العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

شعرت بقوة خفية غمرت كياني


وقفت حائراً أمام نفسي من أنا ومن أين جئت؟ ولماذا؟ وفي أي طريق ذاهب؟ إن ملايين من البشر جاءت في أجيال متعاقبة، ولعبت دورها على مسرح الوجود وذهبت. ولكن إلى أين؟ وعلى أي طريق؟ لا أدري.

كل ما أدريه أنني جئت وأعيش، وسأذهب كما ذهب غيري. ولكن إلى أين وفي أي طريق؟ حقاً إنه لشيء مؤلم، أن يجهل المرء طريقه، ولا يعلم إلى أين سائر؟

وفي لحظة قنوط وأنا شارد الفكر، ودون شعور، تناولت بيميني الإنجيل المقدس وفتحته، فاستقر نظري على كلماته، التي تراقصت أنوارها، كما تتراقص أنوار النجوم في ظلام الليل. وشعرت بقوة خفية غمرت كياني بهالة من النور، نور سماوي لم آلفه من قبل. وبقدرة قادر انقلب قنوطي إلى أمل، وحزني إلى سرور، عندما قرأت: «قَالَ يَسُوعُ: أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلآبِ إِلا بِي» . ما أعظمك يا يسوع المسيح، وما أعظم تضحيتك من أجلي أنا الخاطئ. عرفتني طريقي وأنرت سبيلي.

أنت الذي أحييت الأموات بكلمة، وشفيت المرضى، وبعثت النور في عيون المكفوفين. رضيت الموت على الصليب طائعاً من أجلي، ومن أجل كل الخطاة من بني البشر. وكلمة واحدة تخرج من شفتيك كانت كافية للقضاء على جميع من أرادوا لك الهوان، ولكن قبلت التضحية رحمة وغفراناً.