العودة الى الصفحة السابقة
ما هي العشور في المسيحية وهل هي واجب علينا؟

ما هي العشور في المسيحية وهل هي واجب علينا؟

سلسلة لكل سؤال جواب


«هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ...» (سفر ملاخي 3: 10).

إنّ العطية أو العشر أو التقدمة يجب أن يكون مكانها بيت الرب لتُحسب عشوراً. والكنيسة تستخدمها كما تتطلب الحاجة، فإما لمساعدة الفقراء، أو لدعم المرسلين، أو لنشاطات كنسية مختلفة. إنّ العطاء ليس عملاً إجبارياً، بل إراديا، محبةً بالرب يسوع الذي أعطانا كل شيء ووهبنا حياته ليكون لنا فيه حياة، فكيف لا نهبه كل شيء!!

العطية والعشور كانت قديماً تُقدّم حرفياً، إلى أن جاء المسيح وأكمل ناموس العهد القديم في جسده على الصليب ومنحنا الحرية في الناموس وصار للكلمة معنى عملياً عميقاً. التقدمات والعشور لا زالت مفروضة، ولكن ما نقدمه يجب أن يكون كفلس الأرملة التي أعطت كل ما لها، بكل أمانة ومحبة وفرح، كما تقول كلمة الله: «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمال 20: 35) و«الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ الله» (2كورنثوس 9: 7). متذكرين أن الله أعطانا كل شيء ووهبنا كل شيء. والعطاء هو جزء مهم من العبادة الروحية.

يجب أن نلاحظ في 1كورنثوس 16: 2 أن بولس لا يحدّد مبلغا معينا ينبغي أن يعطيه كل مسيحي، ولكنه يخبرنا أننا ينبغي أن نعطي ما تيسر وما يتناسب مع ثروتنا. فالمبلغ الذي قد يكون تافهاً بالنسبة لرجل غني قد يُعتبر تضحية حقيقية ومبلغاً كبيراً بالنسبة للرجل الفقير. إن كل واحد يجب أن يعطي بقدر ما يرشده إليه قلبه وما يحثه عليه ضميره. فالتقدمات والعشور التي نقدمها كواجب ثقيل اضطراري ليس فيه بركة