«فَمَتَى نَظَرْتُمْ «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» الَّتِي قَالَ عَنْهَا دَانِيآلُ النَّبِيُّ قَائِمَةً فِي الْمَكَانِ الْمُقَدَّسِ ­ لِيَفْهَمِ الْقَارِئُ» (متّى 24: 15). والمخاطبون هم مسيحيو اليهودية. وهذا العدد حتى العدد السابع والعشرين يختص بالحوادث المتعلقة بخراب أورشليم. ورجسة الخراب هي الرجسة التي علتها الخراب.

لا ريب في أنّ الرسل عرفوا ما أراد المسيح برجسة الخراب لكن يتعذر علينا الآن أن نعرفه بالتأكيد. فهناك ظنوناً مختلفة منها ما ورد في نبوات دانيال (دانيال 9: 27 و11: 31 و12: 11) من إنذار بأنّ الأصنام ستقام في الهيكل في أورشليم. وقد رأى اليهود تحقيق النبوة الواردة في دانيال 11: 31 عندما أقيم هيكل للأوثان في الهيكل في أورشليم، وقد أقامه أنتيخوس أبيفانيس في سنة 168 ق.م. وأمر بتقديم ذبيحة خنزير للإله زفس أولمبيوس فيه.

ومنها ما أنذر السيد المسيح بأنه متى رأى المؤمنون في اليهودية رجسة الخراب التي تكلم عنها دانيال قائمة في المكان المقدس أن يهربوا إلى الجبال. ويظن المفسرون هنا عما حدث عندما اقتربت الجيوش الرومانية بشاراتها ورموزها الوثنية في سنة 70 ميلادية ورأى المؤمنون المسيحيون في هذا تحذيراً لهم فهربوا إلى فحل في شرق الأردن قبل خراب أورشليم. وفي هذه النبوات إنذار ضد العبادة الوثنية والخراب الذي يحدث نتيجة لممارستها. وما يوافق هذا الظن ما ورد في إنجيل لوقا 21: 20 «مَتَى رَأَيْتُمْ أُورُشَلِيمَ مُحَاطَةً بِجُيُوشٍ» فإنه قال ذلك مكان قول متّى «رِجْسَةَ الْخَرَابِ» ... (عن تفسير قاموس الكتاب المقدس وتفسير الإنجيل لإنجيل متى للدكتور وليم إدي)