العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

حقائق كتابية عن الأرض


أبحاث في العلم والكتاب المقدس.

لسنوات طويلة ظنَّ العلماء والمفكرون في مختلف بلاد العالم أنَّ الأرض مستوية وثابتة ولا حركة لها.. وأنَّها ترتكز على قوائم قوية وأنَّ القمر والشمس والنجوم تدور حولها.. ولكنَّ هذه الأفكار والمعتقدات الغريبة لا وجود لها في كتابنا المقدس، وكحقيقة مؤكدة نقول، إنَّ الأفكار التي جاء بها الكتاب المقدس كانت سبَّاقة وأكثر دقة من أيّ علم ومعرفة بشرية، سواء وقت كتابة الكتاب المقدس أو بعد كتابته بسنوات طويلة. وحتى يومنا هذا نجد أنَّ كتابنا المقدس يقدِّم لنا العديد من الحقائق العلمية التي لم نتيقن من صحَّتها، اللهم إلا بعد سنوات وسنوات من البحث والدراسة.

تعالَوْا معاً الآن نبحث في كتابنا المقدس.

يخبرنا الكتاب المقدس أنَّ الأرض كرة معلَّقة في الفضاء.. فالأرض ليست مسطحة أو معلَّقة على قوائم كما وَرَد في العديد من حضارات العالم القديم.. نقرأ مثلاً في سفر الأمثال 8: 27 "لمَّا ثبَّت السَّموات كنت هناك أنا. لمَّا رسم دائرة على وجه الغمر". وأيضاً نقرأ في سفر إشعياء 40: 22 "الجالس على كرة الأرض وسكانها كالجُندب الذي ينشر السَّموات كسرادق ويبسطها كخيمة للسكن".

ونرى بوضوح الكلمتين: "دائرة" في ﴿أمثال 8: 27﴾ وكلمة "كرة" في ﴿إشعياء 40: 22﴾، إنَّ كلتيهما ترجمة للكلمة العبرية (chwug) أي دائرة أو كرة.

وعلى الرغم من هذه الإعلانات الصريحة الواردة في كتابنا المقدس عن كروية الأرض، يتَّهم البعض سفر الرؤيا بأنَّه يشير إلى أنَّ الأرض مستوية إذ يقولون إنَّ هناك آية تشير إلى أنَّ هناك ملائكة واقفة عند زوايا الأرض الأربع وبالتالي لا بد وأن تكون الأرض مستوية!

فالوحي الإلهي أعلن عن كروية الأرض في العهد القديم كما ذكرنا في مكانين مختلفين. فكيف يعود الآن ويقول إنَّ الأرض مستوية في آخر أسفار الكتاب المقدس الذي أُخذت منه هذه الآية ﴿سفر الرؤيا﴾؟

أمَّا التفسير العلمي للزوايا الأربع التي يتحدث عنها الوحي، فهي الاتجاهات الأربعة الأصلية للأرض المعروفة: بالشمال والجنوب والشرق والغرب. وبذلك لا يوجد أي تعارض بالمرة مع الآيات الأُخَر الواردة في ﴿سفر الأمثال 8: 27 أو إشعياء 40: 22﴾.

يخبرنا كتابنا المقدس أيضا أنَّ الأرض مُعلَّقة في الفضاء إذ يقول الوحي في سفر أيوب 26: 7 "يمدُّ الشَمال على الخلاء ويُعلِّق الأرض على لا شيءٍ". وهنا نجد كيف أنَّ الوحي الإلهي يعلن لنا بوضوح أنَّه ليس هناك قوائم تتعلَّق عليها الأرض، بل إنَّ الأرض معلَّقة على لا شيء في الفضاء وهي تدور في مدارها حول الشمس. كما أنَّ الجزء الأول من هذه الآية: "يمدُّ الشَمال على الخلاء" يشير إلى الجزء الشمالي للسماء الخالي من النجوم والذي تيقنَّا إلى وجوده بعد أن تمَّ الكشف عنه لأول مرة مؤخَّراً، كما كتبت مجلة العلوم الأمريكية ﴿العدد 214 الصادر في 27 نوفمبر عام 1981 وصفحة 1016﴾. والواقع أنَّ هذه الأمور لا يمكن التيقُّن منها بالعين المجرَّدة. لذلك فإنَّه من غير الممكن أن يكون قد تعرَّف عليها أيوب بالملاحظة المطلقة. لقد جاء الإعلان عن هذه الحقيقة من الوحي الإلهي قبل أكثر من 3500 سنة.

