العودة الى الصفحة السابقة
مريم

مريم

جون نور


«1 وَكَانَ إِنْسَانٌ مَرِيضاً وَهُوَ لِعَازَرُ، مِنْ بَيْتِ عَنْيَا مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وَمَرْثَا أُخْتِهَا. 2 وَكَانَتْ مَرْيَمُ، اٰلَّتِي كَانَ لِعَازَرُ أَخُوهَا مَرِيضاً، هِيَ اٰلَّتِي دَهَنَتِ اٰلرَّبَّ بِطِيبٍ، وَمَسَحَتْ رِجْلَيْهِ بِشَعْرِهَا. 3 فَأَرْسَلَتِ اٰلأُخْتَانِ إِلَيْهِ قَائِلَتَيْنِ: «يَا سَيِّدُ، هُوَذَا اٰلَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ».

4 فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ، قَالَ: «هٰذَا اٰلْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ، بَلْ لأَجْلِ مَجْدِ اٰللّٰهِ، لِيَتَمَجَّدَ اٰبْنُ اٰللّٰهِ بِهِ». 5 وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ. 6 فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَرِيضٌ مَكَثَ حِينَئِذٍ فِي اٰلْمَوْضِعِ اٰلَّذِي كَانَ فِيهِ يَوْمَيْنِ. 7 ثُمَّ بَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ لِتَلاَمِيذِهِ: «لِنَذْهَبْ إِلَى اٰلْيَهُودِيَّةِ أَيْضاً». 8 قَالَ لَهُ اٰلتَّلاَمِيذُ: «يَا مُعَلِّمُ، اٰلآنَ كَانَ اٰلْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوكَ، وَتَذْهَبُ أَيْضاً إِلَى هُنَاكَ». 9 أَجَابَ يَسُوعُ: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ اٰلنَّهَارِ اٰثْنَتَيْ عَشَرَةَ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَمْشِي فِي اٰلنَّهَارِ لاَ يَعْثُرُ لأَنَّهُ يَنْظُرُ نُورَ هٰذَا اٰلْعَالَمِ، 10 وَلٰكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَمْشِي فِي اٰللَّيْلِ يَعْثُرُ، لأَنَّ اٰلنُّورَ لَيْسَ فِيهِ». 11 قَالَ هٰذَا وَبَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ لَهُمْ: «لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لٰكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ». 12 فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى». 13 وَكَانَ يَسُوعُ يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ، وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ اٰلنَّوْمِ. 14 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً: «لِعَازَرُ مَاتَ. 15 وَأَنَا أَفْرَحُ لأَجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ، لِتُؤْمِنُوا. وَلٰكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ». 16 فَقَالَ تُومَا اٰلَّذِي يُقَالُ لَهُ اٰلتَّوْأَمُ لِلتََّلامِيذِ رُفَقَائِهِ: «لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضاً لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ».

17 فَلَمَّا أَتَى يَسُوعُ وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي اٰلْقَبْرِ. 18 وَكَانَتْ بَيْتُ عَنْيَا قَرِيبَةً مِنْ أُورُشَلِيمَ نَحْوَ خَمْسَ عَشَرَةَ غَلْوَةً. 19 وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ اٰلْيَهُودِ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَرْثَا وَمَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا عَنْ أَخِيهِمَا. 20 فَلَمَّا سَمِعَتْ مَرْثَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ لاَقَتْهُ، وَأَمَّا مَرْيَمُ فَاٰسْتَمَرَّتْ جَالِسَةً فِي اٰلْبَيْتِ. 21 فَقَالَتْ مَرْثَا لِيَسُوعَ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ هٰهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي. 22 لٰكِنِّي اٰلآنَ أَيْضاً أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اٰللّٰهِ يُعْطِيكَ اٰللّٰهُ إِيَّاهُ». 23 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «سَيَقُومُ أَخُوكِ». 24 قَالَتْ لَهُ مَرْثَا: «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي اٰلْقِيَامَةِ، فِي اٰلْيَوْمِ اٰلأَخِيرِ». 25 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ اٰلْقِيَامَةُ وَاٰلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، 26 وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى اٰلأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهٰذَا؟» 27 قَالَتْ لَهُ: «نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ اٰلْمَسِيحُ اٰبْنُ اٰللّٰهِ، اٰلآتِي إِلَى اٰلْعَالَمِ».

