العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

«أنتم ملح الأرض»


ان حوادث الحياة اليومية المؤلمة تجعلنا أحياناً ممتعضين وكارهين لوجودنا. فالظلمة تهيمن على عقولنا وهكذا يبدو كل شيء حولنا بلا قيمة وبلا معنى.

نشعر بالضياع ونحن في جهاد مستمر مع عواطفنا وشهواتنا. لحسن الحظ اننا غير متروكين في هذا العالم بدون مساعدة أو تعزية أو نور نهتدي به. يمكننا أن نملّح حياتنا بملح إِلهي فتبدو لنا شهية ومقبولة. لقد جاء يسوع المسيح لكي يعطي كلامنا الملح الضروري لكي نحيا ونحب الحياة.

المسيح يدعو كل شخص لأن يقبله ويصبح عاملاً معه. ولكن دائماً قلائل هم الذين يسمعون صوته ويطيعونه. المسيح يدعو نفس وقلب كل شخص حتى يُخلق ثانية فيصبح في صورة المسيح. في شخص يسوع المسيح نجد صورة الإِنسان الكامل. والمسيحي هو الشخص الذي يجاهد لكي تطابق حياته هذه الصورة. المسيحي هو المؤمن الذي يحيا في المسيح. القلب النقي الجيد ينجذب نحو المسيح. انه القلب الذي لا يجد لذة في كافة ملاهي الحياة ومسراتها. انه القلب الذي اكتشف جمال الحياة الروحية والعقل الذي يدرك مصير النفس بعد هذه الحياة الأرضية الزمنية. هذا المؤمن بالحق يقبل في نفسه مواهب المسيح الالهية. يمدح يسوع تلاميذه وكل واحد من أتباعه قائلاً: «أنتم ملح الأرض». ولكنه يحذرهم لئلا يفقدوا هذه الصفة «فاذا فسد الملح فبماذا يملح؟ انه لا يصلح بعد لشيء، إلاّ ليُطرح خارجا ويدوسه الناس» المسيحية تعطي المجتمع صبغة جديدة فتحفظه كما يحفظ الملح الطعام، فهي ملح أساسي لحفظ الحياة.

الملح هو مادة كيميائية قوية ذات أثر فعال أينما وجدت. فللملح صفات كثيرة، فهو ينقي ويطهر، يعطي طعماً طيباً لمذاق الطعام، ويحفظ الطعام من الفساد مدة طويلة. يسأل يسوع أتباعه بأن يتحلوا بصفات الملح هذه لكي يكونوا عنصر تنقية في المجتمع حتى يعطوا الحياة معنى ومذاقاً طيباً لكي تُقبل في محبة. لهذا فان المسيحي يعمل كعضو فعال ونشيط ليحفظ الحياة من الفساد والميول الشريرة. عندما يقبل المسيحي رسالة يسوع المسيح فانه يصبح عنصراً بناءً في محيط يائس. فالمسيحي هو عنصر يعمل على الحفظ والبناء والبقاء مثل الملح. يجب أن يشعر الناس بوجود المسيحي وتأثيره. وأعماله يجب أن لا تكون جيدة فقط بل جذابة مثيرة، فكل ما يعمله المسيحي انما يعمله لأجل مجد الله. كل منا يعرف أشخاصاً كان لهم التأثير الفعال في حياة الآخرين فكانوا كالملح للطعام. فجعلوا حياتهم ممتعة غير مملة وذات معنى. يستطيع مسيحي حقيقي واحد عنده الملح الالهي أن يؤثر تأثيراً كبيراً في عائلته وكنيسته ومجتمعه وبلده.

لقد دُعينا لأن نكون ملح الأرض، فلنعمل على ايجاد حياة أفضل وأسعد وأجمل وذلك من أجل الآخرين ومن أجل أنفسنا. لهذا فعلينا أن نكون عند حسن ظن المسيح وتوقعاته فينا.