ويشير الكتاب المقدس إلى أنَّ هناك مركزاً للأرض ويحدّد مكانه. انظروا مثلاً هذه الآية الواردة في المزامير 74: 12 يقول الوحي: "والله مَلِكي منذ القدم فاعِلُ الخلاص في وسط الأرض". الواقع أنَّ هذه الآية تشير بوضوح إلى أنَّ مركز الأرض هو أرض فلسطين.

لسنوات طويلة اعتقد العلماء أنَّ مركز الأرض يقع على خط الاستواء أو عند أحد القطبين. ولكنَّ الدراسات الحديثة التي استخدمت فيها أجهزة الكومبيوتر والتي تمَّ فيها تقسيم سطح الكرة الأرضية إلى أجزاء صغيرة لدراسة محاورها تؤكد عكس ذلك.

لقد تمَّ من خلال هذه الدراسة حساب مركز الأرض باستخدام برنامج علمي تمَّ وضعه بمعرفة عدة مراكز علمية وجامعات واستخدم الكومبيوتر لهذا الغرض.

الواقع أنَّ هناك ثلاثة أماكن علىالأرض تصلح لأن تكون مركزاً للأرض:

  1. جبل أراراط ﴿خط عرض 39 درجة، وخط طول 44 درجة﴾. ومن هذا المركز بدأ الإنسان والحيوان في الخروج من الفُلك بعد الفيضان. وقد اختار الله هذا المكان ليكون المركز الذي يبدأ منه الإنسان والحيوان بداية جديدة ليملأوا الأرض من جديد.

  2. أورشليم ﴿خط عرض 32 درجة، وخط طول 35 درجة﴾. وهي المدينة التي ستستقبل المسيح في مجيئه الثاني.. إنَّها مركز الفداء للعالم كلّه.

  3. مدينة بابل ﴿خط عرض 33 درجة، وخط طول 44 درجة﴾. وهي العاصمة الأولى والأخيرة للمملكة المعادية لله ﴿تكوين 11: 9 ورؤيا 17: 5 و18﴾.

إلا أنَّ الدراسة التي ُأجريت باستخدام الكومبيوتر تشير إلى أنَّ مركز الأرض يقع عند ﴿خط عرض 39 درجة، وخط طول 34 درجة﴾ بالقرب من مدينة أنقرة في تركيا. وهذا الموقع يشترك مع خط العرض لجبل أراراط وهو نفس خط الطول تقريباً لمدينة أورشليم.

وبذلك نستطيع القول إنَّ الأماكن الأربعة التي تمثل مركز الأرض تمثل مربعاً طول كل ضلع منه 550 ميلاً، وهذا المربّع يحصر بداخله أرض فلسطين كما أعلن الوحي المقدس في سفر المزامير.

وتخبرنا العلوم الحديثة إلى وجود قوى بين الأجسام تُعرف باسم الجاذبية وأبسط مثال لها الجاذبية الأرضية المسؤولة عن حفظ القمر في مداره.. وهي المسؤولة عن وجود وزن للأجسام.

هل تعلم ياعزيزي القارئ أنَّ وزنك على القمر مثلاً، هو أقل من وزنك على الأرض بنحو ست مرات؟ والجاذبية بالإضافة إلى ذلك، هي قوَّة خفيَّة لايمكن رؤيتها ولكنَّها موجودة ولا يمكن بأيَّ حالٍ من الأحوال إنكار وجودها.

