العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

مكانة المرأة عند المسيح


جلست سيدة في وليمة بين قسيس ورباني ﴿يهودي﴾ وقالت بابتسام: «أنا أشعر كأنني بين العهد القديم والعهد الجديد. كأني صفحة بين العهدين». فأجابها احدهما: «أما تلك الصفحة فعادة ما تكون بيضاء فارغة».

هناك حركة جديدة في أمريكا - وهي حركة ثورية - تسعى لتحرير النساء من نيرهم المزعوم. ولكن النساء لا يحتجن إلى تحرير في أمريكا فحسب، بل في أغلب جهات العالم. إنما، من هو المحرر والرائد الأول الأصيل، محرر النساء؟ أليس هو ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي حرر النساء؟ وهو الذي يحررهم حيث تعمل محبته في نفوس الرجال.

أود أن أقسم هذه المقالة إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: فكرة عن المرأة في العهد القديم.

القسم الثاني: فكرة عن المرأة في العهد الجديد.

القسم الثالث: المريمات الثلاث.

  • أولاً: فكرة عن المرأة في العهد القديم

    أن روح العهد القديم أقرب إلى روح العهد الجديد. يقول الكسيح في إنجيل مرقس: «مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ كَتَبَ لَكُمْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ، وَلٰكِنْ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمَا ٱللّٰهُ. مِنْ أَجْلِ هٰذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً. إِذاً لَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَٱلَّذِي جَمَعَهُ ٱللّٰهُ لا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ» ﴿مرقس 10: 5-9﴾.

    كان القول التالي شائعاً بين المسيحيين: «لا نريد حماية بل حرية». إنما المبدأ الذي عبر عنه المسيح يعطي للنساء الحماية التامة والحرية ضمن نطاق الثقة المتبادلة في الحياة الزوجية. ليس في تعدد الزوجات إنما في الزواج بالمرأة الواحدة.

    في العهد القديم نجد مثالاً للزواج بواحدة. وذلك في قصة يوسف الصديق الذي تغلب على التجربة بقوله لامرأة فوطيفار: «كيف أفعل هذا الشر وأخطئ إلى الله؟». ثم تزوج من أميرة مصرية وأكتفى بأمانته لها طيلة حياته. وهناك مثال آخر للبتولية، وهو إرميا النبي. ولربما كان هذا الشخصان أقرب في العهد القديم لفكر المسيح. وما أجمل الفكرة أن المسيح هو المثال الأعلى أولا للبتولية وثانياً للعريس. ونستطيع أن نقتدي به إن اخترنا البتولية واخترنا الزواج.

    دونت في الأصحاحين الأول والثاني من سفر التكوين روايتان للخلق. فنقرأ هذه العبارة: «ذكراً وأنثى» ﴿تكوين 1: 27﴾. التنبير هنا في الأصحاح الأول على المساواة، مع بعضهما خلقهما. «فخلق الإنسان على صورته ذكراً وأنثى خلقهما. جسداً واحداً».

    فما هي إذا صورة الله في الإنسان؟

    إن صورة الله في الإنسان ليست الجسد، بل التفكير والإرادة الشعور. الله يفكر، والله يشاء، والله يغضب ويفرح ويتحنن، والله يفعل هذه الأشياء بطريقة صالحة وعلى صواب. أما نحن فإننا نفكر بأغاليط تبدو منطقية. فتفكيرنا ملتو وإرادتنا مشوهة وشعورنا مشوش ولكن التوراة هنا تعطي المرأة امتيازات تساوي امتيازات الرجل.

    إلا أ ن هناك صورة ثانية في الأصحاح الثاني من سفر التكوين. حيث أخذ الله ضلعاً من أضلاع آدم وصنع الله المرأة من ضلع الرجل. وأحضرها إلى آدم، فقبلها بسرور وأطلق عليها اسم حواء. وفي هذه القصة دليل على «التبعية» Subordination ولكن ليس على «الدونية» Inferiority. بعد ذلك نجد قصة سقوط الإنسان ﴿آدم وحواء معاً﴾ نتيجة الخطيئة، فحل عليهما غضب الله، إذ قال الله لحواء: ««تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِٱلْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ ٱشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ» ﴿تكوين 3: 16﴾ فالمساواة صارت تبعية وأيضاً دونية. واشتدت بمرور الزمن وامتداد الشر إلى شبه عبودية. وصارت المرأة عبدة للرجل. كما قال أحد اللاهوتيين الألمان: لعنة الخطية ثقلت بالمزيد على المرأة أكثر من الرجل. وجدير بالملاحظة العبارة: «أَصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نَظِيرَهُ» ﴿تكوين 2: 18﴾. وكلمة «معين» كلمة شريفة شيقة. «الله عون في الضيقات». فالكلمة عظيمة. الله أعطى المرأة الشرف في أن تكون معيناً ﴿على صفة مذكر﴾ لزوجها. فدور المرأة دور شريف ونبيل إذا عدنا إ لى أصول التاريخ في الفردوس. فقد أصاب أوغسطينوس ﴿الأفريقي من شمال أفريقيا﴾ عندما قال: الله في حكمته لم يبن المرأة من رأس الرجل حتى تسود عليه، ولا من قدميه حتى يدوسها، بل أ خذها من جانبه لكي تكون شريكة له ورفيقة الحياة».

