العودة الى الصفحة السابقة
هل الأرواح عندما تنتقل الى السماء تتكلم وتسمع بعضها وما الدليل؟

هل الأرواح عندما تنتقل الى السماء تتكلم وتسمع بعضها وما الدليل؟

سلسلة لكل سؤال جواب


كل من يؤمن بالمسيح يسوع يخلص ويحصل على حياة أبدية، مثل حياة الله التي لا نهاية لها. إنها تبدأ بمعرفة المسيح ولا تنتهي أبداً، ولا يؤثر الموت فيها. ولا شك أننا نسأل: أين نذهب بعد الموت؟ ما هو الحال بين الموت والقيامة؟ وللإجابة نقول: إن المؤمن يذهب بروحه حالا بعد الموت ليكون مع المسيح في مجده، بينما يبقى جسده في القبر الى يوم القيامة. أما الخاطئ فإنه يذهب بروحه الى العذاب الأبدي، ويبقى جسده في القبر حتى يوم الدينونة العظيم. ويتمتع المؤمن بالسعادة في حضرة الرب، ولكن سعادته تكمل فقط عند القيامة، إذ يقيم الرب جسده من الموت، ويغير هذا الجسد إلى جسد مجيد، يكون على مثال جسد المسيح الممجد الذي قام به من الموت (اقرأ فيلبي 3: 21). فالأبرار ينتظرون قيامة أجسادهم يوم القيامة، واتحادها بأرواحهم، ودخولهم بالنفس والجسد معا إلى السعادة الأبدية. والأشرار ينتظرون أجسادهم كذلك للذهاب بعد الدينونة الى الشقاء الأبدي (اقرأ 2بطرس 2: 9 ورؤيا 6: 11).

فهل الأرواح تتكلم وتسمع بعضها؟ نقرأ في إنجيل لوقا قصة الغني ولعازر الفقير (لوقا 16: 19 - 31). نجد أن لعازر عندما مات جلس في حضن ابراهيم وكان يتكلم معه وكان الغني بعد موته في الهاوية يتكلم أيضاً مع ابراهيم. فهذا دليل إلى أن الأرواح تتكلم مع بعضها البعض ولكنها لا تستطيع أن تتكلم معنا، (فقط الله يرسل ملائكته ليحفظونا في كل طرقنا). والدليل أن الغني طلب من ابراهيم وقال: «أَسْأَلُكَ إِذًا، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي، لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا. قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. (أي عندهم كلمة الله، الكتاب المقدس) فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ». لنسمع إذا كلمة الله ونقرأها وندرسها ونحفظها ونكتبها على ألواح قلوبنا لتمنحنا فطنة مكان جهلنا وقوة مكان ضعفنا ونصرة مكان فشلنا ويأسنا الدائم. كلمة الله هي صوت الله لنا. هي وجوده معنا. هي سراج لنا في الظلمة ونور لسبيلنا.

دليل آخر أن الأرواح ترى ما يجري على الأرض نقرأه في سفر العبرانيين: «نَحْنُ أَيْضًا (أي الأحياء) لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا» (عبرانيين 12: 1). فهذه الكلمات تشير الى رجال الله الذين سعوا سعيهم وظفروا والآن ينظرون من السماء الى سعي من يعقبهم في الجهاد المسيحي فكأنهم سحابة. وكما ينظرون إلينا ننظر نحن أيضا إليهم (عندما نقرأ عنهم في كلمة الله) ونتشجع ونتقوّى عندما نتذكر سعيهم وظفرهم على كل ما كان يعيقهم في سعيهم وعلى الخطية وعلى عدو الخير. وإن قرأنا الآية 2 من هذا الأصحاح «نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ» أي متمثلين بالمسيح الذي وضع الإيمان المسيحي وأكمله في العمل الى درجة تامة. أو المعنى أنه بين الذين اشتهروا بالإيمان من زمان هابيل الى زمان هذه الرسالة كان المسيح فيه رئيساً ومكملاً.