العودة الى الصفحة السابقة
السامري الصالح 2

السامري الصالح 2

جون نور


ناموسي قام يجرب المسيح قائلاً ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية. هل أعمالنا تؤهلنا لدخول السماء. ورثنا أشياء كثيرة؛ أعمل تدخل جاهد يكون لك نصيب. لكن لما أنار الله قلوبنا بنعمته عرفنا أن أساس الدخول هو عمل المسيح لأجلنا وأعمالنا سوف نأخذ عنها جوائز ومكافآت. كن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة. قال بولس: «جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا» (2تيموثاوس 4: 7 و8) من هذا نعرف أن الأعمال بدون إيمان أي بدون توبة تصبح بدون فائدة.

هذا الشاب سأل المسيح ماذا أعمل. ليتنا نؤمن أولاً أي أن نتوب ثم نعمل حينئذ تكون أعمالنا بالله معمولة والسيد الحكيم جاء له بهذا المثل وليتنا نتأمل في هذه الكلمات.

إن الذي يقترب إلى الله هو إنسان صاعد قيل إنسانان صعدا إلى الهيكل ليصليا. ومكتوب: «وَصَعِدَ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا مَعًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي سَاعَةِ الصَّلاَةِ التَّاسِعَةِ» (أعمال 1:3).

وجاء في إنجيل متّى 1:17 «وَبَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ أَخَذَ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال مُنْفَرِدِينَ». نفهم من هذا أن الإنسان الصاعد ذاهب لكي يتقابل مع الله هل أنت صاعد؟ أم أنت نازل؟ قيل عن هذا الرجل إنسان نازل من أورشليم إلى أريحا. أورشليم حيث الشركة مع الله حيث المؤمنين. بينما أريحا ترمز للخطية مكتوب ملعون هو الرجل الذي يقوم ويبني أريحا أن أريحا تعني النزول كما أن مصر تعني النزول. أريحا التي منها زكا. إن أريحا في الكتاب تعني الابتعاد عن الشركة. عن البركة. عن الصلاة. هل تفكر في الابتعاد عن المؤمنين أولاد الله. هل أريحا دخلت إلى قلبك وفكرك. حمانا الله من النزول فالنزول صعب. حينما نزل هذا الرجل وقع بين اللصوص (الشياطين) عروه. جرحوه. تركوه بين حي وميت.

حينما ننزل تقابلنا الأبالسة والشياطين نصبح في خطر وهذا ما حدث لهذا الإنسان. إن في ابتعادنا عن الرب لخطر محقق لأننا بقربه محفوظين محروسين.

إن الشيطان لا يشفق علينا إنه يسلبنا كل شيء يأخذ منا مواهبنا ويتركنا في العراء نصبح في خطر بين الحياة والموت. في قصة الابن الضال نرى دروساً نافعة لحياتنا. فعندما علم أصدقاؤه أنه أصبح بلا نقود تركوه ولم يجد من يقدم له خدمة واحدة.

هذا الذي وقع بين اللصوص يقول الكتاب المقدس مرّ عليه الكاهن وجاز مقابله. جاءنا الناموس عين بعين وسن بسن. لم نستطع أن نحفظ الكل ومن حفظ الجميع واخطأ في واحدة أصبح مجرماً في الكل. لم يفدنا الناموس بل أظهر عيوبنا أظهر خطايانا.

ثم مرّ عليه اللاوي الممثل في الأنبياء لكن كل هؤلاء لم يقدموا لنا العلاج. إن المطلوب كان إنساناً بلا عيب بلا خطية إنسان كامل لأن الذي أخطأ في البدء كان إنساناً.

هل أشفق علينا الكاهن كلا. هل أشفق علينا اللاوي كلا أيضاً. لم يشفق علينا سوى المسيح المبارك المخلص العجيب. قيل عنه: «أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ» (فيلبي 2: 7 و8). ومكتوب «اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟» (رومية 8: 32). إن الرب وحده هو الذي يشفق علينا.

تمر بالإنسان ظروف صعبة يُترك فيها من الوالدين من الأقارب من الأصدقاء. لكي يوجد محب ألزق من الأخ هو يسوع المبارك.

قدم العلاج والدواء للتلاميذ على بحيرة طبرية عند فشلهم جاء في الصباح الباكر. وسألهم هل عندكم أداماً يا غلمان. وأجابوا تعبنا الليل كله ولم نمسك شيئاً. كل إنسان يبتعد عن مصدر النعمة البركة لا يمسك شيئاً. قدم لهم طعام أشبع بطونهم الخاوية. ثم عاتب بطرس وكأنه يقول له: هل ما زلت تفكر في صيد السمك مع أني قلت لك قبل ذلك من الآن تصبح صياد للناس ما أبعد الفرق بين صيد السمك وصيد النفوس.

أخي المؤمن اعلم أن الرب أئتمنك على صيد النفوس، هل تقدّر هذا العمل المبارك. اذهب يا ابني واعمل اليوم في كرمي. «اكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا» (مرقس 16: 15).

إن الرب بعد أن يقدم لنا العلاج لا يتركنا في مكاننا بل يحملنا على منكبيه. لقد أركبه على دابته بعد أن ضمد جراحاته وصب عليها زيتاً وخمراً. الخمر للتطهير والزيت للتضميد. رفعه من مكانه والرب حين يتقابل معنا يرفع مكانتنا يجلسنا على الكراسي مع شرفاء شعبه.

ثم أوصله إلى الفندق. مكان الراحة. بيت الرب. حيث الأحباء القديسين أولاد الله العلي. دفع دينارين وأعطاهم لصاحب الفندق. الديناران إشارة إلى العهد الجديد والقديم. ومهما أنفقنا فالدينارين فيهما الكفاية فكل الوعاظ يعظوا من الدينارين في كل العالم والدينارين لا ينتهوا لا يفرغوا. ثم أوصى صاحب الفندق (الروح القدس) الذي يرافقنا في مسيرتنا في هذا العالم فهو المعزي لنا كل الطريق.

وهكذا فالروح القدس يعزينا في الطريق ويلهب قلوبنا ويلمع الرجاء أمامنا. ويقول لنا إن نظرة واحدة في يسوع المبارك سوف تنسينا كل آلام البرية.

«إِنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» (رومية 8: 19). «وأنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا» (2كورثنوس 4: 17).