28 وَلَمَّا قَالَتْ هٰذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرّاً، قَائِلَةً: «اٰلْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ، وَهُوَ يَدْعُوكِ». 29 أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَامَتْ سَرِيعاً وَجَاءَتْ إِلَيْهِ. 30 وَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ قَدْ جَاءَ إِلَى اٰلْقَرْيَةِ، بَلْ كَانَ فِي اٰلْمَكَانِ اٰلَّذِي لاَقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا. 31 ثُمَّ إِنَّ اٰلْيَهُودَ اٰلَّذِينَ كَانُوا مَعَهَا فِي اٰلْبَيْتِ يُعَزُّونَهَا، لَمَّا رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلاً وَخَرَجَتْ، تَبِعُوهَا قَائِلِينَ: «إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى اٰلْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ». 32 فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ هٰهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي». 33 فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَاٰلْيَهُودُ اٰلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، اٰنْزَعَجَ بِاٰلرُّوحِ وَاٰضْطَرَبَ، 34 وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَاٰنْظُرْ». 35 بَكَى يَسُوعُ. 36 فَقَالَ اٰلْيَهُودُ: «اٰنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ». 37 وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: «أَلَمْ يَقْدِرْ هٰذَا اٰلَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ اٰلأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هٰذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟».

38 فَاٰنْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى اٰلْقَبْرِ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. 39 قَالَ يَسُوعُ: «اٰرْفَعُوا اٰلْحَجَرَ». قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ اٰلْمَيْتِ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ». 40 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اٰللّٰهِ؟». 41 فَرَفَعُوا اٰلْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ اٰلْمَيْتُ مَوْضُوعاً، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: «أَيُّهَا اٰلآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، 42 وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلٰكِنْ لأَجْلِ هٰذَا اٰلْجَمْعِ اٰلْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي». 43 وَلَمَّا قَالَ هٰذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجاً» 44 فَخَرَجَ اٰلْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «حُلُّوهُ وَدَعَوْهُ يَذْهَبْ».

45 فَكَثِيرُونَ مِنَ اٰلْيَهُودِ اٰلَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا بِهِ. 46 وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَمَضَوْا إِلَى اٰلْفَرِّيسِيِّينَ وَقَالُوا لَهُمْ عَمَّا فَعَلَ يَسُوعُ» (يوحنا 11: 1 - 46).

كانت مريم ومرثا وأخوهما لعازر أصدقاء يسوع. ومن المؤكد أنهم كانوا تلاميذه أيضاً. وكما سبقت الإشارة في الحديث عن مرثا كان من الصعب أن ننظر إلى إحداهما دون الأخرى. وقد عرفنا مرثا بالمرأة المشغولة، اليقظة، العاملة. وكثيراً ما نفكر في مريم أنها ضعيفة مستسلمة وراضية أن تجلس هادئة، متناسية واجباتها التي يقوم بها غيرها.

هذا ما فعلته مريم في ذلك اليوم – أنها عرفت الأهمية العظمى في تقديم الإكرام والطاعة لسيدها ومعلمها، وفي الوقت عينه أرادت أن تأخذ منه التعليمات التي يريد أن يعطيها إياها. بعدما أدت نصيبها من الخدمة طلبت المعرفة الكاملة للحياة، فجلست كتلميذة عند قدمي يسوع وقدمت له الولاء والطاعة.

من ثم نجدها مع أختها في وسط الاضطراب والألم، فأخوهما لعازر مريض والعلة آخذة في الازدياد، الأمر الذي تعدى حدود احتمالهما فأرسلتا ليسوع رسالة فحواها «هُوَذَا اٰلَّذِي تُحِبُّهُ مَرِيضٌ».

وكانت الأختان قد أيقنتا أن يسوع سيحضر في الحال حين يعرف أن حبيبه مريض. ولكنه لم يحضر وكل ما عمله أنه قال «هٰذَا اٰلْمَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوْتِ».

