العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

رسالة إليك


""والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا، ورأينا مجده، مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمةً وحقاً" (يو 14:1)

نسمع من آبائنا كلاماً كثيراً والمستمعون غالباً لا يصغون. فمن يثق بالذي يتكلّم؟ صُمَّت آذاننا من تضخم الكلام خاصة قبل الانتخابات، إذ نسمع وعوداً كثيرة ولكن بدون أن تتحقق.

أما قبل ألفي سنة، فقد تكلم الله بيسوع المترجم بالقرآن إلى عيسى، وهو المسيح ابن مريم. فيه تجسّدت كلمة الله. لم يكن كلمة فارغة ولا وعداً رخيصاً فيه ارتكز سلطان الله في كلمة واحدة هو يسوع.

وقد أعلن الله قبل ألف سنة من ولادة يسوع لنبيّه داود عن مجيء المسيح الأكيد. أقرأ هذه النبوّة المثيرة الفعّالة حتى اليوم.

"لماذا ارتجّت الأمم وتفكّر الشعوب في الباطل؟ قام ملوك الأرض وتآمر الرؤساء معاً على الرب وعلى مسيحه، قائلين: لنقطع قيودهُما ولنطرح عنّا رُبُطهما الساكن في السماوات يضحك. الرب يستهزئ بهم.(مز 2: 1-4).

في هذه الكلمات نقرأ لمرّة واحدة في الكتاب المقدّس كلّه أن الله القدير يضحك. وقد ضحك على الشعوب والملوك الذين يعارضون وصاياه ويعصونه ويعصون مسيحه.

المساكين الزمنيّون لا يدركون أنهم لا شيء بالنسبة للأزلي الصمد الخالد وديّان الجميع. إنهم يتصرّفون كنملة تعترض الفيل الضخم، فيدوسها ولا تكون. أما الله فإنه يتجاوب بطريقة مختلفة، يرحم العصاة ويرغب أن يحررهم من كبريائهم ويحفظهم من غضبه. لذلك نطق بكلمة واحدة. يسوع ابن مريم هو جواب الله على عصيان الإنسان.

لقد أرسل القدير عبده الوديع والمتواضع إلى الأرض، وهو روح الله المتجسِّد الذي كان عند الله منذ البدء وتجسّد لأجل خلاصنا. حتى القرآن يشهد أن يسوع هو كلمة الله وروح منه (سورة 3 :45 و71:4).

في أيامنا كثيرون لا يفهمون تجسّد المسيح. فنقترح عليهم أن يقرأوا الإنجيل بحسب البشير لوقا الأصحاح الأول أو السورة 28 عدد 91 و66 عدد 12 حيث يقول الله فيها " نفخنا من روحنا فيه" . وهكذا وُلد يسوع المسيح من مريم العذراء. إن تجسّد المسيح هو المعجزة العظمى في تاريخ البشريّة، لأن فيه أصبحت كلمة الله ومشيئته وقدرته إنساناً. فالمسيح هو الوحيد الذي وُلد من روح الله. هو آية الله الحقيقية لكل الناس (سورة 21:19). انظر إليه فترى قصد الله واضحاً .

سؤال: ماذا يعني تجسُّد كلمة الله؟

سمع كل الأنبياء كلمة الله ونشروها، ولكن لم يعيشوا حسب كلامه بشكل صحيح وكامل باستثناء يسوع. كل الأنبياء استغفروا ربهم إلا المسيح (سورة 55:40 و 20:47 و 3:48).

فعاش يسوع ما علّم به وتمم كلمته المعلنة. بل هو حي، فلم يوجد فرق بين كلامه وسلوكه. هو الإنسان الوحيد الذي وُلد بدون خطية. وهو القدوس في ذاته كما أعلن الملاك بوضوح (إنجيل لوقا 34:1 و سورة 19:19). وشهد تلاميذ يسوع بمجده لأنهم رافقوه ورأوا أنه الوحيد من الآب المملوء نعمةً وحقاً.

سؤال: ماذا رأى الأطباء في سلوك يسوع دون الآخرين؟

لقد رأوا كيف أحب المكفوفين واقترب منهم وفتح أعينهم بدون عملية وبدون أدوية وبدون سحر. شفاهم بمجرّد كلمة خرجت من فمه المبارك. لمس البرص فطهّرهم بنطق لسانه.