    برزت في العهد القديم نبيات شريفات: كمريم أخت موسى الشاعرة ﴿خروج 15﴾ ودبورة القائدة والقاضية ﴿قضاة 4 و5﴾ وخلدة السياسية ﴿2 ملوك 22﴾.

    ولقد أكرم الله المرأة بأن شبه نفسه بها. أنه يتمخض، يلد، يرضع، يدلل ﴿إشعياء 63: 9 و13﴾.

    وهذه إشارة أنه ليس علينا أن نشدد أكثر من اللازم على ذكورية الله. فنحن مضطرين استناداً إلى قواعد اللغة أن نقول ﴿هو﴾ ولا نستطيع أن نقول ﴿هي﴾. بينما في اللغة الأرمنية ليس هناك هو أو هي، ولكن كلمة واحدة وهي ﴿آنيكا﴾ التي تشير إلى الذكر والأنثى معاً، وهو التعريف الصحيح أن الله يفوق الأب ويفوق الأم، وهو أكثر من ذكر وأكثر من أنثى.

  • ثانيا: فكرة عن المرأة في العهد الجديد

    نتحول الآن إلى العهد الجديد، ونلقي بعض الأضواء على موقف المرأة فيه. ماذا كانت نظرة الرب في دور المرأة ووظيفتها؟ وإذا كان الجو في العهد القديم حسناً، فالجو في العهد الجديد أحسن، حيث تسطع الشمس هناك لأن نور السماء نزل على الأرض وأشرق عليها. أن المسيح لم ينبر على الدونية أبداً، بل عامل المرأة بملء الاحترام واعتبرها مساوية للرجل.

    لما ابتدأت أعلم في مدرسة في انكلترا، أتت نائبة مدير المدرسة وقالت لي: «يتعرض المعلمون إلى خطأين. فأما أن يدللوا البنات أو يهملوهن باحتقار. فعليك أن تتجنب هذين الخطأين». والمسيح لم يقع في مثل هذا الخطأ على الإطلاق. وإليك سبع نقاط توضح معاملة المسيح للنساء:

    1. عامل يسوع النساء كما عامل الرجال: تكلم معهن. وبدت هذه المعاملة غريبة على معاصريه، لأن العادة عند اليهود كانت أن لا يتنازلوا إلى التكلم مع النساء. وكان عندهم قول شائع وهو: أفضل أن تحرق مخطوطات الناموس من أن نسلمها للنساء. وهذا يعني أنه لا يجب أن نعلم النساء اللاهوت، فالأفضل في هذه الحالة أن نحرق الناموس. ولكن يسوع لم يرفض صداقة النساء بل علمهن ما هو أسمى من الناموس الموسوي، فقد علمهن ناموس الحرية الملوكي.

      «وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ دَخَلَ قَرْيَةً، فَقَبِلَتْهُ ٱمْرَأَةٌ ٱسْمُهَا مَرْثَا فِي بَيْتِهَا. وَكَانَتْ لِهٰذِهِ أُخْتٌ تُدْعَى مَرْيَمَ، ٱلَّتِي جَلَسَتْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَكَانَتْ تَسْمَعُ كَلامَهُ» ﴿لوقا 10: 38 و39﴾. كان يعلمها ما هو أعظم وأعلى من الناموس. ثم نجد معاملته للسامرية ﴿يوحنا 4﴾ بوافر اللطف والاعتناء، إذ أجاب على أسئلتها. وكم تعجب الناس من معاملته هذه. وأخيراً مدح إيمان امرأة ثالثة، هي المرأة الكنعانية حيث قال لها يسوع: «يَا ٱمْرَأَةُ، عَظِيمٌ إِيمَانُكِ» ﴿متى 15: 28﴾.

