العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

قصة العدد: أثمن من الذهب


قصة فيم فومز

كتبت الجرائد واصفةً إيَّاي بأنني ولدت بطلاً. فبعد مرور سنة على احترافي رياضة الملاكمة فزت بالبطولة في وطني. وفي السنة التالية أصبحت بطل آسيا للوزن المتوسط في الملاكمة، وقد استطعت الدفاع عن لقبي هذا لمرَّتين. وهكذا فزت بخمس ميداليات ذهبية في ملاكمات عالمية وبعشرين ميدالية ذهبية في مبارزات قطرية.

نشأت في عائلة فقيرة ضمن سبعة أطفال. فكنت أقاتل في الشارع وأنا صغير إلى أن قررت مع شقيقيَّ أن نمتهن رياضة الملاكمة. كنت أعتبر نفسي ناجحاً بشكل جيد أثناء مبارياتي التي أجريتها على الحلبة خلال ثلاث عشرة سنة، حيث استطعت أن أفوز بخمس وعشرين ميدالية ذهبية نُقش عليها اسمي.

وقد اعتدت أن اتَّبع عادة أهل جزيرتي، باستعمال كل أنواع السحر لأصبح غير معرَّض للهجوم ولأكون قادراً على قهر خصمي في الحلبة. كذلك خضعت لكل أنواع الطقوس والاحتفالات السائدة في قريتي كجزء من عملية إبقائي غير معرَّض للانهزام أمام خصومي. كان عليَّ أن أستحمَّ في برازي ولم تستطع كل العطور التي استعملتها أن تطرد الرائحة الكريهة مني طوال سفري في الطائرة إلى مدينة ميونيخ. وخلال دورة الألعاب الأولمبية لعام 1972 أُصبت بضربة شديدة من ملاكم روسي سبَّبت لي الصمم لمدَّة ثلاثة أشهر.

وعندما عدت إلى بلدي من ميونيخ، طرحت بعيداً كل الطلاسم والأحجبة والسترة الواقية التي كنت أومن بها، ولكنني في الوقت ذاته كنت في حالة من الشك والخوف إذ علمت أنّ الذين لم يتبعوا السحر وفرائض قريتي ماتوا نتيجة لذلك. وبالحقيقة فقد سيطرت القوى الشريرة على أهالي القرية. بحثت عن الجواب لمدة ثمانية أعوام وتشاورت مع رجال الدين للتغلُّب على القوى الشريرة، إلا أنَّني لم أحصل على جواب مقنع.

في نهاية عام 1981 وبينما أنا في مركز التدريب للملاكمة في جاكارتا، أركض حول بيوت الرياضيين في القرية المخصصة لذلك، التقيت بخادم للرب كان يقف بجانب سيارته. أوقفني وسألني إلى أين كنت ذاهباً. فأجبته: "إلى لا مكان"، ثم أضفت قائلاً: "إنِّي أختبئ كي لا أذهب إلى وليمة عليّ حضورها". فأجابني: "لماذا لا تختبئ في سيارتي؟" ثمَّ أومأ إليّ بالدخول إلى سيارته. وعندما دخلت السيارة شاهدت واحداً من لاعبي فريقنا لكرة القدم يتحدَّث إليه. وبعدما انتهى من حديثه معه دخل سيارته وسألني عما أريده. افتكرت أنَّه لا ضير عليَّ أن أطلب منه كيف أتحرَّر من القوى الشريرة. فسألته مستفسراً: "لماذا يبقى الإنسان تحت سيطرة الشيطان بعد أن يكون قد طرح بعيداً كل الطلاسم والأحجبة؟" فوضّح لي خادم الرب بأنَّه منذ أن بدأت أتخبَّط بالسحر أصبحت مقيَّداً بقبضة الشيطان. لذا يجب أن أتحرَّر بواسطة دخولي رحاب الخلاص. وأوضح لي رويداً رويداً وبكل تأكيد أنَّ السيد المسيح، هو الشخص الوحيد الذي قهر الشيطان على الصليب وهو وحده فقط ينقذ من سلطة الخطيئة والشيطان. إذن السيد المسيح فقط يستطيع أن ينقذني من عبودية الشرير ويهبني الاطمئنان والسلام والحياة الأبدية التي أبحث عنها.

ثم سألني قائلاً: "هل تريد أن تتحرَّر من سلطة الأرواح؟" بدأت أحني له رأسي علامة القبول لأني فهمت لأول مرة عدم اختباري قوَّة المسيح في حياتي. وبعد أن صليت معه صلاة نكران كل الارتباطات السابقة، طلبت من يسوع المسيح الحي أن يدخل حياتي ويمنحني السلام والاطمئنان اللذين كنت أبحث عنهما. وحالا استقرّ سلام عظيم في قلبي، واختفت شكوكي ولم أعد مضطرباً كما كنت من قبل. استطعت منذ ذلك الوقت أن أعيش دون خوف وأدركت الامتياز أنَّ يسوع المسيح قد اتّخذ مقراً في حياتي ولن يتركني أبداً.

لقد تغيّرت حياتي فلمست عائلتي كلها ذلك التغيير الذي طرأ عليّ. فعمّ علينا سلام وفرح المسيح. فبينما كنت أتشاجر مع زوجتي وأضربها أصبحت الآن قادراً على ضبط انفعالاتي وقبولها كما هي. وبهذا ساد السلام والسرور في عائلتي. كما أصبحنا نبدأ يومنا بالصلاة وقراءة كلمة الله في الكتاب المقدّس. إنّ هدفي الوحيد في الحياة هو أن أستطيع بواسطة المواهب التي وهبني الله إيَّاها أن أشرك شعبي بتقبّل حياة المسيح حتى يجدوا هم أيضاً ما هو أثمن من الذهب، الحياة الأبدية.