العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

المسيح الموعود به في الأسفار المقدسة


ارتضى الله بفائق محبته الأزلية أن يعلن عن مجيء المسيح المبارك، منذ بداية الخلق. فقد دونت وعوده الإلهية بهذا الخصوص، وعددها 333، بأيد الأنبياء خلال الفترة ما بين 1000 و150 قبل الميلاد. وتشمل هذه النبوات الصادقة سيرة المسيح كلها، مع التفاصيل عن ولادته وموته وقيامته من بين الأموات، وصعوده إلى السماء حتى جلوسه عن يمين الله، ومجيئه الثاني ليملك على الكون إلى الأبد.

لقد أنبأ الله بمجيء المسيح للغلبة على الشيطان وإبادته معلناً أن أثناء هذه المعركة الهائلة سيموت المسيح منتصراً على عدو الخير.

«فَقَالَ ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هٰذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ ٱلْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ ٱلْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ ٱلْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ» ﴿تكوين 3: 14 و15﴾.

لقد أوحى الله تعالى للنبي موسى أنه سيخلفه وسيط لعهد جديد، لأن الشريعة القديمة لا تقدر على محو الخطايا حقاً. أما كلمة الله المتجسد فسيأتي بخلاص أبدي. فقال الرب لموسى:

«أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيّاً مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ» ﴿تثنية 18: 18﴾.

وعزى الله القدير داود النبي، بأنه سيولد من نسله ملك فريد، ينشئ سلاماً أبدياً في مملكته السرمدية. وسيأتي هذا الملك المتفوق، إنساناً حقاً من إنسان حق، كما أنه إله حق من إله حق. وهكذا أوحى الرب لداود:

«مَتَى كَمِلَتْ أَيَّامُكَ وَٱضْطَجَعْتَ مَعَ آبَائِكَ أُقِيمُ بَعْدَكَ نَسْلَكَ ٱلَّذِي يَخْرُجُ مِنْ أَحْشَائِكَ وَأُثَبِّتُ مَمْلَكَتَهُ. هُوَ يَبْنِي بَيْتاً لٱسْمِي، وَأَنَا أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مَمْلَكَتِهِ إِلَى ٱلأَبَدِ. أَنَا أَكُونُ لَهُ أَباً وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ٱبْناً» ﴿2 صموئيل 7: 12-14﴾.

لقدوعد الله بأن يرسل داعيه المختار، يوحنا المعمدان، الملقب «يحيى» قبيل تجسده على الأرض، ليعد الطريق له، بكرازته بالتوبة والمعمودية لغفران الخطايا، طالباً من التائبين الاعتراف بالذنوب علانية لسحق الكبرياء فيهم. وكل من ينتظر الرب هكذا، يستنير في نور قداسة محبته. وها هي النبوات عن المعمدان الآتي:

«صَوْتُ صَارِخٍ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ: أَعِدُّوا طَرِيقَ ٱلرَّبِّ. قَّوِمُوا فِي ٱلْقَفْرِ سَبِيلاً لإِلَهِنَا. كُلُّ وَطَاءٍ يَرْتَفِعُ، وَكُلُّ جَبَلٍ وَأَكَمَةٍ يَنْخَفِضُ، وَيَصِيرُ ٱلْمُعَّوَجُ مُسْتَقِيماً وَٱلْعَرَاقِيبُ سَهْلاً. فَيُعْلَنُ مَجْدُ ٱلرَّبِّ وَيَرَاهُ كُلُّ بَشَرٍ جَمِيعاً، لأَنَّ فَمَ ٱلرَّبِّ تَكَلَّمَ» ﴿إشعياء 40: 3-5﴾.