فالجاذبية مسؤولة عن سقوط الأمطار. والجاذبية الأرضية مسؤولة عن شعورنا بالتعب في نهاية اليوم، حيث أنَّنا نعمل ضد الجاذبية، وعضلاتنا تقاوم جذبها لأجسامنا إلى أسفل.

دعونا نتخيّل كيف ستكون الحياة بدون الجاذبية الأرضية أو في وجود جاذبية أقوى مما هي عليه! لا شك أنَّ أيّ تغيير في قوى الجاذبية سوف يصاحبه العديد من المشاكل. فمثلاً لو زادت الجاذبية الأرضية أكثر مما هي عليه: لن يستطيع أيّ طائر أن يحلق في السماء.

  • لن تستطيع الطائرات من الارتفاع في الفضاء.

  • ستنعدم عملية التبخُّر وبالتالي لن تسقط أمطار.

  • سوف تسقط الغيوم على الأرض وتتكوَّن على سطح المياه.

  • مجرَّد الوقوف على القدمين سيصبح مشكلة كبيرة، ولن نستطيع الاستمرار بالوقوف مدة طويلة.

  • تصوَّروا معي وجود قوى للجاذبية الأرضية أقل مما هي عليه:

  • سوف تكون أوزاننا أقل بكثير مما هي عليه.

  • سينعدم الغلاف الجوي المحيط بالأرض. ويهرب في الفضاء الخارجي بعيداً عن الأرض.

  • سوف تتبخَّر المحيطات وما يعقب ذلك من مشاكل كثيرة.

من الواضح إذن أنَّ الله أعطى للأرض مقداراً من القوى للجاذبية بحيث أنَّ هذا المقدار يتناسب مع حاجة الإنسان والحيوان والبحار والمحيطات، والغلاف الجوّي وكل شيء على الأرض، وحول الأرض. وكلّنا يعلم أنَّ إسحق نيوتن كان أوَّل من درس الجاذبية الأرضية وكتب عنها. ولكن على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة قرون، لا زلنا لا نعرف ما الذي يسبِّب هذه الجاذبية، وما هي طبيعة الجاذبية الأرضية.

إنه شيء يفوق كل عقل..

كيف يستطيع القمر والأرض، على الرغم من الحركة ومرور الزمن، أن يحتفظ كلٌّ منهما بمداره وبدون حدوث أيّ زيادة أو نقصان في قوى الدفع والجذب؟

قال بعض العلماء إنَّه يبدو وكأنَّ هناك نوع خاص من الغراء قد ثبَّت القمر والأرض!!

لذلك مهما درسنا في علوم الجاذبية وقوانينها ستظل كلمة الله في كتابنا المقدس قائمة، وتذكّرنا بطبيعة هذه القوى الغير المنظورة التي يعبِّر عنها الوحي في عبرانيين 1: 3 "الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته". وأيضا نقرأ في كولوسي 1: 16-17 "فإنَّه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى".

عزيزي القارئ.. عزيزتي القارئة..

هذه نفحة بسيطة عمَّا يسرده كتابنا المقدس عن بعض جوانب الأرض التي نعيش عليها.. ولكن علىالرغم من وضوح كلمة الله لنا، إلا أنَّنا لا نثق في مواعيده.

المشكلة دائماً تعود إلى أنَّ الإنسان ينظر إلى الأمور بفلسفة أرضية ويُعطي حكمته الأرضية أهمية أكثر من كلمة الله لنا.. وغالباً ما تكون نظرتنا في غير مكانها السليم. والله نفسه يتَّهمنا بذلك. ففي سفر إرميا 2: 13 يقول الوحي: "لأنَّ شعبي عمل شرّين، تركوني أنا ينبوع الحياة الحيَّة لينقروا لأنفسهم آباراً مشققة لا تضبط ماءً".

ما أجدرنا أن ندرك هذه الحقائق...

وما أجدرنا أن نردّد مع داود النبي: "لأنَّ عندك ينبوع الحياة. بنورك نرى نوراً" ﴿مزمور 36: 9﴾.