    2. كانت تعاليم يسوع واسعةالنطاق في إنسانيتها، لدرجة أن التمييز الجنسي لا محل له في هذا التعليم. قال بولس في غلاطية 3: 28 «لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». وليس ذكر وأنثى في أسلوب تعليمه، بل بكل بساطة كان يعلم أعمق الحقائق ويكشف مساواة النفوس أمام الله. فقدم رسالة تروق للرجال بعزمها وتروق للنساء في عطفها. فاختر أنت عشر وصايا من وصايا يسوع وافحصها، وسترى أنها تنطبق على الذكر والأنثى بغير فرق.

    3. كان يسوع يحن على النساء. أعانهن في حاجاتهن ﴿لوقا 13: 11﴾ شفى المرأة المنحنية وأقام ابنة يايرس. أشار اليهن بالتقدير في الإيضاحات والأمثال التي ترمز إلى النساء وعملهن ﴿فلس الأرملة مثلاً﴾. وأبرز فضائلهن ﴿لوقا 21: 1-4﴾. وحمد ود امرأة أخرى لما استعرضت تكريسها له ﴿مرقس 14: 4﴾. وقبل توبة امرأة خاطئة ورحب بتوبتها وقبل دموعها ﴿لوقا 37: 50﴾.

    4. تجاوبت النساء مع هذه المعاملة النبيلة ﴿مرقس 14: 3﴾ فقدمن له محبة نفوسهن. تبعنه حتى في طريقه إلى الجلجثة. وكانت قبل ذلك نساء أخوات يتجولن في حملات قصيرة في الجليل، مبشرات وشافيات مع يسوع، يبذلن من أموالهن في خدمة الملكوت ﴿لوقا 8: 2 و8﴾.

    5. وهذا شيء مهم وجدير بالملاحظة، أننا لا نجد ولا واحدة من النساء اللواتي التقين به أظهرت أي عداوة أو مقاومة ضده، كما فعل بعض الرجال. الرجال قاوموه، إنما لا نجد امرأة واحدة شتمته أو أنكرته ﴿لوقا 11: 27 و23: 27﴾. لقد وقفن أمام صليبه وأتين إلى قبره قبل الفجر، وكن الشاهدات الأوليات لقيامته ﴿يوحنا 20: 1-17﴾. فالنساء الطالحات في رواية الإنجيل هما اثنتنان فقط. الأولى هيروديا والثانية سالومي بنت هيروديا. إلا أنهما لم تحتكا معه أبداً. ولربما لو رأوا الرب ولمسوه لكانت حياتهما تغيرت. كما أن امرأة بيلاطس، وهي رومانية الأصل، قدرته وحاولت أن تنقذه بعدما دعته «بالرجل البار» ﴿متى 27: 19﴾.

    6. لنا في الشرق ازدواجية أدبية. ازدواجية في المقاييس Bouble Standards نعامل الرجل الفاسق بليونة، ونقول عنه أنه طائش. أما الآنسة أو البنت فنعاملها بقساوة ولربما قتلها أبوها أو أخوها للحفاظ على شرف العائلة. يسامح الناس عادة زلة الرجل، أما زلة المرأة فلا تغفر لها ابداً. ويسوع دان كليهما. دان الخطية على حد سواء، وغفر للمرأة الخاطئة ﴿يوحنا 8: 1-11﴾ ثم نبهها ألا تعود إلى الخطية مرة أخرى. غفر الذنب ولكن لم يتغاض عنه. ودعوته للطهارة تقودنا إلى الإلتزام بالقداسة.

    7. يقول المثل العربي: لا تكن لينا فتعثر ولا قاسياً فتكسر. ولم يكن الرب قاسياً ولا ليناً، فلم يعثر ولم يكسر، بل بذل نفسه على الصليب من أجلنا طوعاً، وترك للمرأة شعاراً عليها أن تحياه: «لأَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ أَيْضاً لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ» ﴿مرقس 10: 45﴾: فإن كان هذا امتياز ابن الإنسان، أوليس هذا شرف لبنات الله؟ لِِتخدم فضلاً عن أن تُخدم وعين باللطف والحنان وتعتني بالمساكين. ويقول أحد الكتّاب: «المرأة ذاتها تنحني أمام مخلصها وتقول له: لم يفهم أحد طبيعتي سوى ربي وإلهي يسوع المسيح».

    إن الكتاب المقدس يعترف برتبتين: رتبة الخلق: ذكراً وأنثى ﴿تمييز﴾ ورتبة الفداء ﴿حيث لا ذكر ولا أنثى في المسيح﴾. فمكانة المرأة تثبتت في رواية خلق الإنسان. آدم هو الذي يسمي الخلائق وهو الذي يسمي معينه: حواء. لأنه خلق أولاً ويظهر وأنه أرفع مقاماً من المرأة. إلا أن علاقتهما أحدية Unitive إذ يصيران جسداً واحداً - آدم واحد وحواء واحدة.

