العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

ماذا يعني اسم يسوع لجهنم


تُرجم عن كتاب: Der Name Jesus للأخ Otto S. von Bibra

ماذا يعني اسم يسوع بالنسبة لجهنّم؟ خوف ورعب. بقدر ما يحب ويمجّد ويعظم هذا الاسم الجليل في السماء، هكذا وبنفس الكثرة ترتعب جهنّم منه.

حدث كل هذا منذ تلك اللحظة التي صرخ فيها يسوع على الصليب: قد أُكمل... آنذاك لم تهتز الأرض فقط بل اهتزت أسس الجحيم كلها (متى 27: 51). لأنه من خلال ذبيحة الحمل تمّ تجريد العدو من حقه وسلطانه على الجنس البشري، تمّ تمزيق الصك (كولوسي 2: 14) فالأقوى غلب القوي (لوقا 11: 22 ورؤيا 5: 5) وقيّده (متى 12: 29) وجرّده من كل ترسانة الأسلحة التي كان يملكها (لوقا 11: 22) وكما جرّد جميع القوى والأرواح والسلاطين المخضعة له من أسلحتها وأشهرهم جهاراً ظاهراً بهم فيه (كولوسي 2: 15). وبنفس الوقت درّد الموت من سلطانه (2تيموثاوس 1: 10) وبذلك لم ينتشر سلطان ملكوت الرب يسوع على جهنم والجحيم فحسب، بل أيضاً على الهاوية حيث مقر الأرواح.

يقول الرب الممجد ليوحنا مؤكداً: «لَا تَخَفْ، أَنَا هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ، وَٱلْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ ٱلآبِدِينَ. آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ ٱلْهَاوِيَةِ وَٱلْمَوْتِ» (رؤيا 1: 17 و18).

هذا كله حققه الرب من خلال ناسوته وصيرورته إنساناً وبموته الكفاري كما هو مكتوب: « فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ ٱلأَوْلَادُ فِي ٱللَّحْمِ وَٱلدَّمِ ٱشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذٰلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِٱلْمَوْتِ ذَاكَ ٱلَّذِي لَهُ سُلْطَانُ ٱلْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ (يحرّر) أُولَئِكَ ٱلَّذِينَ خَوْفاً مِنَ ٱلْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ ٱلْعُبُودِيَّةِ»(عبرانيين 2: 14 و15).

أي حدث يا ترى كان هذا الحدث بالنسبة لساكني الهاوية حينما ظهر الرب يسوع في يوم الجمعة العظيمة بعد انتصاره الجليل البهي للأرواح في السجن وبشرهم بالخلاص الذي حققه لهم أيضاً (1بطرس 3: 19) ومنذ ذلك الحين والرب يملك مفتاح الهاوية وحيث يفتح لا يستطيع أحد أن يقاومه ولا يستطيع أحد أن يغلق (رؤيا 3: 7).

واستناداً إلى هذه الحقيقة استطاع الرسول بطرس بعد أن أخذ سلطاناً من الرب يسوع أن يعيد الصبية الميتة طابيثا من الموت إلى الحياة (أعمال 9: 36-42). حتى والرب نفسه صرّح من خلال نبوة حول كنيسته: «َأَبْوَابُ ٱلْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا»(متى 16: 18). « لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلآبَ يُقِيمُ ٱلأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذٰلِكَ ٱلِٱبْنُ أَيْضاً يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ» (يوحنا 5: 21). وهكذا فإن يسوع رب على الجحيم والهاوية ومنتصر وغالب على الموت والشيطان ومتسلط على الشياطين وقوى الظلمة.

