العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

المكفوف يحتاج الى مساعدتك بدلا من الرثاء له!


لاستضافة المكفوف أصول ولياقة. كيف" يرى" المكفوف بعينيك؟!

لا شك أننا عندما نقابل ضريراً في حياتنا اليومية نتأثر كثيراً ونشعر بالأسف تجاهه، ولكننا رغم ذلك نجهل طريقة مساعدته لكي يستطيع أن يندمج في حياة مجتمعنا ويواجه مشاكلها.

ويتجنب عدد كبير من الأشخاص مقابلة الضرير لعدم الإحراج، ولكن بهذا التصرف لا يحصل المكفوف على المساعدة السليمة التي هو بحاجة إليها، ولا يجد طريقاً ليشترك في الممارسات العامة في مجتمعنا.

ولذلك نود أيها القارئ العزيز أن نطلعك هنا على بعض الأفكار والإمكانات التي تستطيع بها أن تساعد المكفوف عملياً، فلا تكون شركتك معه قائمة على الرثاء له، بل مبنيَّة على معرفة عملية لمساعدته.

وعند مقابلتك للكفيف عليك أن تقدِّم نفسك له وتحييه، لأنه يستطيع أن يتعرف عليك بواسطة حاسة السمع فقط. وإن أردت أن تدخل معه في حوار وهو بين جماعة من الناس، عليك أن تناديه باسمه، أو أن تلمسه بلطف ليعلم أنَّ الكلام موجّه إليه. وإذا كان الكفيف برفقة شخص مبصر وتودّ أن تتعرف عليه، فعليك أن توجّه كلامك إلى المكفوف وليس إلى رفيقه المبصر. وأيضاً لا حاجة إلى أن نرفع صوتنا عند التحدث إلى الكفيف لأنه ليس بأصَّم (فاقد السمع).

وإذا سنحت لك الفرصة بأن تستضيف مكفوفاً، إليك بعض النقاط الهامة للتعامل معه في هذا المجال:

  • أولاً: عليك أن تقوده إلى مكان الجلوس. وعندما تصل إلى المقعد ضع يده على مسند الكرسي أو على الكرسي نفسه ليتأكد الكفيف من مكان الجلوس ويجلس باطمئنان.

  • ثانياً: عند الأكل يفضل المكفوف أن نوضح له مكان الصحن والكوب والملعقة أو الشوكة على الطاولة، لكي يستغني عن البحث عنها، لأنه في بعض الأحيان يكون الأمر محرجاً له. وأيضاً يستحسن أن نصف له الطعام، وفي أي مكان من الصحن قد وُضع. أما بالنسبة للكوب فيستحسن أن نرشد يده إلى مكانه. ولا يجب أن يكون الكوب ملآناً كثيراً حتى لا يسكب منه شيء.

عندما تلتقي بالمكفوف على الطريق:

وأما اللقاء بالمكفوف الذي يتكرر حدوثه فيكون عادة في الطريق، وذلك عندما يطلب أحد المشاة المكفوفين المساعدة لمعرفة الاتجاه أو لقطع الطريق. وإليك بعض الأساسيات في قيادة المكفوف والتي تجعلك عضواً مفيداً في مجتمعك:

  • يجري الاتصال الأول لقيادة المكفوف بلمس الجزء العلوي من ذراع المكفوف بكوعك، والقول له: خذ ذراعي. فيمسك المكفوف بالدليل المبصر من فوق كوعه تماماً بقبضة ثابتة وغير شديدة (الإبهام من الخارج والأصابع من الداخل) على أن تكون ذراع الدليل مستقيمة بجانبه. وتكون ذراع المكفوف مطوية بشكل زاوية قائمة، وأعلى الذراع والكوع قريبين من جسمه. ويكون المكفوف ملاصقاً للدليل ووراءه بنصف خطوة. وهكذا يمكن اكتشاف أي تغيير في اتجاه الدليل بسهولة فيتجاوب المكفوف معه.

  • عند الاقتراب من مكان ضيق ينذر الدليل المكفوف بتحريك كوعه المرشد باتجاه وسط الظهر. وعندئذ على المكفوف أن يمد ذراعه تماماً. وهكذا يصبح على بُعد خطوة كاملة وراء الدليل. وبعد تجاوز الخطر يُرجع الدليل كوعه إلى جانبه فيستعيد المكفوف وضعه السابق.

  • وعندما تقترب من دَرَج ما، أخبره إذا كان صعوداً أم نزولاً. والاقتراب من أي تغيير في مستوى الطريق مثل درج أو منعطف يجب أن يتم دائماً بزوايا قائمة. وإذا اقتربت معه إلى باب واطئ أخبره متى ينبغي أن يحني رأسه حتى لا يؤذي نفسه.

  • حُسن ذوقك ولياقتك في مساعدته : من اللياقة وحسن الذوق أن تخبر الكفيف بعد ما تقوده لعبور الطريق أو إلى اتجاه يريده، بالمكان الذي يقف فيه، وإلى أين يتّجه، ثم بعد ذلك تودعه.

والآن عزيزي القارئ نأمل أن تكون قد وجدت في السطور السابقة خطوات عملية تعينك في أداء واجبك في مساعدة مكفوف صديق أو قريب أو عابر سبيل.

وفقك الله – أنت المتمتع بنعمة البصر – في أن "يرى" ولو مكفوف واحد من خلال عينيك بعض ما حوله، وبذلك تبثُّ بمساعدتك له قبساً من نور في عالمه المظلم.