ومات لعازر. ولم تنفع جهود الأختين لإبقاء الحياة في جسد أخيهما. وها هو جثة هامدة بين أيديهما، وإذا بالأخبار تصلهما أن يسوع قادم – ولا بد أنهما أحستا بشيء من خيبة الأمل، ولسان حالهما يقول – لقد حضر بعد فوات الفرصة. وخرجت مرثا مسرعة لتقابل يسوع وتفضي له بشكواها. وبقيت مريم جالسة ساكتة في البيت. عرفت أن يسوع في الطريق، ولكنها ظلت هادئة حيث كانت إلى أن وصلتها الرسالة عن طريق مرثا بأن معلمها يسأل عنها. وهنا نرى مريم تطيع الدعوة وتترك مكانها في البيت إلى الطريق لتقابل يسوع. وحالما وصلت إليه جثت عند رجليه، ثم لفظت الكلام الذي عبّر عن شعورها بأنه لو كان يسوع حاضراً لما وقعت تلك الكارثة. ومما يسترعي الالتفات أن الأختين استعملتا عبارة واحدة في كلامهما مع يسوع: «يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ هٰهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي». ومع أنهما استعملتا التعبير عينه، إلا أن الطريقة التي قالته به الواحدة تختلف عن الأخرى. فمرثا تكلمت مع يسوع وهي واقفة، أما مريم فخرَّت عند رجليه وتكلمت من خلال دموعها. ومرثا تتكلم كمن يتحدى صداقة يسوع «لماذا لم تأت؟» أما مريم فكانت تقول ليسوع «كم كنت أود حضورك في هذا الظرف. إني آسفة جداً لعدم وجودك».

لا شك أن مريم وهي تتفرس في عيني سيدها رأت فيه شخصاً لم يره غيرها من المحيطين به. رأت ظلال الصليب وظلام الفاجعة التي تنتظره. وقد سبق يسوع وأخبر تلاميذه بما ينتظره، ولكن مريم وحدها كانت ذا نظر حاد وإحساس مرهف لترى حزن نفسه. وكانت كما لو أنها تقول في نفسها «آه! لو مسست هدب ثوب أحزانه لأريه شيئاً من العطف عليه». وهكذا أشار ربنا إلى عمل مريم بأنه عمل يتصل بيوم تكفينه – ولقد نجحت مريم ومسَّت هدب ثوب أحزانه. ويسوع عرف ذلك.

معاملة يسوع لمريم لا تحتاج إلى عناء كبير لاستكشافها لأنها تتحدث عن نفسها بوضوح. فمريم التي تركت ليسوع أن يختار لها في كل ظروفها التي جازتها، كافأها يسوع بأن أعطاها الأفضل والأحسن. ففي يوم الفوز والسرور لما جلست عند قدميه أعطاها تعليمه، فقد كانت تسمع كلامه وماذا كان يقول لها يسوع؟ لا بد أنه علمها عن المحبة وعن رسالته السامية في المحبة التي هي أقوى من الموت. ولا بد أنه تحدث معها عن النور الدائم الإشراق الذي لا تدركه الظلمة، ولا بد أنه حدثها أيضاً عن الحياة، الحياة في ملئها التي لا يستطيع الموت أن يهلكها – وهذه كانت موضوعات يسوع العظيمة، وتعلّمت مريم من يسوع عن المحبة والنور والحياة والأشياء الباقية.

وإذ نتأمل هذه القصة المدهشة نرى مريم تبكي، ويسوع يبكي أيضاً. «بَكَى يَسُوعُ» هذه العبارة تعلن لنا قلب الله. فقلب ربنا الحساس شارك قلب مريم المنكسر، ودموعه عبَّرت عن هذه المشاركة. ومحبة الله في المسيح هي التي تجعله يمسح كل دمعة من عيون البشر لأنه يعرف آلام البشر ويشاركهم في تلك الآلام. وهكذا أعطى يسوع لمريم في ذلك يوم رمز الحنان والحب الذي يفيض به قلب الله.

أليس السبب الأعظم لمتاعبنا وقلقنا هو أننا لا نصرف وقتاً كافياً في الجلوس عند قدمي يسوع؟ إننا مشغولون في عملنا، ونصرف الكثير من وقتنا في تكوين اللجان أو ترتيب العمل، ولا غبار على هذا. ولكننا نفتقر إلى الشيء الواحد، هو الجلوس عند قدمي يسوع للتعبد والتلمذة. ففي يوم النجاح والفلاح يجب ألاَّ ننسى هذا الأمر حتى نتعوّد على الاقتراب منه، فإذا حلّ يوم الظلام والحزن نسمعه يدعونا ونعرف المكان الذي نذهب إليه لنجد الحب والقوة.

نجد في قصة مرثا ومريم درساً نافعاً لكل حالات الناس – في وقت النجاح والسرور، تأكد أنك تجد الوقت للجلوس عند قدمي يسوع، وفي وقت الألم والحزن تذكر أن ربنا يدعوك إليه لتجد عنده العطف والمشاركة الفعلية اللتين تحتاج إليهما في مثل هذا الوقت. وعند ذلك نستطيع أن نقدم له طيب شعورنا ومشاركتنا له في آلامه.

يا الهي، اجعلني مثل مريم التي عرفت كيف تختار النصيب الصالح.