لقد شاهد تلاميذه بأم أعينهم كيف أحيا الموتى وكيف أسكت العاصفة وأخرج الأرواح النجسة من المجانين.

فمن هو الذي يستطيع أن يقيم الأموات من قبورهم؟ ليس أحد سوى المسيح. ففي المسيح حضر الخالق القدير والرب الذي تخضع له كل المسكونة والساكنون فيها.

عرف يسوع سبب ضيقاتنا وهو انفصالنا عن الله. فعلَّمنا أن خطايانا متراكمة كجبل بيننا وبين الله. ورفع ابن مريم في محبته ذنوبنا والقصاص المكتوب علينا على كتفيه لنتبّرر أمام الله. إقرأ الوعد الجليل من سفر إشعياء 4:53-5 الّذي لا بد أن يتحقق "لكن أحزاننا حملها و أوجاعنا تحملها. ونحن حسبناه مصاباً مضروباً من الله ومذلولاً. وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا" . فلأجل تنازله استحق أن يقول: "ثق يا ابني مغفورة لك خطاياك" . فهو لم يغفر لنا قسماً من خطايانا بل غفر الكل، ولم ينعم علينا بكلمة "ربما" أو "إن شاء الله" بل حقق غفراناً شاملاً وكاملاً وإلى الأبد. لقد حضر فيه سلطان الله الغافر والفادي. أحب يسوع المساكين والبسطاء والمحتقرين والمعذبين. عاشر المرفوضين وغير المتعلمين أكثر من الأغنياء والأذكياء والأتقياء. عزى يسوع المضطربين والخائفين وقال لهم "سلامي أعطيكم، وأريد أن يكمل فرحي فيكم". فقد حضرت فيه نعمة الله المعزّية لكل من يرجع إليه ويستنجد به.

علم يسوع أن أتباعه فاشلون وغير قادرين أن يتمموا شريعة موسى كما ينبغي، فنفخ إلى التائبين وقال لهم: " أقبلوا الروح القدس" (يو 22:20). لقد منحهم قوة الله المنعمة المجددة المقدسة التي حلّت في تلاميذه حقاً. لقد حضر سلطان كلمة الله مجدداً فينا. إن يسوع لا يريد أن يبقى أتباعه على ما هم عليه، بل أن يتغيّروا الى صورته ويمتلئوا محبة وفرحاً وسلاماً وقداسةً.

سؤال: أيها القارئ العزيز هل رأيت مجد يسوع في الإنجيل، وهل عاينت بقلبك رحمته ومحبته وشفاعته؟ هل أدركت محبته ولطفه وتواضعه وطول أناته؟

إن كنت حكيماً التجئ إلى يسوع بمشاكلك وعقدك وذنوبك لأنه حي، لم يبق في قبره كباقي الأنبياء. إنه قام من بين الأموات، وهو حي يشفع فينا عن يمين الله الآب. حتى القرآن يثبت صعوده الى السماء وجلوسه قرب الله (سورة 45:3 و 158:4) . وضع يسوع خطة لأجلك وهو يشاء أن تتجسّد كلمته فيك أيضاً. لا يكفي أن تؤمن به في قلبك فحسب، بل ينبغي أن تفتح قلبك وذهنك لروحه. إنه يستمع اليك ويجيبك إن طلبته من كل قلبك. ثق به لأن فيه قد تجسّدت محبة الله.

ربما لاحظت أن لا يوجد مسيحي واحد يدَّعي أن الله تزوج مريم العذراء وأنجب منها يسوع. إنك لا تقرأ بهتاناً مثل هذا في الإنجيل، ولا ينطق مسيحي بهذا التجديف. لقد حضر في يسوع كلمة الله وروحه. فولادته في بيت لحم كانت حدثاً روحياً غير مبني على ولادة بشرية عادية.

هدف مجيئه هو أنت أيها القارئ العزيز. إنه يريد أن كلمة الله وروحه تتجسد فيك. فاحفظ كلام المسيح غيباً، وحرِّكه في قلبك فتُكسِب نفسك كنزاً عظيماً هو قوة كلمة الله.

ملاحظة: إن أردت أن تعرف أكثر عن ولادة المسيح وتريد أن تحمل كلمة الله فيك، فاكتب إلينا لنرسل لك كتباً ونصلي لأجلك.