العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

المسيح خير صديق


عشت طول حياتي في وسط عالم مليء بالأكاذيب والفساد والغش والمادة والخداع، ولم أجد في هذا العالم صديقاً وفياً يرشدني إلى الطريق الصحيح. الأصدقاء هذه الأيام كالذئاب، لا يفكرون إلا في أنفسهم ومصالحهم. لكني وجدت الآن بأنّ الصديق الوفي في هذه الحياة هو السيد المسيح. فهو الوحيد القادر على إرشادي إلى الطريق الصحيح. إنه رمز التضحية والفداء، من أجلي أنا الخاطئ البشري. نزل من السماء إلى الأرض، وبذل دمه الكريم. إنه يضحي من أجلي فهل هناك صديق في هذا العالم يستطيع أن يضحي بدمه؟ أن يلبس الأشواك فوق رأسه، وتُدق المسامير في يديه ورجليه. يُهان ويُضرب. يتعذب من أجل إنقاذ خطيئتي. اليس هذا هو الصديق الحقيقي المخلص، الذي لبس ثوب الوداعة والتواضع، وجعل نفسه خادماً؟

حياتي بدون المسيح أشبه بمصباح بلا نور. الشيطان هو أكبر عدو في هذا العالم، لأنني أعيش بصراع معه، بل معركة حاسمة لأنّه يريد أن يبعدني عن صديقي الوفي المسيح.

لكنّ التجديد باسم المسيح الحي يطرده. هذا العالم حاول أن يبعدني عن محبتي للمسيح بإلحاده وحبه للمال. لكن ما فائدة المال؟ صديقي المسيح الذي أتأمله مصلوباً على خشبة العار، عذبوه جرحوه، أهانوه، ضربوه ثم صلبوه كلها من أجلي. فماذا يا ترى أرد له لمعروفه؟ تمنيت لو بذلت حياتي في سبيل رفع اسمه بين الخطاة، ليعودوا إلى صوابهم، إلى حظيرته لأنه يحب الخطاة. أنا خاطئ لكن صديقي المسيح يحبني ويريدني، إذا طلبت التوبة والرحمة. فهو يريد أن يقودني إلى عالمه السماوي، لأنه يحب البشر ويغفر خطاياهم. فأنا لا أريد في هذا العالم لا المال ولا الأصدقاء، سوى المسيح الذي مات من أجلي على الصليب. ألا يستحق المحبة والخدمة؟ أريد أن أكون وديعاً بسيطاً في حياتي، لا أعرف الغضب ولا الحقد، بل أعرف المحبة والتسامح والخير والتواضع.

أريد أن أكون شبيهاً بالسيد المسيح حسب محبة قلبه، أكون خادماً لأجل اسمه البار، أن يكون مَثَلي الأعلى في الحياة. «المسيح خير صديق» في هذا العالم.