العودة الى الصفحة السابقة
هل هناك تناقض بين سفر أعمال الرسل 9 و22؟

هل هناك تناقض بين سفر أعمال الرسل 9 و22؟

سلسلة لكل سؤال جواب


أعمال الرسل 9: 7 «وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَدًا».

فالرجال المسافرون معه وقفوا صامتين يسمعون الصوت. أي وقفوا متحيّرين حتى صاروا كأنهم لا يستطيعون النطق. فلا منافاة بين ما قيل في الأصحاح 9 وما في قوله في الأصحاح 26: 14 «فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى الأَرْضِ». لأنه قصد أن يشير إلى صمتهم من الحيرة بقطع النظر عن وضعهم واقفين أو ساقطين. أو الواقع أنهم سقطوا أولا من تأثير المنظر ثم قاموا ووقفوا منتظرين ماذا يصير بعد ذلك وهم في الحيرة.

فالمسافرون مع شاول سمعوا الصوت ولكنهم لم يفهموا كلمات المتكلّم وهذا معنى قوله في الأصحاح 22: 9 «لكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ الَّذِي كَلَّمَنِي» بدليل أنه كثيراً ما عبّر الكتاب المقدس بالصوت عن التأثير في السّمع دون الكلمات، كما نقرأ في المزامير: «صَوْتُ الرَّبِّ عَلَى الْمِيَاه... صَوْتُ الرَّبِّ مُكَسِّرُ الأَرْزِ... صَوْتُ الرَّبِّ يَقْدَحُ لُهُبَ نَارٍ. صَوْتُ الرَّبِّ يُزَلْزِلُ الْبَرِّيَّةَ» (مزمور 29: 3 و5 و7 و8) ومثله ما جاء في إنجيل متّى 24: 31 ورسالة تسالونيكي الأولى 4: 16. وكما حدث لمن كانوا مع شاول حدث لرفقاء دانيال (دانيال 1: 7). فشاول رأى النور ورأى المسيح أيضا وسمع صوته وكلماته أما رفاقه فرأوا النور ولم يروا المسيح وسمعوا الصوت ولم يسمعوا الكلمات.

أعمال الرسل 22: 9 «وَالَّذِينَ كَانُوا مَعِي نَظَرُوا النُّورَ وَارْتَعَبُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ الَّذِي كَلَّمَنِي».

فالآية هنا كالآية 7 في أصحاح 9 إلا أنه ترك لفظة «الْمُسَافِرُونَ يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَدًا» وبدل فيها «نَظَرُوا النُّورَ وَارْتَعَبُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ الَّذِي كَلَّمَنِي». والفرق بينهما لفظيّ لا معنويّ. «فالصوت» في الأصحاح التاسع هو الصوت البسيط غير المشتمل على الكلمات وهنا لفظ يدل على معنى والمعنى واحد وهو أنهم لم يفهموا ما قال الذي كلّم بولس. وما هنا مثل ما جاء في يوحنا 12: 28-30. فإنّ البشير يوحنا ذكر الألفاظ بعينها وبعض السامعين حسبها رعداً وبعضهم حسبها تكليم ملاك. فالذين حسبوها رعدا سمعوا الصوت بمعنى سمعه في أصحاح 9: 7 ولم يسمعوه بمعنى عدم سمعه في أصحاح 22: 9 من أعمال الرسل.

فليس هناك تناقض في الأخبار بل تكملة للحادثة التي سمح الرب يسوع أن يمر بها شاول الذي كان في قلبه رغبة قاتلة ضد المسيحيين. وفجأة ظهر من السماء نور أقوى من نور الشمس، لأن يسوع ظهر له بجلاله ومجده كما ظهر الله لموسى في العلّيقة (خروج 3: 2).