العودة الى الصفحة السابقة
لوط وإبراهيم

لوط وإبراهيم

جون نور


«فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ» (تكوين 11:13).

عزيزي المستمع هل تجعل الله يختار لك. أم تختار لنفسك. دع الله يختار لك كل شيء. الوظيفة. السكن. شريك الحياة. التجارة اترك له حرية الاختيار. إن طرقه غير طرقنا وأفكاره غير أفكارنا هل تأملت في لوط الذي رفع عينيه واختار لنفسه ماذا أخذ من سدوم. لقد خرج منها صفر اليدين. ربما تقول وكيف أجعل الله يختار لي. ضع كل شيء أمامه. لان «غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ» (لوقا 18: 27). كانت هناك مشكلة عويصة أمام الملك حزقيا فوضعها أمام الرب ذهب إلى بيت الرب وطرح المشكلة أمامه وقد تداخل الرب وأرسل ملاكاً من السماء فقتل من جيش الأعداء مائة وخمسة وثمانين ألف جندي. وانتصر حزقيا لأنه وضع الأمر أمام الرب.

إن الذي يتعبنا في هذه الأيام إننا نريد أن نرى كل شيء بالعيان وهذا ضد الإيمان. لأن الأمور التي تُرى وقتية أما الأمور التي لا تُرى فهي أبدية. إنه على الإيمان يتوقف كل شيء.

قالت نازفة الدم لو مسست ولو هدب ثوبه شُفيت وحينما لمست هدب ثوب المسيح وقف ينبوع دمها (بالإيمان) لقد سقطت أسوار أريحا (بالإيمان). عبر الشعب قديماً في البحر كما في اليابسة (بالإيمان).

تقدمت من المسيح امرأة كنعانية وقالت له يا سيد أعني. قال لها: «لَيْسَ حَسَنًا أَنْ يُؤْخَذَ خُبْزُ الْبَنِينَ وَيُطْرَحَ لِلْكِلاَب. فَقَالَتْ:«نَعَمْ، يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا! حِينَئِذٍ أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ! لِيَكُنْ لَكِ كَمَا تُرِيدِينَ». فَشُفِيَتِ ابْنَتُهَا مِنْ تِلْكَ السَّاعَةِ» (متّى 15: 26 – 28). لقد شُفيت بالإيمان لأنها تمسكت بالرب فكان لها حسب إيمانها. آمنت يا رب فزد ربي إيماني نعم لقد خلص اللص على الصليب بالإيمان «الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ» (لوقا 23: 43).

اسمعوا ماذا يقول الكتاب: «إِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ» (1كورنثوس 15: 33). لقد غرس لوط نفسه في وسط سدوم الشريرة ويقول سفر التكوين: «وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا» (تكوين 13:13) هل لك أصدقاء أشرار اعتزل عنهم لأن الذباب الميت ينتن طيب العطار. وخاطئ واحد يفسد خيراً جزيلاً.

وهنا تتم الحكمة القائلة إن الله يكتب مصير البشر بأيدي البشر أنفسهم نعم «فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا» (غلاطية 7:6).

نادى بها السيد المسيح وقال: «لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ تِينًا، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ الْعُلَّيْقِ عِنَبًا» (لوقا 6: 44).

زرع لوط بذار ضعف الإيمان فحصد نتيجة ما زرع. ماذا تزرع أنت. خيراً أم شراً - نجاحاً أم فشلاً. أول نتيجة حصدها لوط ترك امرأته في الطريق إذ كانت متعلقة بسدوم وأهل سدوم وشر سدوم. كانت تتمسك بما في سدوم وكانت النتيجة مرة إذ نظرت للوراء فصارت عامود ملح. حصاد مرير. حصده لوط لقد انهدم بيت لوط سقط وكان سقوطه عظيماً. إن المرأة في البيت هي العامود الذي يستند عليه البناء. وحينما يسقط هذا العامود حينئذ يسقط كل البناء وهذا ما حدث لبيت لوط.

يعتبر هروب لوط من سدوم وكان هذا الهروب رحمة من الرب للوط. إذ لولا هذا الهروب لكان هلك لوط بإثم المدينة. ولاحظوا معي أن لوط كان متمسكاً جداً بسدوم إذ كان الملاكان يستعجلانه لكي يخرج من سدوم وهو متمسك بهذه المدينة الشريرة التي صعد شرها إلى الرب ليت الرب يخلع من قلوبنا سدوم سواء إذا كانت زوجة أو أولاد أو محبة للعالم. أو محبة للمال. أو للجمال لقد دخلت سدوم قلوب كثيرة وهم لا يدرون بما أن أي محبة لغير الرب هي سدوم. لقد كان قراراً حكيماً من يوسف حينما تعرضت له الخطية أنه هرب منها ترك ثوبه وهرب لأن الرسول يقول: «أَمَّا الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا» (2تيموثاوس 2: 22).

تعالوا بنا نسأل لوط ماذا أخذت من سدوم يقول لنا لقد كسبت كثيراً. لكني في الحقيقة والواقع لم آخذ شيء وأنا خارج من سدوم ومن محبة الرب لي أنني نجوت بجلدي.

عزيزي المستمع هل تعلم أن عالمنا هذا سوف ينتهي بالحريق. سوف تنحل العناصر وتذوب محترقة بضجيج. إذاً أهرب من الغضب الآتي.

لأنه مكتوب: «لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ» (رومية 1: 18). اهرب يا أخي إلى مدينة الملجأ. الرب يسوع. فلك النجاة. ادخل إليه. احتمي فيه من الغضب تنجو. لأنه مكتوب: «لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ» (أعمال 4: 12) اقبل يسوع تقبل الحياة. اقبل يسوع تقبل النجاة. مكتوب: «فَرَضُوا أَنْ يَقْبَلُوهُ فِي السَّفِينَةِ. وَلِلْوَقْتِ صَارَتِ السَّفِينَةُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي كَانُوا ذَاهِبِينَ إِلَيْهَا» (إنجيل يوحنا 21:6).

رغم كل ما حدث للوط ومع لوط. فإن الرب المحب، سامحه «لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ» (مزمور 103: 14) «الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا. لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا» (مزمور 103: 8 – 12).

يا من تستكثر خطاياك على الرب تعالى إليه. فهو مستعد أن يسامحك ويغفر خطاياك ويمحو آثامك. لا تيأس من رحمة الرب. اطلب منه رحمة. اطلب منه عفو.

ليتك عزيزي تأتي إليه فيسامحك ويجعل لك ميراث مع القديسين وأهل بيت الله آمين.