وقسم اعتمد على برّ يسوع. جاء معترفاً بخطاياه. نادماً عليها قائلاً اللهم ارحمني أنا الخاطئ كما أن اللصين يقسموا لنا العالم قسمين: قسم اعترف بالمسيح أنه الرب غافر الخطايا. ساتر العيوب. وقسم آخر مجدف. إن الكتاب المقدس كلمة الله أخبرنا بكل شيء. هنالك أنواع كثيرة من التجاديف في هذه الأيام.

يقول الكتاب عشر عذارى خرجن للقاء العريس والمقصود بالعريس هنا هو الرب يسوع. الكل خارجين لملاقاة العريس. لكن هناك فرق كبير. بين أناس وأناس. أشخاص وأشخاص. فالجاهلات أهملوا الحصول على الزيت أساس الرجاء. زيت النعمة. سكنى الله في القلب. لم يتجددوا. لم يختبروا والحياة الجديدة. لم تكتب أسمائهم في سفر الحياة فكيف يدخلون. وهم لهم صورة التقوى لكنهم ينكرون قوتها أنهم لم يصيرا بعد أولاد الله - غير ورثة في السماء.

إننا نرى كثيرين يذهبون إلى أماكن العبادة يتعبدون عبادة ظاهرية انطبق عليهم القول: «هذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا» (يوحنا 15: 8). هل أنت كذلك امتحن نفسك. هل أنت في الإيمان. هل سلّمت قلبك للرب. هل اسمك مكتوب في السماء.

هل تعلمون أن السماء لا يدخلها كل من يصنع الكذب هل تعلمون أن أسماء المؤمنين مكتوبة في سفر الحياة وسوف ينادى على الأسماء - والأسماء المكتوبة هي التي لها حق في الدخول. وأن غير المكتوبين سوف يمضون إلى عذاب أبدي. اسمعوا من كلمة الله «.. وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوبًا فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ طُرِحَ... فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي» (رؤيا 20: 15 و21: 8).

اسمعوا أيضاً ما جاء في سفر الرؤيا (رؤيا 27:21) «وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا، إِّلاَّ الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ» - هل تأكدت أن اسمك هناك - طوباك - وإن لم يكن فسارع الآن واصطلح مع الرب - دعه يرضى عنك ويسامحك ويكتب اسمك في السماء.

حتى إن تأخر لكن سوف يأتي - يأتي ولا يبطئ هل تعلمون أن تأخير العريس (يسوع) هو لفائدة البشر لكي يرجع البعيد ويتوب الخاطئ - حتى يكمل عدد العبيد رفقائنا.

ينتظر الرب كما انتظر الإنسان الذي غرس كرماً، يأتي في نهاية العام يطلب ثمراً فلا يجد ويتأنى الرب في محبته وينتظر عام آخر - ويأتي في نهايته يطلب ثمراً فلا يجد وقال الرب هوذا ثلاث سنين أني لأطلب ثمراً فلم أجد اقطعها لماذا تبطل الأرض. وهنا يتقدم الشفيع العظيم الرب يسوع ويقول: «يَا سَيِّدُ، اتْرُكْهَا هذِهِ السَّنَةَ أَيْضًا، حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً - فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَرًا، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا» (لوقا 13: 8 و9).

هل ما زلت تؤجل أمر توبتك؟ إن اليوم يوم خلاص والوقت وقت مقبول «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ» (عبرانيين 4: 7).

قد يذهب الإنسان إلى الاجتماعات قد يرنم - قد يصلي - وربما يعظ ويوجد كثيرون يعظون عن معرفة لا عن اختبار - معلومات فقط - حفظ - والحفظ شيء. والولادة الروحية شيء آخر والتدين شيء - والولادة الثانية شيء آخر - الذهب القشرة شيء والحقيقي شيء آخر.

لقد جاء العريس (المسيح) والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأغلق الباب - هل الباب أغلق نعم في المثل الباب أغلق لا رجاء - لا أمل - لا نجاة لكن في الحقيقة والواقع أن الباب ما زال مفتوحاً ويسوع ما زال يقول: «مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا» (يوحنا 6: 37) إن يسوع هو الباب. كل من يدخل به «يَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى» (يوحنا 10: 9). هل دخلت من الباب؟ أم أتيت من طريق آخر.

الحياة الأبدية هي حقيقة وليست تخمين. بل يقين - اسمعوا بولس يقول: «لأَنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ، وَمُوقِنٌ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يَحْفَظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ» (2تيموثاوس 1: 12)، «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» (فيلبي 1: 23).

هل تعلم ماذا يحدث لمن يُحرم من السماء سوف يذهبون إلى عذاب أبدي. السماء انفلقت كدرج ملتف وكل جبل وجزيرة تزحزحا من موضعهما. وملوك الأرض والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء وكل عبد وكل حر أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال. «وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْخَرُوفِ» (رؤيا 6: 16).

لأنه جاء يوم غضبه العظيم ومن يستطيع الوقوف. هل تأملت في هذه الصورة المرعبة - المخيفة - أشير عليك أن تحتمي في دم الخروف أن تقبل يسوع الذي يدافع عنك الآن - سوف يأتي يوم يكون هو القاضي استفد من دفاعه ولا تبقى حتى يصير قاضياً - لأن حكمه عادل وسوف لا يرحم.