العودة الى الصفحة السابقة
شاول الطرسوسي

شاول الطرسوسي

جون نور


«شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي» (أعمال 4:9).

قصة شاول ترينا محبة الله حتى للمعاندين وللمقاومين والسؤال يا رب هل تحب شاول. وتأتي الإجابة نعم؟ وسوف أتقابل معه وأغيّر حياته. وكأن الله يقول إن شاول هذا له غيرة لكن غيرته ليست على حق. ماذا لو تغيّر شاول وأصبح لي سوف استخدمه وأباركه هذا لي إناء مختار سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل أسمي. نعم إن طرق الله غير طرقنا وأفكاره غير أفكارنا. وهنا يقف الله معترضاً طريق شاول ويسقطه على وجهه ويضطر شاول للتسليم أمام قوة الله الغير محدودة ويقول ماذا تريد يا رب أن أفعل.

كان شاول يعيش في ظلام الجهل والخطية وهكذا كل إنسان بعيد عن الرب. كان يضطهد المسيحيين ويقودهم إلى السجون ولكي يؤيد سلطانه هذا. أخذ رسائل من رؤساء الكهنة مع قوة تنفيذية ضباط مع جنود وذهب إلى دمشق لكي يقضي على اتباع يسوع ولكن الرب الساهر على كلمته ليجريها - «أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ اٰلسَّمَاءِ، فَسَقَطَ عَلَى اٰلأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتاً قَائِلاً لَهُ: شَاوُلُ، شَاوُلُ، لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟» فقال شاول: «مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟» (أعمال 9: 3 - 5). لاحظوا أنه لم يقل هنا يا رب بل قال يا سيد لكن بعد ذلك قال: «مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» (أعمال 9: 6). «فَقَالَ الرَّبُّ: أَنَا يَسُوعُ الَّذِي أَنْتَ تَضْطَهِدُهُ. صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ» (أعمال 9: 5). وهنا قال شاول وهو مرتعد ومتحير «يَا رَبُّ، مَاذَا تُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ؟» (أعمال 9: 6).

كلم الرب تلميذ اسمه حنانيا. قم اذهب إلى شاول. وهنا قال حنانيا: «يا رب لقد سمعت كم من الشرور فعل بقديسيك». قال الرب: «لقد تقابلت معه في الطريق هذا لي إناء مختار سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل أسمي. اذهب إليه لأنه هوذا يصلي» وذهب إليه حنانيا وقال له: «أَيُّهَا اٰلأَخُ شَاوُلُ، قَدْ أَرْسَلَنِي اٰلرَّبُّ يَسُوعُ اٰلَّذِي ظَهَرَ لَكَ فِي اٰلطَّرِيقِ اٰلَّذِي جِئْتَ فِيهِ، لِكَيْ تُبْصِرَ» (أعمال 9: 17). «فَوَقَعَ مِنْ عَيْنَيْهِ شَيْءٌ كَأَنَّهُ قُشُورٌ... وَتَنَاوَلَ طَعَاماً فَتَقَوَّى» (أعمال 9: 18 و19).

وهكذا انتقل من الظلمة إلى النور ومن الموت إلى الحياة ومن اللعنة إلى البركة.

إن الله الذي تقابل مع شاول يريد أن يتقابل معك فيغيّر حياتك. هل تسلّم قلبك إليه؟ هل تخضع كما خضع شاول وتقول ماذا تريد يا رب أن أفعل؟

لا تقاوم سلّم للرب طريقك - سلّم للرب قلبك - حياتك - فكرك - دعه يدخل إلى قلبك فيغيّره - ربما تكون متعصب لطائفة معيّنة - هل تعلم إن هذا التعصب من الشيطان وهو في نفس الوقت مقاومة للمسيح - إن المسيح واحد والكتاب واحد - والسماء واحدة - إذن لماذا هذا التعصب - أقبل يسوع تقبل الحياة - تقبل البركة - تقبل النعمة - «أَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ» (يوحنا 1: 12).

هل استطاع الرب أن يغيّر شاول؟ نعم لأن «غَيْرُ اٰلْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ اٰلنَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اٰللّٰهِ» (لوقا 18: 27) لأنه اعتمد على برّ يسوع لأنه مكتوب: «بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ» (أفسس 2: 8).

إن الخلاص عطية - هبة مجانيّة على حساب عمل المسيح على الصليب - قال المسيح في حديثه مع السامرية «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اٰللّٰهِ، وَمَنْ هُوَ اٰلَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً» (يوحنا 4: 10) - إذن فالمسيح عنده ماء حي.

لقد تغيّر شاول المقاوم - المعاند - لقد كان سبب جدال بين الكثيرين حتى التلاميذ. لكن الأيام أثبتت أن شاول تغيّر.

من كان يصدق أن شاول الذاهب إلى دمشق لكي يلقي القبض على اتباع يسوع أصبح هو بذاته ينادي بهذا الاسم نعم إن يسوع عجيب في معاملاته مع البشر.

لقد تحمّل شاول آلام كثيرة من أجل يسوع الذي تقابل معه وغيّره - هل تعلمون أن شاول جُلد خمس مرات في كل مرة 39 جلدة. وثلاث مرات ضُرب بالعصا. وثلاث مرات انكسرت به السفينة. ومرة رُجم حتى ظن الناس أنه مات وأخرجوه خارج المدينة وكان في شبه غيبوبة ويُقال إنه في هذه اللحيظات أخذه الرب إلى السماء الثالثة ورأى «مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ» (1كورنثوس 2: 9). وكأن هذه الرؤيا التي رآها لكي ينسيه الله الآلام التي كان يقاسيها. نعم لقد كان يعذب الناس الذين يتبعون يسوع فأصبح هو يُعذب لأجل هذا الاسم. اسمعه يقول لتلميذه تيموثاوس وأما أنت فاحتمل المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح. هل تشترك أنت كمؤمن في احتمال المشقات..

إن الرب الذي قال أكرم الذين يكرمونني قد أكرم بولس اسمعوه يقول «جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ» (2تيموثاوس 4: 7 و8).

نعم أيها الأعزاء على قدر آلامنا في الخدمة لأجل المسيح على قدر مكافأتنا «لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا» (2كورنثوس 4: 17) «إِنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا» (رومية 8: 18). «وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» (فيلبي 1: 29).