العودة الى الصفحة السابقة
يعقوب وعيسو

يعقوب وعيسو

جون نور


كان إسحاق ابن أربعين سنة عندما أخذ لنفسه زوجة رفقة بنت بتوئيل الآرامي من فدان أرام زوجة له. وصلى إسحاق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقراً. فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته.

فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان. فخرج الأول فدعوا اسمه عيسو. وبعد ذلك خرج أخوه فدعي اسمه يعقوب.

فكبر الغلامان. وكان عيسو إنساناً يعرف الصيد إنسان البرية ويعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام. فأحب إسحاق عيسو لأن في فمه صيدا. وأما رفقة فكانت تحب يعقوب.

وطبخ يعقوب طبيخاً فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا. فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت. فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك. فقال عيسو ها أنا ماض إلى الموت فلماذا لي بكورية. فقال يعقوب أحلف لي اليوم. فحلف له. فباع بكوريته ليعقوب. فأعطى يعقوب عيسو خبزاً وطبيخ عدس. فأكل وشرب وقام ومضى. فاحتقر عيسو البكورية.

قالت رفقة لإسحاق إن كان يعقوب يأخذ زوجة من بنات الأرض فلماذا لي حياة؟ فدعا إسحاق يعقوب وباركه وأوصاه وقال له لا تأخذ زوجة من بنات كنعان. قم أذهب إلى فدان أرام إلى بيت بتوئيل أبي أمك وخذ لنفسك زوجة من بنات لابان أخي أمك. والله القدير يباركك ويجعلك مثمراً. ويعطيك بركة إبراهيم لك ولنسلك معك. لترث أرض غربتك التي أعطاها الله لإبراهيم. فصرف إسحاق يعقوب.

ثم رفع يعقوب رجليه وذهب إلى أرض بني المشرق. ونظر وإذا في الحقل بئر وهناك ثلاثة قطعان غنم رابضة عندها. لأنهم كانوا من تلك البئر يسقون القطعان. والحجر على فم البئر كان كبيراً. فكان يجتمع إلى هناك جميع القطعان فيدحرجون الحجر عن فم البئر ويسقون الغنم.

فقال لهم يعقوب يا إخوتي من أين أنتم. فقالوا من حاران. فقال لهم هل تعرفون لابان ابن ناحور. فقالوا نعرفه. فقال لهم هل له سلامة. فقالوا له سلامة. وهوذا راحيل ابنته آتية مع الغنم.

فكان لما أبصر راحيل بنت لابان خاله وغنم لابان خاله أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر وسقى غنم لابان خاله. وأخبر راحيل أنه أخو أبيها وأنه ابن رفقة. فركضت وأخبرت أباها.

حين سمع لابان خبر يعقوب ابن أخته ركض للقائه وعانقه وقبله وأتى به إلى بيته. فحدث لابان بجميع هذه الأمور. فقال له لابان إنما أنت عظمي ولحمي. فأقام عنده شهراً من الزمان.

وكان للابان ابنتان اسم الكبرى ليئة واسم الصغرى راحيل.

ثم قال لابان ليعقوب ألانك أخي تخدمني مجاناً؟ أخبرني ما أجرتك. وأحب يعقوب راحيل. فقال أخدمك سبع سنين براحيل ابنتك الصغرى. فقال لابان أن أعطيك إياها أحسن من أن أعطيها لرجل آخر. أقم عندي. فخدم يعقوب براحيل سبع سنين. وكانت في عينيه كأيام قليلة بسبب محبته لها.

ثم قال يعقوب للابان أعطني امرأتي لأن أيامي قد كملت. وكان في المساء أنه أخذ ليئة ابنته وأتى بها إليه. فقال للابان ما هذا الذي صنعت بي. أليس براحيل خدمت عندك. فلماذا خدعتني. فقال لابان لا يفعل هكذا في مكاننا أن تعطي الصغيرة قبل البكر. أكمل أسبوع هذه فنعطيك تلك أيضاً بالخدمة التي تخدمني أيضاً سبع سنين آخر. ففعل يعقوب هكذا. فأعطاه راحيل ابنته زوجة له.

وذكر الله راحيل فحبلت وولدت ابناً. ودعت اسمه يوسف.

واتسع يعقوب كثيراً جداً. وكان له غنم كثير وجوار وعبيد وجمال وحمير.

وظهر الله ليعقوب أيضاً حين جاء من فدان أرام وباركه. وقال له اسمك يعقوب، لا يدعى اسمك فيما بعد يعقوب بل يكون اسمك إسرائيل. فدعا اسمه إسرائيل. وقال له الله أنا الله القدير. أثمر وأكثر. أمة وجماعة أمم تكون منك. وملوك سيخرجون من صلبك. والأرض التي أعطيت إبراهيم وإسحاق لك أعطيها ولنسلك من بعدك أعطي الأرض. فنصب يعقوب عموداً في المكان الذي فيه تكلم معه عموداً من حجر. وسكب عليه سكيباً وصب عليه زيتاً. ودعا يعقوب اسم المكان الذي فيه تكلم الله معه بيت إيل.

وجاء يعقوب إلى إسحاق أبيه إلى حبرون. حيث تغرب إبراهيم وإسحاق. وكانت أيام إسحاق مئة وثمانين سنة. فأسلم إسحاق روحه ومات وأنضم إلى قومه شيخاً وشبعان أياماً. ودفنه عيسو ويعقوب ابناه.

هذه قصص الآباء الذين تعامل الله معهم بإيمانهم وجعل منهم قادة لشعوب وأمم ليتنا نأخذ دروساً وعبر من حياتهم وكيف تعامل الله معهم واختارهم ليعملوا مشيئة لنضع حياتنا في يد الآب ليجري فيها ما يريد قائلين لتكن إرادتك يا رب في حياتها وأنت تفعل فيها ما تريد.