العودة الى الصفحة السابقة
من هي المرأة المذكورة في سفر الرؤيا 12: 1؟

من هي المرأة المذكورة في سفر الرؤيا 12: 1؟

سلسلة لكل سؤال جواب


نعرف من الفقرة (رؤيا 12: 1 و2) أن طفلها هو المسيا المنتظر. وهذا واضح في وصف الطفل في آية 5: «يَرْعَى جَمِيعَ الأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ». وهو وصف للمسيا في مزمور 2: 9. فالمرأة إذا هي أم المسيا. فمن تكون؟

1 - ما دامت هي أم المسيا فلا بد أن تكون مريم العذراء! لكن المرأة المذكورة هنا هي فوق الطبيعة، ولا يمكن مقارنتها بسيدة واحدة هي العذراء المباركة.

2 - اضطهاد التنين لها يظهر أنها الكنيسة المسيحية. لكن لا يمكن أن نقول إن الكنيسة هي أم المسيا.

3 - في العهد القديم نرى أن الأمة المختارة تدعى «عروس الله». فيقول إشعياء: «لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ» (54: 5). ويشكو إرميا من أن إسرائيل خان الله كما تخون الزانية زوجها (3: 6-10). ويقول الله على فم هوشع إنه سيخطبهم لنفسه إلى الأبد (2: 19 و20). وفي الرؤيا نرى عشاء عرس الخروف (19: 7و 21: 9). ويقول الرسول بولس في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس إنه خطب المؤمنين للمسيح (11: 2).

ونحن نعلم أنه من الشعب المختار جاء المسيح. والشعب المختار هو مختار الله قبل مجيء المسيح، ثم الكنيسة بعد مجيئه. هذه الجماعة المختارة من الله هي المرأة التي يراها يوحنا هنا. هي الجماعة التي جاء المسيح منها، وهي التي لاقت الاضطهاد الأليم على يدي العالم المعادي. هي الكنيسة إذا، شعب الله المختار في كل جيل.

ونتعلم من هذه الصورة ثلاثة أشياء عظيمة عن الكنيسة، جماعة الله:

1 - من هذه الجماعة جاء المسيح، وقد استخدمها الله لتحقيق مقاصده. وليس قصده إلا مجيء المسيح. ومن الكنيسة تجيء رسالة المسيح إلى العالم.

2 - هناك قوى شريرة، روحية وإنسانية تعمل على خراب جماعة الله. إن القوة الشيطانية والبشر الأشرار يحبون أن يروا خراب الكنيسة.

3 - مهما كانت قوة المقاومة والاضطهاد، فإنّ جماعة الله هي تحت حمايته، ولهذا السبب لن يصيبها خراب.

إن فكرة الوحش أنه سوف يظهر من مدينة روما هي مجرد اجتهادات شخصية مبنية على الآية في رؤيا 17: 9 «اَلسَّبْعَةُ الرُّؤُوسِ هِيَ سَبْعَةُ جِبَال عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ ( الزانية، وليست المرأة التي تكلمنا عنها سابقا، وهي الوحش لأنه قيل في رؤيا 13: 12-14 أنه يحارب الخروف) جَالِسَةً». فاستنتج بعض المفسرين أنّ مدينة رومية (روما) هي الوحش لأنها مبنية على سبعة جبال أو تلال، ولكن ليس من المحقق أن معنى «السبعة» هنا معناها الحقيقي. فلعل السبعة الجبال هنا تشير إلى مملكة شريرة واسعة كالعالم. وهذه الجبال ليست جبالاً حقيقية بل ممالك عظيمة كالجبال بدليل قول إشعياء: «وَيَكُونُ فِي آخِرِ الأَيَّامِ أَنَّ جَبَلَ بَيْتِ الرَّبِّ يَكُونُ ثَابِتًا فِي رَأْسِ الْجِبَالِ، وَيَرْتَفِعُ فَوْقَ التِّلاَلِ» (إشعياء 2: 2). وفي أيامنا هذه يوجد ظنون كثيرة مَن مِن الممكن أن يكون الوحش!! فالبعض يقول الكومبيوتر والذي أصبح مع الوقت يحتوي على جميع المعلومات الشخصية عن الإنسان، والبعض يقول أنه في بلجيكا والبعض الآخر يقول أنه في واشنطن حيث أميركا تدير حاليا سياسية العالم!! والبعض الآخر يقول إن وحدة الدول التي تمت في أوروبا والتي ابتدأت بسبعة دول، وأما الآن أصبحت أكثر من سبعة… إلخ هي الوحش المنتظر، أو وحدة العملة في أوروبا!! ولكن يا أختي العزيزة نحن المؤمنين المخلصين بدم الخروف نعلم أنّه علينا كأبناء الله الحي الأبدي والأزلي والسرمدي أن نتاجر بالوزنات التي منحنا إياها إلى أن يأتي ونتذكر دائما أقواله الإلهية: «هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ» (رؤيا 3: 11) و"طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ.. فَكُونُوا أَنْتُمْ إِذًا مُسْتَعِدِّينَ، لأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لاَ تَظُنُّونَ يَأْتِي ابْنُ الإِنْسَانِ» (لوقا 12: 37 و40).