العودة الى الصفحة السابقة
اللصين اللذين صُلبا مع يسوع

اللصين اللذين صُلبا مع يسوع

جون نور


المشهد هو مكان للإعدام، مكان للموت. هناك كان المسيح مع شخصين آخرين. هذان الشخصان لم يكونا شخصين عاديين، لقد كانوا مجرمين. الكتاب المقدس لا يقول لنا ما هي جرائمهما، ولكن هذا غير مهم، المهم أنهما مجرمان. ولكن مجرد إعدامهم بالصليب كان كافياً ليقول لنا أنهما ارتكبا جرائم فظيعة.

أمامنا يا إخوتي نوعان مختلفان من البشر، مجرمان يمثلان طبقتين من البشر. اللص الأول، المجرم الذي لم يؤمن والذي سوف نطلق عليه في هذه الحلقة صليب الرفض، يمثل الخطيئة ويمثل الأشخاص الذين يعيشون ويموتون في تمرد ضد الله وشرائعه. المجرم الثاني، اللص الذي آمن، سوف نطلق عليه اليوم صليب القبول والتوبة، ويمثل الأشخاص الذين سوف يخلصون عبر نعمة الله ومن خلال دم ربنا يسوع المسيح.

هذان المجرمان يمثلونا بشكل كبير، إنهما يمثلون البشر من حيث أننا نحن أيضاً مجرمون في نظر الله، لا يوجد اختلاف بيننا. كلنا متشابهون من حيث أننا منفصلون عن الله بسبب خطايانا، منفصلون عن الله القدوس. نحن متشابهون من حيث أننا تحت قوة الخطية وسيطرتها حيث يقول الكتاب: «لأَنَّهُ لاَ فَرْقَ. إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ» (رومية 22:3 - 23). لكن هناك كان اختلاف صغير في نهاية القصة. واحد من المجرمين تاب والآخر لم يتب.

نقرأ أن واحد من المجرمين تكلم مع يسوع وقال: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!» (لوقا 23: 39).

تذكر يا أخي ويا إخوتي عندما تجد شك وارتياب في حياتك في أمور تتعلق في علاقتك مع الله، فكن متأكد أن الشيطان هو الذي يقوم بهذا العمل وهو الذي يحرّك هذه الأمور في حياتك. الشيطان هو مصدر التشويش. إنه يحب ويتمنى وبل يشجع الناس على الشك والارتياب وعدم الإيمان بكلام الله وخاصة فيما يتعلق بالخلاص عن طريق الرب يسوع.

كثير من البشر في هذا الوقت لا يختلفون عن الشخص المعلق على صليب الرفض. الكثير من الناس يقولون: إن يسوع كان إنساناً جيد وإنه فعل بعض المعجزات ولكنه لم يكن إنساناً يختلف عن غيره، انظروا أنه حتى لم يخلص نفسه من الموت على الصليب.

بدل أن يكون هذا المجرم متواضع يتطلع إلى الرأفة والرحمة نقرأ في الكتاب المقدس أنه كان يجدف على الرب يسوع. كان لدى هذا المجرم مشكلة الكبرياء في حياته. الرب يسوع كان من الناحية النظرية على الأقل الشخص الوحيد الذي يمكن أن ينقذه في تلك اللحظة إذا كان لديه الإيمان أنه ابن الله. لكن لا، لم يكن يريد أن يكون متواضع ويطلب من يسوع أن يساعده. لقد ضيّع فرصة عظيمة لن تعود مرة أخرى. يجب أن نتعلم درس هذا اليوم من خلال هذا المجرم، هذا الدرس هو أن لا نكون متكبرين بل يجب أن تتميز حياتنا بالتواضع.

لقد عرف هذا المجرم أنه خاطئ، وهذه أول خطوة في عملية الخلاص. لا يمكن يا إخوتي أن تذهبوا إلى الله بخطاياكم. إلهنا هو إله قدوس ولا يقدر أن يقبل أو يتحمل الخطية بأي طريقة.

الاعتراف بالخطية ليس كافيٍ. يجب أن يكون هناك تغيير يميّز نمط الحياة الجديدة التي سوف نحصل عليها عندما نقرر أن نمشي في الطريق الضيق مع الرب يسوع. يجب أن يحدث تغيير نحو الأفضل في حياتنا قبل أن نقدر أن نقول إننا نفهم ونطبق الرسالة التي جاء الرب يسوع لينشرها في عالمنا.

هذا الشخص كان سوف يموت في بضع ساعات إن لم يكن دقائق. ولكنه اتجه إلى صليب الرب يسوع وطلب منه المغفرة، والرب يسوع قبل هذه الكلمات وغفر له ذنبه. الذي نراه في هذه القصة أن أعمالنا لا تكفي لكي نخلص، وإنه ليس على أعمالنا فقط سوف يعتمد دخولنا إلى السماء. يا إخوتي ما زال لديكم الوقت في هذه اللحظة أن تطلبوا المغفرة من الرب يسوع. الرب يسوع على الرغم من العذاب والآلام التي كانت تحصل له بسبب الصلب رحم هذه النفس التائبة التي عرفت أنها مخطئة وطلبت الرحمة.

نحن يا إخوتي لسنا أفضل من هؤلاء الخطاة المعلقين بجانب الرب يسوع. نحن نستحق نفس العقاب ونفس الآلام. نحن نستحق أن نموت روحياً وجسدياً في نار جهنم الأبدية بسبب خطايانا وجرائمنا بحق الله والناس. ولكن يا إخوتي لدي لكم اليوم أخبار رائعة ومفرحة. اسمعوا ما يقوله الكتاب المقدس في رسالة (كولوسي 14:1) «الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا».

الأمر المثير للاهتمام في هذه القصة أن هذه الحادثة الوحيدة في الكتاب المقدس التي يسجل فيها إيمان ومغفرة في الدقائق الأخيرة من حياة أحد الأشخاص. الله لن يرفض الأشخاص الذين سوف يؤمنوا في لحظاتهم الأخيرة. البعض منكم سوف يفرح لهذه الحادثة لأن البعض منكم سوف يقول في نفسه سوف أخطئ طول عمري وقبل أن أموت بلحظات سوف أذهب إلى الله بالصلاة ليسامحني ويعطيني الحياة الأبدية. لكن أنتظر لحظة، لا يوجد إنسان على وجه هذه الأرض يعرف متى سوف تأتي لحظة موته. الآن هي اللحظة المناسبة لكم لتذهبوا إلى الله بالصلاة التائبة وتطلبوا منه أن يسامحكم ويذكركم أمام الله في السماء.

البعض سوف يخلص والبعض الآخر سوف يهلك. البعض يريد أن يبادل الله نفس مشاعر المحبة التي يرسلها الله لنا والبعض الآخر لا يريد ذلك. البعض سوف يُفدي بدم يسوع الغالي والبعض الآخر لن يُفدى وينحرق بنار جهنم الملتهبة.

لدي شيء واحد أقوله في هذا اليوم: «لا تنتظر أن يأتي الوقت المناسب الذي سوف تسلم به حياتك للرب يسوع. الوقت المناسب هو اليوم الآن».