عزيزي القارئ،
في هذا الركن سننشر تباعاً تفسيراً مختصراً وشرحاً ملخصاً لبعض الكلمات التي تستعمل كثيراً في الإنجيل المقدس وفي الكتب الدينية المسيحية. وأنا واثق بأنها ستكون ذات فائدة لبعض القراء الذين يقرأون أو يسمعون كلمات غير مفهومة لديهم أو متشابهة لهم مع بعض الكلمات الأخرى خارج الإنجيل المقدس. لأن كل الكلمات التي سنتناول بالتفسير المختصر أو بالأحرى تعريف قصير لكلمتين مهمتين بل رئيسيتين في الديانة المسيحية. وهما "النعمة" و "الخلاص".
جاء في كلمة الله المقدسة آيات كثيرة في هذا الموضوع. منها:
«لأَنَّكُمْ بِٱلنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِٱلإِيمَانِ، وَذٰلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ ٱللّٰهِ» (أفسس 2: 8).
وجاء أيضاً في الإنجيل حسب يوحنا:
«وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ. لأَنَّ ٱلنَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا ٱلنِّعْمَةُ وَٱلْحَقُّ فَبِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ صَارَا. » (يوحنا 1: 16-17).
وجاء أيضاً في رسالة بولس لأهل رومية:
«فَإِنَّ ٱلْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ، لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ ٱلنَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ ٱلنِّعْمَةِ» (رومية 6: 14).
وهناك آيات كثيرة تتحدث عن النعمة وقد وردت في أمكان مختلفة من الكتاب المقدس. وقد أوردت هذه الآيات كمثال فقط.
أما كلمة "النعمة" فهي حسب المفهوم الكتابي، نعمة من الله، أو بكلمة أخرى هي هبة إلهية. هبة من الله للإنسان الذي لا يستحقها. وبعض الناس يفهمون النعمة أنها الأكل، أو المال أو الجاه وغيرها من بركات الله المادية. لكن حسب المفهوم والمعنى المسيحي للنعمة هو غير ما يفهمها البعض منا. فالبصر نعمة من الله والصحة الكاملة، والحياة الهنيئة السعيدة هي نعمة من الله. لكن النعمة التي يقصدها الإنجيل هي نعمة الخلاص من سيطرة الخطية والفداء من يد الشيطان الذي يسيطر على الإنسان.
وهذه النعمة أو الهبة العظيمة أنعم بها الله علينا في المسيح يسوع له المجد. وهذه الهبة أو النعمة التي وهبها الله للناس أجمعين، هي إظهار محبته لمخلوقاته أرسل يسوع المسيح كهبة ونعمة من الله.
والسيد المسيح الذي هو نعمة الله الكبرى والذي هو رحمة وهدى للعالمين، مات على الصليب عوضاً وبدلاً عن المذنبين. وهو نال العقاب مكان الإنسان المذنب لكي يبرره ويخلصه من ذنوبه ويقدسه بنعمة الغفران الإلهي.
الخلاص هو نعمة الله. وعلى هذا فنتيجة نعمة الله هي الخلاص. وكلمة الخلاص تعني: النجاة أو الإنقاذ من ورطة الذنب بالإيمان بالمسيح يسوع. ونتيجة الخلاص أو النجاة هي الغفران والسلام مع الله. وهذا يتطلب منك لا عملاً ولا صدقة بل الإيمان فقط.
وأخيراً أقول لك أيها القارئ العزيز، إن "النعمة" هي الخلاص الإلهي للإنسان وإنقاذه من حكم الذنب والمعاصي. وهذا لكل الناس: أنت وأنا. فالإنجيل المقدس يقول: «لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ» (تيطس 2: 11). فآمن بالمسيح المخلص والمنقذ والمنجي فيكون لك نعمة النجاة من غضب الله يوم الدين.