لم تكن الأرواح الشريرة ولا في أي لحظة من اللحظات، أثناء وجود الرب يسوع وحياته على الأرض، غير مطلعة على أنها تواجه فيه الأقوى الذي جاء لينقض ويهدم أعمال الشيطان (1يوحنا 3: 8). في رعب ورعدة كانت أرواح الشر ترتجف وتصرخ مرتعدة حينما كانت تواجه الرب يسوع كونها كانت تعلم بالتأكيد بأنها لا تستطيع الثبات في حضرته، كما في (مرقس 1: 24)، والأماكن الكتابية المرادفة لهذا العدد، حيث صرخ أحد الأرواح الشرير: «آهِ! مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ٱلنَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ، قُدُّوسُ ٱللّٰهِ!». قارن كذلك (مرقس 5: 6 أو ()لوقا 4: 41): «وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ ٱللّٰهِ!» فَٱنْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ ٱلْمَسِيحُ». كانت الشياطين ترتجف حينما تتقابل مع القدوس وحيث كان الرب يسوع يراهم كان يأمرهم بسلطان جبروته أن يخرجوا من الملبوسين فوراً: ويخبرنا البشير لوقا حول حادثة تحرير ملبوس وشفائه فيقول: «فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى ٱلْجَمِيعِ، وَكَانُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «مَا هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةُ! لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ ٱلأَرْوَاحَ ٱلنَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ» (لوقا 4: 36).

آنذاك أثبت يسوع بشكل جلي وواضح بأنه الغالب وأكد ذلك بعد انتصاره على الصليب وقيامته، لذلك فقوة الله الحي المعلنة في يسوع كاتت ترعب أرواح الجحيم. فبمجرد أن ينطق اسم يسوع ضد قوى جهنم بسلطان يتحقق ويتكرر نصر الرب يسوع بقوة عليهم. لذلك كان ينبغي عليهم إخلاء ساحة المعركة فوراً بمجرد أن يواجههم هذا الاسم المذكور بسلطان. لذلك تخشى جهنم كثيراً بأن تعود الكنيسة وتكتشف القوة الخارقة الموجودة في هذا الاسم لاستعادة السلطان ثانية. وبهذا يتعلق كل شيء، أعني فيما إذا كان السلطان معطى وموجود من الروح القدس أو أنه غير موجود بل يتم استخدام هذا الاسم بصورة تقليدية. ومن لا يملك السلطان من الروح القدس يصبح أضحوكة جهنم كما حدث لأولاد سكاوس اليهودي رئيس الكهنة إذ تلقوا الجواب الساخر: «أَمَّا يَسُوعُ فَأَنَا أَعْرِفُهُ، وَبُولُسُ أَنَا أَعْلَمُهُ، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَمَنْ أَنْتُمْ؟» (أعمال 19: 15). وذلك يعني: أمام يسوع نرتجف ونقشعر (قارن يعقوب 2: 19)، وبولس نحترمه أيضاً لأنه يملك سلطان من فوق، أما أنتم فلا نخشاكم البتة وأنتم أضحوكة وألعوبة بالنسبة لنا وإياكم ندحر ونلاحق. وهذا ما تحق في العدد 16 فعلاً.

هنا واستناداً إلى ما ذكره الوحي نستطيع أن نتصور بأي شكل سيُضحك علينا من قبل الأرواح الشريرة إذا تحول استناداً على اسم الرب أو على اسم الإله المثلث الأقانيم إلى عادة ظاهرة، إلى صيغة فارغة جوفاء، إلى تقليد اعتيادي بدوت تفكير. آنذاك ستدخل الرجفة حتى إلى المخاخ والمفاصل وسنصلي: يا رب اغفر لي لأنني أسأت استخدام اسمك أثناء ممارستي الخدمة في حقلك، استخدمته بدون تفكير، باطلاً، بتكبر وبدون استحقاق، جعلته عرضة للسخرية والهزء أمام الجحيم أثناء تكلمي به ونطقه من فمي. إنّ ما يحدث اليوم باسم الإله المثلث الأقانيم وصل إلى مستوى السحر.

ليت الرب الإله يقودنا إلى التفكير والتأمل الصحيحين ويعطي كنيسته السلطان اللازم ثانية لمواجهة قوى الشر والجحيم باسم الرب كما فعل الرسل آنذاك. عند يوحنا خريستوف بلومهردت Johann Christoph Blumhardt حدث أنّ الشياطين وقوى الظلمة اندحرت وصرخت معلنة ضد إرادتها في ليلة من أواخر شهر كانون الأول عام 1843 في سكون مدينة موتلينغن - ألمانيا الغربية وبدوي عظيم وغير طبيعي سُمع في كل أرجاء المدينة: يسوع غالب ومنتصر.