«قُومِي ٱسْتَنِيرِي لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ نُورُكِ وَمَجْدُ ٱلرَّبِّ أَشْرَقَ عَلَيْكِ. لأَنَّهُ هَا هِيَ ٱلظُّلْمَةُ تُغَطِّي ٱلأَرْضَ وَٱلظَّلامُ ٱلدَّامِسُ ٱلأُمَمَ. أَمَّا عَلَيْكِ فَيُشْرِقُ ٱلرَّبُّ، وَمَجْدُهُ عَلَيْكِ يُرَى. فَتَسِيرُ ٱلأُمَمُ فِي نُورِكِ، وَٱلْمُلُوكُ فِي ضِيَاءِ إِشْرَاقِكِ» ﴿إشعياء 60: 1-3﴾.

أعلن الله السر الذي كان مكتوماً، بأنه سيتجسد في هيئة إنسان لأجل خلاص الضالين. وقد عين مسبقاً القرية التي سيولد فيها، واسمها «بيت لحم» بولادة عجيبة من عذراء مباركة. وأما المولود من الروح القدس فهو إلهاً حقاً يعيش بين البشر، آتياً إلى دنيانا ليصالح الخالق مع مخلوقاته المتمردين. فاعلان السر المكتوم:

أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ، وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي ٱلَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً... وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ ٱلْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ ٱلأَزَلِ... وَيَكُونُ هَذَا سَلاماً» ﴿ميخا 5: 2 و5﴾.

« هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْناً وَتَدْعُو ٱسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ» أي الله معنا ﴿إشعياء 7: 14﴾.

قد أفاد الرب في نبواته عن صفات المولود في ا لمذود، إنه سيأتي بحل عجيب لأسباب مشاكل العالم كلها. وأنه المقتدر الذي ينفذ خطة خلاصه بقوته الإلهية. ولن يفرض فداءه الثمين على أي إنسان، بل يقدم للجميع سلامه كآب سماوي، مانحاً لكل من يؤمن به التبني والولادة الروحية.

ولكن من لا يقبل غنى نعمة الله هذه، ويثور ضد رحمة الرب للعالمين، يفشل حتماً، لأن المولود من روح الله هو محور التاريخ وهو الفرصة الأخيرة للبشر من قبل الله. وإليك بعض الصفات المعلنة عن المسيح الآتي:

«لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ٱبْناً، وَتَكُونُ ٱلرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى ٱسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ ٱلسَّلامِ. لِنُمُّوِ رِيَاسَتِهِ، وَلِلسَّلامِ لا نِهَايَةَ» ﴿إشعياء 9: 6 و7﴾.

لقد وطئ المسيح دنيانا، وأصبح إنساناً مثلنا، ومسحه الله بروحه القدوس ليحل فيه سلطان قدرته، فيخدم معلماً شافياً ومخلصاً فادياً بين الناس. وهذا المسيح لا يرفض الضعفاء ولا الخطاة، ولن يهمل المساكين ولا الفاشلين، بل يطلبهم فرداً فرداً، حتى يجدهم ويعزيهم ويعضدهم، كما أخبرنا وحي الله مسبقاً. فلم يعش إنسان أرحم وألطف وأحلم وأكثر مودة بين البشر كيسوع. إنه نور العالم ورجاء البائسين. وأما النبوة فتقول:

«رُوحُ ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ ٱلْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِٱلْعِتْقِ، وَلِلْمَأْسُورِينَ بِٱلإِطْلاقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ، وَبِيَوْمِ ٱنْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَّزِيَ كُلَّ ٱلنَّائِحِينَ» ﴿إشعياء 61: 1-2﴾.

لقد دخل ابن الله الوديع أورشليم راكباً على حمار، لتدرك كل الأمة مع رؤسائها أنه هو بالذات الملك الموعود، القدير الجبار، الذي لا يأتي بأسلحة فتاكة، بل بالقوة العظمى ألا وهي التواضع والمحبة. هو المنصور لأجل لطفه، الغالب لأجل وداعته وحلمه. وكل إنسان في العهد القديم كان يحفظ نص الوعد التالي:

«هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ٱبْنِ أَتَانٍ» ﴿زكريا 9: 9﴾.

