العودة الى الصفحة السابقة
يوسف واخوته (2)

يوسف واخوته (2)

جون نور


سمعنا في الحلقة الماضية عن يوسف واخوته وعما فعلوا به وكيف نجاه الله وجعله حاكما لمصر.

وكما حدثت المجاعة في مصر حدث ايضا في كل الارض حيث كان يعقوب وأولاده اخوة يوسف.

فلما رأى يعقوب أنه يوجد قمح في مصر قال لبنيه أنزلوا إلى هناك واشتروا لنا من هناك قمحاً لنحيا ولا نموت. فنزل عشرة من إخوة يوسف ليشتروا قمحاً من مصر. وأما بنيامين أخو يوسف فلم يرسله يعقوب مع إخوته لأنه قال لعله تصيبه أذية.

وكان يوسف هو المتسلط على الأرض وهو البائع لكل شعب الأرض فأتى إخوة يوسف وسجدوا له بوجوههم إلى الأرض. ولما نظر يوسف إخوته عرفهم فتنكر لهم وتكلم معهم بجفاء وقال لهم من أين جئتم فقالوا من أرض كنعان لنشتري طعاماً. وعرف يوسف إخوته. وأما هم فلم يعرفوه. فتذكر يوسف الأحلام التي حلم عنهم وقال لهم جواسيس أنتم لتروا عورة الأرض جئتم. فقالوا له لا يا سيدي بل عبيدك جاءوا ليشتروا طعاماً. نحن أمناء ليس عبيدك جواسيس. نحن اثنا عشر أخاً، نحن بنو رجل واحد في أرض كنعان وهوذا الصغير عند أبينا اليوم والواحد مفقود.

قال لهم يوسف إن كنتم أمناء فليحبس أخ واحد منكم في بيت حبسكم وانطلقوا أنتم وخذوا قمحاً لمجاعة بيوتكم ثم أحضروا أخاكم الصغير إلي فيتحقق كلامكم. ولا تموتوا وقالوا بعضهم لبعض حقاً إننا مذنبون إلى أخينا الذي رأينا ضيقة نفسه لما استرحمنا ولم نسمع وهم لم يعلموا أن يوسف فاهم لأن الترجمان كان بينهم. أما يوسف فتحول عنهم وبكى. ثم رجع إليهم. وكلمهم وأخذ منهم شمعون وقيده أمام عيونهم. ثم أمر يوسف أن تملأ أوعيتهم قمحاً وترد فضة كل واحد إلى عدله وأن يعطوا زاداً للطريق. ففعل لهم هكذا. فحملوا قمحهم على حميرهم ومضوا من هناك

فجاؤوا إلى يعقوب أبيهم إلى أرض كنعان وأخبروه بكل ما أصابهم. وإذ كانوا يفرغون عدالهم إذا صرة فضة كل واحد في عدله. فلما رأوا صرر فضتهم هم وأبوهم خافوا.

وكان الجوع شديداً في الأرض. وحدث لما فرغوا من أكل القمح الذي جاءوا به من مصر أن أباهم قال لهم ارجعوا اشتروا لنا قليلاً من الطعام. فكلمه يهوذا قائلاً إن الرجل قد أشهد علينا قائلاً لا ترون وجهي بدون أن يكون أخوكم معكم. إن كنت ترسل أخاناً معنا ننزل ونشتري لك طعاماً لأن الرجل قال لنا لا ترون وجهي بدون أن يكون أخوكم معكم. وقال يهوذا ليعقوب أبيه أرسل الغلام معي لنقوم ونذهب ونحيا ولا نموت نحن وأنت وأولادنا جميعاً وأنا أضمنه.

فقال لهم يعقوب أبوهم إن كان هكذا فافعلوا هذا وخذوا فضة أخرى في أياديكم والفضة المردودة في أفواه عدالكم ردوها في أياديكم لعله كان سهواً. وخذوا أخاكم وقوموا وأرجعوا إلى الرجل. والله القدير يعطيكم رحمة أمام الرجل حتى يطلق لكم أخاكم الآخر وبنيامين. فقاموا ونزلوا إلى مصر ووقفوا أمام يوسف.

فلما رأى يوسف بنيامين معهم قال للذي على بيته أدخل الرجال إلى البيت لأنهم يأكلون معي عند الظهر.

وسألهم يوسف أسالم أبوكم الشيخ الذي قلتم عنه أحي هو بعد؟ فقالوا عبدك أبونا سالم. فرفع عينيه ونظر بنيامين أخاه، وقال أهذا أخوكم الصغير الذي قلتم لي عنه؟ ثم قال الله ينعم عليك يا ابني. فلم يستطع يوسف أن يضبط نفسه لدى جميع الواقفين عنده فصرخ اخرجوا كل إنسان عني وقال يوسف لإخوته أنا يوسف أحي أبي بعد. فلم يستطع إخوته أن يجيبوه لأنهم ارتاعوا منه.

فقال يوسف لإخوته تقدموا إلي فتقدموا. فقال أنا يوسف أخوكم الذي بعتموه إلى مصر. والآن لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتموني إلى هنا. فقد أرسلني الله قدامكم ليجعل لكم بقية في الأرض وليستبقي لكم نجاة عظيمة. فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله. أسرعوا واصعدوا إلى أبي وقولوا له هكذا يقول ابنك يوسف قد جعلني الله سيداً لكل مصر انزل إلي. لا تقف. فتسكن في أرض جاسان وتكون قريباً مني أنت وبنوك وبنو بنيك وغنمك وبقرك وكل مالك. واعولك هناك لأنه يكون أيضاً خمس سنين جوعاً وهوذا عيونكم ترى وعينا أخي بنيامين أن فمي هو الذي يكلمكم. وقبل جميع إخوته وبكى عليهم. وبعد ذلك تكلم إخوته معه.

وسمع الخبر في بيت فرعون وقيل جاء إخوة يوسف. فحسن في عيني فرعون وفي عيون عبيده. فقال فرعون ليوسف قل لإخوتك افعلوا هذا حـمّلوا دوابكم وانطلقوا اذهبوا إلى أرض كنعان وخذوا أباكم وبيوتكم وتعالوا إلي فأعطيكم خيرات أرض مصر وتأكلوا دسم الأرض.

فصعدوا من مصر وجاءوا إلى أرض كنعان إلى يعقوب أبيهم. واخبروه قائلين يوسف حي بعد وهو متسلط على كل أرض مصر فجمد قلبه لأنه لم يصدقهم. ثم كلموه بكل كلام يوسف الذي كلمهم به وأبصر العجلات التي أرسلها يوسف لتحمله فعاشت روح يعقوب أبيهم. فقال يعقوب كفى يوسف ابني حي بعد اذهب وأراه قبل أن أموت.

فشد يوسف مركبته وصعد لاستقبال أبيه إلى جاسان. ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى.

فأسكن يوسف أباه وإخوته وأعطاهم ملكاً في ارض مصر في أفضل الأرض في أرض رعمسيس كما أمر فرعون وعال يوسف أباه وإخوته وكل بيت أبيه بطعام.

أعزائي المستمعين هل هناك أجمل من قصص أولاد الله في الكتاب نقرأها ونأخذ العبرة منها لحياتنا ونعرف أن لله قصد في حياة كل واحد منا.