العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

قلبي يفيض بشراً وحبوراً


سمعت وقرأت الكثيرعن أناس عظام استطاع بعضهم أن يصمد وسط الأهوال واستطاع البعض الآخر أن يزيل آلام وأحزان أحد المرضى ولكني ما كنت أحلم بأن ألتقي بشخص كذلك الشخص الأعظم من هؤلاء جميعاً. لقد عرفته منذ أكثر من عامين كنت أبحث عن الحب والحنان، أما هو فكان يبحث عني. إنّه شخص واسع الثراء، يعيش بعيداً عني، هو ملك عظيم يخضع له الكثير من الخدم يحبونه ويطيعونه ولكنه حين علم بشقائي وحزني ترك مملكته وعرشه وأتى إلى بلادي يبحث ويفتش في كل مكان عني حتى التقاني تائهة ضائعة. أتى إليّ فاتحاً ذراعيه وقال لي أنه في غاية السعادة لأنه وجدني. وحين سألته لماذا كان يحبث عني، أجابني كي يعطيني الحب والسعادة. ومذ قابلته وأنا في غاية السعادة قلبي يفيض بشراً وحبوراً وأنا الآن أحبه من كل قلبي لا لشيء إلا لأنّه هو أحبني قبلاً. أنا التي كنت أبحث عن الحب وجدت كل كفايتي فيه وتيقنت أنه هو الحب كله ومنذ ذلك الحين وأنا أشعر به معي في كل خطواب حياتي وهو صادق في كل وعوده لي. يعرف كل شيء عني، أنا أضع عند أقدامه كل حاجاتي ومشكلاتي وهو يدبر لي كل الخير. وأنا من ناحيتي إذ أعجز عن إرضائه لأنّ عيناه أطهر من أن تنظرا إلى الشر. أرتجيه العون فيساعدني ويحيا فيّ محققاً بي كل ما أعجز أنا عن تحقيقه. هل عرفته؟ هذا الشخص هو يسوع الناصري الذي صُلب عني وعنك وعن كل واحد منا. حمل عقاب خطايانا ومحاها كلها بدمه الكريم: لذاك يشدو لساني بالحمد والتسبيح له لأنه حررني من سلطان الخطية وصار هو المتسلط والقائد الوحيد لحياتي وهكذا أصبحت بارة لأنه هو الذي يحيا فيّ هو البار الذي لم يعرف خطية. حبيبي الذي ليس لي سواه وهو الآن قد صعد إلى السماء ليعد لي مكاناً بجانبه وأرسل لي رسائل هي كتابه المقدس وأنا أحدثه في كل لحظة في صلاتي له وهو وعدني أنه سيأتي من السماء ليأخذني معه لأكون أنا وهو معاً إلى الأبد في منزله الجميل. لقد صدق نابليون إذ اكتشف في منفاه أن يسوع هذا الذي بدا للناس فقيراً متواضعاً استطاع بحبه فقد أن يحقق في قلوب الكثيرن من الخضوع والحب ما عجز عن تحقيقه كل أسلحة نابليون وجبروته وسطوته لقد استطاع هذا الإله بمحبته أن يجذب الكثيرين ممن فقدوا الأمل من الخلاص وخافوا من الله ومن ذلك اليوم الذي يقعون فيه في يدي القاضي العادل لأنه رفع خطاياهم وضمن لهم النجاة و الحياة الأبدية.