    يقول بولس في رسالة كورنثوس الأولى 11: 1 «رأس المرأة هو الرجل». ولكن ما هو المقصود بالرئاسة هنا؟

    وحتى ندرك معناها يجب أن نقارنها بما يقوله بولس في هذا الصدد عن صلة الله بالمسيح. إنه يقول إن رأس المسيح هو الله. ورأس المرأة هو الرجل. فراس المسيح الله. نعم: «أبي أعظم مني» ولكني «أنا والآب واحد». وهذه تشير إلى التبعية الحقة والمعادلة الأصلية بين الرجل والمرأة. فعلوية الرجل هي مسألة مقام وليست في الجوهر. ويقول بولس أيضاً في رسالة أفسس 5: 22 «أَيُّهَا ٱلنِّسَاءُ ٱخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ». ولكن في آية قبلها يقول أيضاً : «خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ ٱللّٰهِ». «أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضاً ٱلْكَنِيسَةَ» فالخضوع للمحبة وللمحب أمر يسير. أما بدون المحبة فلاخضوع أمر عسير جداً.

    قالت اللاهوتية سوزان ديتريش: «إن بولس حريص على أن تخضع المراة للمبادئ المقبولة المعاصرة. فالعادات تتغير بمرور الزمن. اليوم يلبسون البناطيل ﴿السراويل﴾ مثلاً. ولكن لكل امرأة حساسة تشعر أن بولس يريد أن يصون لها ما هو في جوهر طبيعتها، أي الأنوثة والكرامة والتحفظ».

    لقد اشتهرت المرأة في تاريخ الكنيسة في مجالين. أولاً: تعليم الصغار، وهذا أهم شيء في الحياة. وثانياً العناية بالمرضى والفقراء والمسنين. وفي هذين المجالين تتبع المرأة خطوات سيدها وتفوق الرجل. في النظام الحالي: البعض يقود والآخرون يتبعون. فكانت السيدة غاندي تقود والوزراء يتبعونها. أما الشيء المعتاد فهو أن الرجل يقود والنساء يتبعن. وإذا شاءت المرأة أن تقود فلتسأل نفسها: هل هذه مشيئة الله؟ وبعدئذ تصلي حتى يستخدمها الله كما هو يشاء.

  • ثالثاً: المريمات الثلاث

    من أجمل مظاهر الإنجيل قصة الميلاد، بمشاهدها المتنوعة والمتغيرة. مثلاً: ظهور الملاك وبشارة مريم، وزيارة مريم لأليصابات في عين كارم، ومولد يوحنا، والميلاد الإلهي، ونجم المجوس وبقعة الرعاة، ثم الطفل في الهيكل. وجدير بالملاحظة أنها قصة يبرز فيها الأطفال والنساء. ولا يوجد أي كتاب من كتب الدين يبرز فيها الناس كما يبرز في العهد الجديد، وخاصة قصة الميلاد التي يبرز فيها النساء ويبرز فيها الأطفال. طفلان يوحنا المعمدان ويسوع، ونساء ثلاثة ورجال ثلاثة. وأم يسوع تظهر كشاعرة بتول نظمت ترنيماً رائعاً.

    هناك ثلاث مريمات في حياة يسوع. والدروس التي نتعلمها من هؤلاء المريمات الثلاث جميلة جداً:

    1. مريم الناصرية التي حملت يسوع في أحشائها.

    2. مريم بيت عنيا التي جلست عند قدمي الرب.

    3. مريم المجدلية التي تبعت المسيح حتى الصليب.

    فماذا نتعلم من كل هذا؟ دعونا نحمل الرب في أحشائنا وفي قلوبنا وفي نفوسنا. كما يقول بولس في غلاطية 4: 19: «يَا أَوْلادِي ٱلَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضاً إِلَى أَنْ يَتَصَّوَرَ ٱلْمَسِيحُ فِيكُمْ».كأنه سيولد المسيح فينا حتى نتغير نحن. الصغير يكون مثل أمه، ونحن يجب أن نكون كالمسيح الموجود فينا.

    ثم كمريم بيت عنيا نجلس عند قدمي الرب ونتعلم منه. وربما ينتقدنا البعض كما انتقدوا مريم: لماذا تكثرون الصلوات؟ ولكن يسوع يقول لنا: إن فعلنا ذلك نكون قد اخترنا النصيب الصالح الذي لن ينزع منا. فاجلس عند قدمي الرب.