السماء الثالثة هو تعبير لسماء السموات. فالسماء الأولى سماء السحب والطيور. والسماء الثانية سماء الكواكب. والثالثة سماء مظهر المجد الإلهي ومسكن المسيح بالجسد والملائكة والقديسين (عن كتاب الكنز الجليل في تفسير الإنجيل). وهنا يعني بولس أن روحه ارتفعت إلى حالة غيبوبة روحية وقرب من الله فوق مستوى الإدراك العادي. وهناك شيء واحد جميل يمكن أن نلحظه ونذكره لأنه قد يساعدنا قليلاً في فهم هذا الأمر. وهو أن كلمة فردوس تأتي من كلمة فارسية معناها «حديقة لها أسوار». وعندما كان الملك الفارسي يرغب أن يمنح لشخص عزيز عليه امتيازاً وتكريماً خاصاً فإنه كان يجعل منه «رفيق الحديقة» أي أنه كان يمنحه حق السير معه في الحدائق الملكية في شركة وثيقة وصداقة متينة. وفي هذا الاختبار الذي حظي به بولس كما لم يحظ به إنسان من قبل أو من بعد، والذي لا نملك إزاءه إلا أن نقف متعجبين وعاجزين عن أن نسبر غوره أو ندرك مداه، يمكن أن نقول أن بولس كان رفيقاً لله (عن كتاب تفسير العهد الجديد لوليم باركلي).
