العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

لماذا الآلام في حياة المؤمن؟


توجد أنواع مختلفة من الآلام: منها ما هو للتأديب، ومنها ما هو للتدريب، ومنها ما هو لامتحان الايمان، ومنها ما هو للحفظ والوقاية من السقوط في الخطية. ونجد الكلام عن الآلام بأنواعها المتنوعة في رسالة يعقوب ورسالتي بطرس بنوع خاص.

وعلى أية حال فالرب يحوّل كل شيء لخير المؤمن، والآلام هي هبة من الله لفائدته: «لأنه قد وُهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضاً أن تتألموا لأجله» ﴿فيلبي 1: 29﴾.

واليك هذه الملاحظات:

  1. يقول كاتب رسالة العبرانيين: «...يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخٌر إذا وبّخك، لأنّ الذي يحبّه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله. ان كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين. فأيّ ابن لا يؤدبه أبوه؟ ...ثم قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدّبين وكنا نهابهم... وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنّه للفرح بل للحزن. وأما أخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر برّ للسلام» ﴿12: 5-11﴾.

  2. يقول يعقوب في رسالته «احسبوه كل فرح يا اخوتي حينما تقعون في تجارب متنوّعة، عالمين أنّ امتحان ايمانكم ينشئ صبراً... لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء» ﴿يعقوب 1: 2-4﴾. «طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة. لأنّه إِذا تزكى ينال اكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه» ﴿يعقوب 1: 12﴾. «خذوا يا إخوتي مثالاً لاحتمال المشقات والأناة: الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب. ها نحن نطوّب الصابرين. قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب» ﴿يعقوب 5: 10-11﴾.

يقول الرسول بطرس: «...إنْ كان يجب، تحزنون يسيراً بتجارب متنوعة لكي تكون تزكية ايمانكم وهي أثمن من الذهب الفاني، مع أنه يمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح» ﴿1بطرس 1: 6، 7﴾.

ولنلاحظ قوله: «إنْ كان يجب» أي عند الضرورة، وأيضا قوله: «يسيراً» أي بقدر محدود حسب اللزوم. جرعة الدواء التي أعطيتها لابني، وان كنت لا أحبّ انه يتضايق من مرارة الدواء ولكن أقدّمه له لأجل خيره وشفائه، ولا يمكن أن أعطيه أكثر من اللازم، بل جرعة محددة على قدر ما يلزم للشفاء، وعلى قدر طاقة الولد، ولفترة يسيرة.

ويقول الرسول بطرس أيضاً: «لأنّ هذا فَضْلٌ إن كان أحد من أجل ضمير نحو الله يحتمل أحزاناً متألماً بالظلم... ان كنتم تتألمون عاملين الخير فتصبرون فهذا فضل عند الله. لأنكم لهذا دُعيتم. فإنّ المسيح أيضاً تألم لأجلنا تاركاً لنا مثالاً لكي تتّبعوا خطواته» ﴿1بطرس 2: 19-21﴾.

«إن تألمتم من أجل البر فطوباكم... لأنّ تألُّمكم ان شاءت مشيئة الله وأنتم صانعون خيراً أفضل منه وأنتم صانعون شراً» ﴿1بطرس 3: 14، 17﴾.

«إن عُيِّرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأنّ روح المجد و ﴿روح﴾ الله يحل عيلكم... فلا يتألم أحدكم كقاتل أو سارق أو فاعل شر أو متداخل في أمور غيره. ولكن إنْ كان كمسيحي فلا يخجل بل يمجّد الله من هذا القبيل» ﴿1بطرس 4: 14-16﴾.

«فانّي أحسب أنّ آلام الزمان الحاضر لا تُقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا» ﴿رومية 8: 18﴾. على أنّه يوجد مجد مقابل لهذه الآلام، «لأنّ خِفَّة ضيقتنا الوقتية تُنشئ لنا أكثر فأكثر ثِقْلَ مجد أبدياً» ﴿2كورنثوس 4: 17﴾.