نقرأ هذه الآية أولا في المزمور 110 العدد الأول. ولا شك في أنّ هذا المزمور هو من أكثر المزامير علاقة بالعهد الجديد. فقد اقتبس منه البشائر الأربعة (كتبة الأناجيل): (متّى 22: 41-46 ومرقس 12: 35-37 ولوقا 20: 41-44). وقد اتخذوه نبوءة عن انتصار المسيح النهائي على أعدائه حينما يجلس أخيرا عن يمين العرش في الأعالي. «فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ. وَإِذِ ارْتَفَعَ بِيَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مَوْعِدَ الرُّوحِ الْقُدُسِ مِنَ الآبِ، سَكَبَ هذَا الَّذِي أَنْتُمُ الآنَ تُبْصِرُونَهُ وَتَسْمَعُونَهُ. لأَنَّ دَاوُدَ لَمْ يَصْعَدْ إِلَى السَّمَاوَاتِ. وَهُوَ نَفْسُهُ يَقُولُ: قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي… فَلْيَعْلَمْ يَقِينًا... أَنَّ اللهَ جَعَلَ يَسُوعَ هذَا، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمْ، رَبًّا وَمَسِيحًا» (أعمال الرسل 2: 32-36 وكذلك 1كورنثوس 15: 25 وعبرانيين 1: 13 و10: 13). بل نجد كاتب الرسالة للعبرانيين يدعم نبوءته بذهاب الكهنوت اللاوي وقيام الكهنوت المسيحي على ما ورد بقوله على رتبة ملكي صادق (راجع عبرانيين 5: 6 و7: 17و21). والجلوس عن اليمين هو للتكريم كما أنّ السيد الديّان سيجلس عن يمين عرش الآب في الأعالي. وهذا الجلوس تمّ عندما صعد المسيح إلى العلاء وجلس عن يمين الآب ليشفع فينا «نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ، الَّذِي... احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِينًا بِالْخِزْيِ، فَجَلَسَ فِي يَمِينِ عَرْشِ اللهِ... مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا» (عبرانيين 12: 2 ورومية 8: 34). ونحن نعلم أن الأقانيم الثلاثة هي في الله الواحد: الآب والإبن والروح القدس. والرب الأول هو الله والرب الثاني هو المسيح يسوع له كل المجد.