وُلد المسيح وعاش وقدم نفسه للموت عوضاً عن الخطاة حسبما أوحى الله للنبي إشعياء سبعمائة سنة قبل ميلاد يسوع. ونقرأ في سفر النبي تفاصيل مرعبة عما حدث فعلاً في تعذيب يسوع وموته على خشبة العار. ألا نرتجف من فظاعة الشر في البشرية؟ أولا ننسحق عند محبة الله في المصلوب؟ تأمل في كلمة الوحي وتعمق في معانيها:

«لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ ٱللّٰهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلامِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَٱلرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى ٱلذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَاّزِيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ» ﴿إشعياء 53: 4-7﴾.

لقد قبض رؤساء الكهنة على المسيح بواسطة خائن لقاء ثلاثين من الفضة حسب النبوة التي فسر الرب فيها أن هذا المبلغ الزهيد هو ثمنه الذي ثمنه به بنو البشر. ما أعظم العار. وأخيراً ثقبوا يديه ورجليه ورفعوه بين المجرمين واقترعوا على لباسه حسب النبوات التي تعلن لنا أيضاً صرخة المسيح الحاسمة عندما تمت دينونتنا فيه. إليك نبوة الله حرفياً.

«فَقُلْتُ لَهُمْ: «إِنْ حَسُنَ فِي أَعْيُنِكُمْ فَأَعْطُونِي أُجْرَتِي وَإِلا فَٱمْتَنِعُوا». فَوَزَنُوا أُجْرَتِي ثَلاثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ. فَقَالَ لِي ٱلرَّبُّ: «أَلْقِهَا إِلَى ٱلْفَخَّارِيِّ، ٱلثَّمَنَ ٱلْكَرِيمَ ٱلَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ». فَأَخَذْتُ ٱلثَّلاثِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى ٱلْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ» ﴿زكريا 11: 12 و13﴾.

وأما عن ارتفاعه على الصليب فتقول النبوة:

«جَمَاعَةٌ مِنَ ٱلأَشْرَارِ ٱكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ. أُحْصِي كُلَّ عِظَامِي، وَهُمْ يَنْظُرُونَ وَيَتَفَرَّسُونَ فِيَّ. يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ إِلٰهِي! إِلٰهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي» ﴿مزمور 22: 16-18 و1﴾.

هل أدركت خطة الوحي الإلهية، إن المسيح مات ودفن وقام في اليوم الثالث حسب الكتب؟ لقد أكمل الخلاص إذ جعل نفسه ذبيحة إثم عن العصاة. وأما الدليل على إتمام المصالحة بين الله والبشر فهو قيامة المسيح من بين الأموات حياً وغالباً على الموت. وكما قام يسوع من القبر، هكذا يريد أن يقيمك أنت من موتك الروحي لتحيا لله في البر. وإن قبلت المسيح مؤمناً، تصبح من أسرى محبته ومن نسله الروحي. عندئذ تحل في جسدك الفاني قوة حياته الأبدية. فهل أدركت من النبوات القديمة أن المسيح بررك فعلاً ورفع عنك خطاياك نهائياً؟ وهل تكرمه بإيمانك به وتشكره بتسليم حياتك له؟

تأمل في كلمة الوحي التي تشير إلى انتصار المسيح في نبوة إشعياء:

«مِنَ ٱلضُّغْطَةِ وَمِنَ ٱلدَّيْنُونَةِ أُخِذَ. وَفِي جِيلِهِ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ قُطِعَ مِنْ أَرْضِ ٱلأَحْيَاءِ، أَنَّهُ ضُرِبَ مِنْ أَجْلِ ذَنْبِ شَعْبِي؟ وَجُعِلَ مَعَ ٱلأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ. أَمَّا ٱلرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِٱلْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ يَرَى نَسْلاً تَطُولُ أَيَّامُهُ وَمَسَرَّةُ ٱلرَّبِّ بِيَدِهِ تَنْجَحُ. مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ، وَعَبْدِي ٱلْبَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا. لِذَلِكَ أَقْسِمُ لَهُ بَيْنَ ٱلأَعِّزَاءِ وَمَعَ ٱلْعُظَمَاءِ يَقْسِمُ غَنِيمَةً، مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي ٱلْمُذْنِبِينَ» ﴿إشعياء 53: 8-12﴾.

