العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

كياني كلّه خرّ ساجداً لله


ما أشقى النفس التي تذهب لتجد سعادتها في عالم الشر والفساد، في عالم اللهو والشهوات. أنها تتعرى من ثياب النعمة والطهارة، لتلبس ثوب الفساد والنجاسة. بينما الآب المحب الحنون ما زال يطلب أولاده ويرحب بهم إلى المنتهى، ويفرح برجوع الضال وتوبة الخاطئ، ويرده إلى سبل البر، ويغفر له خطاياه مهما كانت كثيرة وخطيرة. والسماء أيضاً تفرح «بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لا يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ» (لوقا 15: 7).

وها أنا أفرح في الرب، بعد ما كنت أهيم في بحار الخطايا. كياني كله حرّ ساجداً شكراً له. فالحياة مع الله حلوة وشيقة. ما أحلى أن يركع الإنسان ويرفع رأسه إلى السماء مصلياً. يا لها من متعة حينما تتحرك أنامنلا لتفتح الكتاب المقدس، وتستعد قلوبنا لفهم كلامه وحفظ وصاياه. كما قال داود النبي: «سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضاً سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ» (أعمال 2:26). وأخيراً أقول أنّ سعادتي إيماني، وإيماني في قلبي، وهذا القلب بين يديه.

يا إلهي هبني أن أندفع نحوك دائماً كما تندفع الأمواج نحو الشاطئ. ليكن كل رجوع للوراء مثل رجوع تلك الأمواج، بداية لتتقدم نحو الأمام. إلهي: أعطني سلام أعماق البحر التي لا تستطيع أن تعكر صفوه الزوابع والأعاصير... امنحني نقاء وصفاء ونضارة تلك المياه، وأعطني أن أستقبل إشعاع نورك بثبات وأن أعكسه كما تفعل المياه بأشعة الشمس. وكما أن للأمواج جمالها. أعطني يا إلهي جمال المحبة لأعبدك بالحق والسرور.