العودة الى الصفحة السابقة
الشاب الغني

الشاب الغني

جون نور


هذه قصة شاب غني ميسور الحال أمواله وحاله لم تغير أحواله، استمتع بما عنده لكي يجد الفرح، ولكن على ما يظهر أنه لم يجد ضالته. إلا أن هذا الشاب رغم أنه كان غنياً، فلقد كان ذكياً أيضاً. وأقول ذكي لأن كثير من الأغنياء جعلتهم أموالهم أغبياء، وأعطي مثال على ذلك قصة الغني المذكور في انجيل لوقا 18:12 الذي جمع أمواله وغلاته إلى مخازنه فوجد أن مخازنه لا تتسع فقال في نفسه «أهدم هذه المخازن وابني أكبر منها وأقول لنفسي لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين طويلة استريحي وكلي وأشربي».

أليست هذه حال حياة الإنسان يؤمن لنفسه من مصادر مختلفة ما يعينه على أن يكفي نفسه، ويظن في نفسه أنه لم يعد يحتاج أي شيء، فلقد وجد ما يسد عوزه في المستقبل وينسى الله، ولكن هذا الغني كان غبياً. إذ يقول له الرب: «هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟» (لوقا 12: 20)، هكذا الذي يكنز لنفسه وليس لله، ولكن دعونا نرجع إلى صديقنا الشاب الذكي، ذكي لأنه كان يبحث عن الحياة الأبدية، ذهب وسأل يسوع: «مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» (مرقس 10: 17).

بمعنى آخر ماذا أفعل لأذهب إلى السماء، حفظت النواميس وأعطي من مالي للهيكل، ولكن ماذا أفعل لكي أذهب للسماء ألم يعلموك في الهيكل بأنه عندما تعطي لبيت الله ستذهب للسماء وعندما تحفظ بصماً الصلوات وعن ظهر قلب ستذهب للسماء «فلماذا تسأل هذا السؤال».

ماله وشبابه وعظمته لم تشبعه عبادته الطقسية لم تنفعه بل ذهب إلى شخص عظيم سأله ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية.

لكن ما سأتحدث عنه عن هذا الشاب هو أربعة أشياء تدل على ذكاء هذا الشاب وحاجته التي كان يبحث عنها.

كان هذا الشاب ذكي لأنه جاء إلى الشخص المناسب ذهب إلى يسوع لم يذهب إلى الرسل، وإلى رؤساء الكهنة، وكان لسان حاله يقول كبطرس: «إِلَى مَنْ نَذْهَبُ؟ كَلاَمُ الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ عِنْدَكَ» (يوحنا 6: 68).

لم يذهب إلى شخص لديه وسائط، لان كلمة الله تقول: «صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ وَمُسْتَحِقَّةٌ كُلَّ قُبُول: أَنَّ الْمَسِيحَ يَسُوعَ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ لِيُخَلِّصَ الْخُطَاةَ الَّذِينَ أَوَّلُهُمْ أَنَا» (1تيموثاوس 1: 15)، إذاً من الذي يخلص ويعطي حياة أبدية، فقط يسوع. لا يوجد قديس ولا رجل دين ولا ملائكة تقدر أن تخلصك من خطاياك إلا يسوع.

لا توجد إلا قوة واحدة وواحد وحيد يستطيع أن يخلصك من خطاياك وهو يسوع، قال يسوع: «لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا 14: 6). كثيرون يحاولون أن يخلصوا بواسطة طرقهم الخاصة ونسوا قول الكتاب ­ «بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ» (أفسس 2: 8) حتى ولو أحرقت جسدك لن تخلص إلا بالإيمان كل ما عليك فقط هو أن تأتي إلى شخص مناسب كما أتى هذا الشاب.

فإن أردت أن تخلص أترك طرقك لأنك سترجع إليها ثانياً وثالثاً.

وكان هذا الشاب ذكياً لأنه: جاء في وضع مناسب: ماذا صنع يقول الكتاب أنه سجد على قدميه الاثنتين رغم غناه.

«اللهَ يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ» (1بطرس 5: 5) هناك خطايا كثيرة لا يحبها الله الكذب، والسرقة، والخداع. ولكن هناك خطية يكرهها الله لأنها تجعله يغار على مجده. كثيريون امتنعوا عن القدوم إلى الله لأن كبريائهم منعتهم من الاعتراف بخطاياهم أمامه، كثيرين يأتوا إلى الرب إلى النقطه التي يجب أن يقول فيها هذا الانسان ارحمني يا رب أنا عبدك الخاطي.

الكتاب يذكر أنه شاب وهذا هو السن الأفضل، يأتي الشيطان للشاب ويقول له :هل تريد أن تتوب استمتع بشبابك لماذا تريد أن تسمع كلام هؤلاء الناس عن التوبة.

لأنه بينما يقولون سلام سلام لا يكون هناك سلام، هل تريد أن تتوب مثل اللص على الصليب، في آخر لحظة كثيرون يؤجلون توبتهم إلى آخر لحظة من لحظات حياتهم لكن عزيزي المستمع قل لنا متى تموت حتى نكون مستعدين تلك الساعة لنصلي معك.

تعال كما أتى هذا الشاب في وضع مناسب ولشخص مناسب وفي سن مناسب وكان هذا الشاب ذكياً لأنه: سأل سؤال مناسب بكل بساطة سأل: «ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟» لم يسأل ماذا أفعل لكي أنجح في حياتي العملية. وماذا أفعل لكي أصبح عظيم. لكن سأل سؤال واضح ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية. قال له الرب: «بعْ كُلَّ مَا لَكَ وَوَزِّعْ عَلَى الْفُقَرَاءِ... وَتَعَالَ اتْبَعْنِي» (لوقا 18: 22)، ويقول الكتاب أن هذا الشاب «مَضَى حَزِينًا، لأَنَّهُ كَانَ ذَا أَمْوَال كَثِيرَةٍ» (مرقس 10: 22).

لم يكن يسوع يقصد أن من أراد أن يتبعه يجب أن يترك أمواله وبيته وكل ما يملك. بل أن يبيع الخطية والصنم التي حياته مضروبة به، هذا الشاب كان قلبه مضروب بمحبة المال، إن أول ما يشير يسوع إليه، ما قلبك مضروب بمحبته وما أنت متعلق به.

عندما يتعلق قلبك بالمال أكثر من الرب سيطلب منك الرب التخلي عنه، وإن تعلق قلبك بالزوج أو الزوجة أو الأولاد أكثر من الرب سيطلب منك التخلي عنهم.

كان لصين على الصليب مع يسوع واحد كان قريب من الصليب لكنه هلك وواحد كان بعيد بخطاياه لكنه خلص.

ربما تظن نفسك قريب لكنك بعيد عن خلاص الرب إن لم تقبله وإن كانت حياتك متعلقة بشيء أكثر منه.