العودة الى الصفحة السابقة
ما هو رأي الكتاب المقدس عن السحر والجن؟

ما هو رأي الكتاب المقدس عن السحر والجن؟

سلسلة لكل سؤال جواب


أرواح شريرة (أرواح شياطين أو أرواح نجسة أو جان أو روح عرافة):

يكتب الرسول بطرس عن الملائكة الساقطين أنّ «اللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ» (2بطرس 2: 4)، كما يكتب يهوذا في رسالته: «الْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ لَمْ يَحْفَظُوا رِيَاسَتَهُمْ، بَلْ تَرَكُوا مَسْكَنَهُمْ حَفِظَهُمْ إِلَى دَيْنُونَةِ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ بِقُيُودٍ أَبَدِيَّةٍ تَحْتَ الظَّلاَمِ» (يهوذا 6)، ويظن بعض العلماء أنّ هذه السلاسل والقيود ما هي إلا ألفاظ مجازية يقصد بها أنّ هذه الكائنات مقيّدة في دائرة نشاطها بقوّة الله.

والشياطين - بدون شك - كائنات حقيقية لها شخصيتها ومعرفتها بالله وبالناس (أعمال الرسل 19: 15، يعقوب 2: 19)، وتعمل في دائرة الروح أو دائرة الغيب، فهي أجناد شر روحية (أفسس 6: 12)، ولكنّها ترغب في سُكنى أجساد الناس أو الحيوانات (متّى 8: 28 - 32). ولها قدرة على غزو أفكار الناس أو التأثير عليهم ليتبعوا تعاليم كاذبة (1تيموثاوس 4: 1، يعقوب 3: 15، 1يوحنا 4: 1 - 6)، فهي في الواقع تتّصل بنفوس الناس الذين يستمعون لها. وسوف تغوي ملوك العالم وكل المسكونة لتجميعهم لموقعة «هرمجدون» (رؤيا 16: 14 - 16).

ونعرف من العهد القديم أنّ الأرواح الشريرة تملك شيئاً من الحرية في تجربة الناس وامتحانهم ، كما نرى في قصة أيوب ( أيوب 1، 2)، ولكنّها تظل على الدوام تحت سلطان الله الذي يستخدم نشاطها أو يسمح به لمعاقبة الناس على خطاياهم (1صموئيل 16: 14 - 23، 18: 10، 19: 9، 1ملوك 22: 21 - 23). وكانت هذه الأرواح الشريرة أو الشياطين وراء آلهة الكنعانيين (أي أصنامهم) التي كانت شركاً لبني اسرائيل (تثنية 32: 17، مزمور 106: 37، اقرأ أيضاً 1كورنثوس 10: 20 و21، والرؤيا 9: 20)، وكانت إحدى صور هذه العبادة الوثنية تقديم الذبائح «للتيوس» أو «للشياطين» كما جاءت في الترجمة السبعينية – (لاويين 17: 7، 2أخبار الأيام 11: 15 انظر أيضاً مزمور 96: 5).

وكثيراً ما نقرأ في العهد الجديد عن أرواح شريرة كانت تسكن في الناس، وكان يسوع يخرجها منهم (مثلا: متّى 4: 24، 8: 16، 9: 33، 15: 22 إلخ). وكان يمكن مجموعة من الشياطين أن تسكن في إنسان واحد مثل مجنون كورة الجدريين الذي كان به «لجئون» أي «فِرقة» (مرقس 5: 1 - 17، لوقا 8: 30 - 36)، ومريم المجدلية التي كان بها سبعة شياطين (لوقا 8: 2)، وهذه الأرواح هي أرواح نجسة طقسياً وأدبياً وروحياً (لوقا 4: 33 - 36، 6: 18، 8: 27 - 29، 9: 42، 11: 24 - 26).

أعطى الرب يسوع تلاميذه سلطاناً وأرسلهم ليشفوا مرضى ويطهّروا برصاً ويقيموا موتى ويخرجوا شياطين (متّى 10: 8، لوقا 9: 1، 10: 17 - 20). وحدث مرّة أن عجز بعضهم عن إخراج نوع من الشياطين، فقال لهم الرب يسوع إنّ هذا الجنس من الشياطين لا يخرج إلا بالصّلاة والصوم (مرقس 9: 14 - 29)، كما أخرج الرسل الأرواح الشريرة باسم يسوع (أعمال الرسل 16: 16 - 18، 19: 12 - 17).