إن المسيح حي. لم يبق في القبر مثل باقي الأنبياء، بل رفعه الله إليه. فسبحت جماهير الملائكة ورافقت صعوده إلى السماء بهتاف حتى أجلسه أبوه السماوي عن يمينه حسب الوعد القديم. فكل الذين ينكرون الجالس عن يمين الله، يختارون الدينونة لأنفسهم، لأنهم لا يقبلون الوسيط الأمين المرتفع إلى مجده. فهؤلاء سيسقطون في يوم الحساب أمام الجالس على العرش والحمل الوديع. تمعن في كلمة الرب القائلة:

«يَا جَمِيعَ ٱلأُمَمِ صَفِّقُوا بِٱلأَيَادِي. ٱهْتِفُوا لِلّٰهِ بِصَوْتِ ٱلِٱبْتِهَاجِ... صَعِدَ ٱللّٰهُ بِهُتَافٍ، ٱلرَّبُّ بِصَوْتِ ٱلصُّورِ. رَنِّمُوا لِلّٰهِ رَنِّمُوا. رَنِّمُوا لِمَلِكِنَا رَنِّمُوا. لأَنَّ ٱللّٰهَ مَلِكُ ٱلأَرْضِ كُلِّهَا رَنِّمُوا قَصِيدَةً. مَلَكَ ٱللّٰهُ عَلَى ٱلأُمَمِ. ٱللّٰهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ» ﴿مزمور 47: 1 و5-8﴾.

«قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: «ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ... أَقْسَمَ ٱلرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى ٱلأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ» ﴿مزمور 110: 1 و4﴾.

إن المسيح حي ويشفع فينا. وهو الوسيط الوحيد بين الله والناس. وأما حكمه العادل فيتم روحياً في أيامنا، إذ يبرر التائبين من ذنوبهم ويطهر بدمه الثمين كل منكسري القلوب حتى يرددوا شاكرين كلمات الوحي الإلهي: «الرب برنا» وليس بر آخر لنا.

هذا الامتياز الفريد هو تعزيتنا في يوم الحساب، لأن الله الآب قد سلم دينونة الكون إلى أيدي ابنه. فعندما نراه آتياً في سحابة السماء، لا نيأس لأنه قد بررنا مسبقاً، بل لنقفز فرحاً ونستقبله بالهتاف ونشكره لأجل حكمه الرحيم، لأنه قد خلصنا وقدسنا وفدانا حسب الوعد القديم:

«هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ ٱلرَّبُّ... فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ، وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي ٱلأَرْضِ... وَهٰذَا هُوَ ٱسْمُهُ ٱلَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: ٱلرَّبُّ بِرُّنَا» ﴿إرميا 23: 5 و6﴾.

واعترف النبي دانيال قائلاً:

«كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى ٱللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ مِثْلُ ٱبْنِ إِنْسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى ٱلْقَدِيمِ ٱلأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ ٱلشُّعُوبِ وَٱلأُمَمِ وَٱلأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لا يَنْقَرِضُ» ﴿دانيال 7: 13 و14﴾.

كانت هذه بعض النبوات من أسفار العهد القديم، التي تحققت فعلاً في المسيح المولود في المذود. الذي كان الطبيب الشافي، والمعلم الأعظم، وحمل الله المذبوح، والقائم من بين الأموات، منتصراً على الموت وعلى الخطية وعلى الشيطان.

فإن أدركته وقبلت تحقيق هذه المواعيد الإلهية، لا تستطيع إلا أن تعترف معنا بأن يسوع المسيح ابن مريم هو ابن الله، ملك الملوك ورب الأرباب. وكل من يسجد له ويعتمد عليه يدخل إلى رحابه ويستودع نفسه بين يديه ويعيش في سلام تام. عالماً أن الرب يسوع المسيح يأتي عن قريب ليدين الأحياء والأموات. فمن يؤمن به يخلص ومن ينكره يدان.