العودة الى الصفحة السابقة
المشهد البشع

المشهد البشع

(لوقا 19:16-31)

جون نور


«19 «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا. 20 وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ، 21 وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22 فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، 23 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، 24 فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. 25 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. 26 وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. 27 فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي، 28 لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا. 29 قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. 30 فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. 31 فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ».

عزيزي المستمع ماذا تفتكر سيحدث للشخص عندما يموت؟

معظم الناس لديهم رغبة حقيقية للمعرفة ولهذا تستحوذ قصة الرجل الغني ولعازر في الكتاب المقدس على اهتمامنا. وإليكم القصة باختصار.

أولاً يقدم إلينا الرجل الغني. كان يلبس أثمن الحلل، ويأكل أشهى المأكولات، وكل ما أراد أن يسحب الستائر عن نافذة غرفة الجلوس في قصره، كان باستطاعته أن يرى منظراً مثيراً للشفقة في المدخل. إنه لعازر، ذلك الشحاذ الفقير، الذي كان يعتمد على ما يعطيه إياه الناس للأكل. مسكين العازر كان مغطى بالقروح التي كانت أحياناً مفتوحة تنزف دماً وقيحاً. وقد اعتادت كلاب الجيران أن تأتي وتلحس تلك القروح، ولربما لم يكن لدى لعازر القوة لطردها.

كان عند الاثنين شيئاً لا يمكنك معرفته من مجرد النظر إليهما، ذلك أن الغني لم يضع ثقته بالرب أبداً بينما كان لعازر مؤمناً حقيقياً.

لقد مات لعازر ودُفن. لم يكن له جنازة مهمة – يمكنك التأكد من ذلك. ولربما تبرع مجلس البلدة بدفنه كفقير. ولكن نقرأ أن الملائكة حملته، أي نفسه وروحه إلى أحضان إبراهيم. وعندما يستعمل الاصطلاح «أحضان إبراهيم» كانوا يقصدون بذلك قمة السعادة التي تخطر على بالهم – أي السماء. هم يعرفون أن إبراهيم مات وذهب إلى السماء، لذلك الراحة في أحضان إبراهيم تعني التمتع بالسماء معه.

مات الغني أيضاً ودُفن– تابوت ثمين، الكثير من الزهور، وكلمة تأبين طويلة لتعداد حسناته التي عملها – مثل إرسال كل ملابسه القديمة إلى مؤسسة تساعد الفقراء،. ولكنه لم يذهب إلى أحضان إبراهيم. يقول الكتاب المقدس أنه رفع عينيه في الهاوية وهو معذب.

الهاوية هي مكان عذاب الضمير، حيث يذهب غير المومنين عند موتهم. يبقون هناك إلى يوم القيامة الأخير عندما تقوم أجسادهم وتتحد بنفوسهم وأرواحهم، وترسل إلى جهنم (التي تُسمى أيضاً بحيرة النار). الهاوية مثل السجن حيث ينتظر الشخص إلى يوم الحكم عليه..

كان باستطاعة الغني أن يرى إبراهيم ولعازر من خلال حاجز عظيم. وصرخ بصوت عظيم، «يا أبي إبراهيم، أعمل معي معروفاً بإرسالك لعازر ليبل لساني بقليل من الماء. لأن عذاب هذا اللهيب رهيب».

لم يلب طلبه. وذكره إبراهيم أنه خلال حياته كان باستطاعته الحصول على أي شيء أراده، بينما لعازر حصل على كثير من المتاعب. ولكن الان انقلبت الآية.

بالإضافة إلى ذلك، أشار إبراهيم إلى أن الحاجز العظيم الذي بين الفريقين لا يمكن عبوره من كلا الجانبيين.

بدأ الرجل الغني يفكر بإخوته الخمسة الذين ما زالوا أحياء. طلب من إبراهيم أن يرسل لهم لعازر ليخبرهم بطريق الخلاص حتى لا يأتون إلى مكان العذاب هذا.

ذكره إبراهيم أن عندهم الكتب المقدسة التي كتبت بواسطة موسى والأنبياء. إذا قرأوا الكتاب فسيعرفون طريق الخلاص.

لم يظن الغني أن هذا يكفي. بل أكد أنه إن قام واحد من الأموات فسيؤمنون.

كان لإبراهيم الكلمة الأخيرة. أشار أنه إن لم يؤمن الإنسان بواسطة الكتاب المقدس فسوف لا يؤمنون إن قام واحد من الأموات.

كثيرون يقولون إنه لا يوجد شيء مثل الهاوية وجهنم. يظنون أن هذا لا يتلاءم مع محبة الله بأن يسمح بمكان مثل جهنم. يقولون إنه إن كان يوجد جهنم فهي هنا على الأرض. ولكن ماذا يقول الكتاب المقدس؟ وماذا يقول يسوع؟

إنه لمن الواضح من قصة الغني ولعازر أن الروح والنفس لا تموتان عندما يموت الجسد. يقول إنه عند الموت يرقد الجسد. عندما يموت المؤمن، تذهب نفسه وروحه لتكون مع المسيح في السماء وعندما يموت غير المؤمن تذهب نفسه وروحه إلى الهاوية. وكما قلنا فإن الهاوية مكان عذاب الضمير. كان للرجل الغني في الهاوية شعور وبصر لقد تعرف على «إبراهيم ولعازر» ونطق وعطش وتذكر، عذاب الهاوية مشهد بشع! نتعلم من هذه القصة أنه لم تستطع ثروة الرجل الغني أن تنقذه من الموت. عندما آتى وقته كان عليه أن يذهب. ولكن علينا أن نكون واضحين أنه لم يذهب إلى الجحيم لأنه كان غنياً. ولا لعازر إلى السماء لأنه كان فقيراً. الذي يحدد إلى أي مكان يذهب الإنسان هو إن كان قد قبل وآمن من قبل بالرب يسوع المسيح (يوحنا 12:1؛ و16:3-36).

هؤلاء الذين يرفضون المخلص، يختارون الذهاب إلى الجحيم. وكذلك الذين يهملون بشارة الإنجيل. هؤلاء الذين يقولون إنهم لا يستطيعون أن يقرروا فقد قرروا.

على كل واحد منا أن يسأل نفسه، «إلى أين سأذهب عندما أموت؟ أين سأقضي الأبدية؟».

هؤلاء الذين يتوبون ويقبلون مخلّص الخطاة يمكنهم التأكد من الأبدية في السماء مع الرب يسوع المسيح.

عزيزي المستمع هل قررت أين ستقضي الأبدية.

إن كانت لديك تساولات حول موضوع الأبدية أكتب إليّ عن تساؤلاتك وسأرسل إليك كتاب: يوم الدين وأين تقضيه.