العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

اذكر خالقك أيام شبابك


هناك عدد كبير من الناس الذين تجاوزت أعمارهم سن الشباب يشتاقون ويتمنون الرجوع إلى الشباب. والعودة إلى أيام القوة والنشاط، أيام الحيوية والإنتاج، وأيام الاستعداد لخبايا المستقبل والشيخوخة. وكم من عجوز ندم على الطريقة التي قضى بها شبابه، ويتمنى الرجوع إلى الوراء ليصلح خطأه، ولكن هل يعود الشباب؟

إن شبابنا اليوم لا يزالون يقضون فترة شبابهم في الملاهي حيث الخطايا والرذائل. وتراهم يتمتعون وقتياً في اللهو والمسرات الذاتية، في شرب الخمور وتناول المخدرات، في القمار وإلى ما هنالك من متاهات الحياة وسرابها. وعوضاً عن الاستعداد لمستقبلهم وبناء وطنهم، تراهم يقضون على أنفسهم وعلى ازدهار بلادهم، بل أنهم يصبحون عالة على مجتمعهم، وهكذا صدق فيهم قول الكتاب المقدس: «وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا ٱللّٰهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ ٱللّٰهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لا يَلِيقُ. مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِناً وَشَرٍّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَداً وَقَتْلا وَخِصَاماً وَمَكْراً وَسُوءاً، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ لِلّٰهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُوراً، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ، بِلا فَهْمٍ وَلا عَهْدٍ وَلا حُنُوٍّ وَلا رِضىً وَلا رَحْمَةٍ. ٱلَّذِينَ إِذْ عَرَفُوا حُكْمَ ٱللّٰهِ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ مِثْلَ هٰذِهِ يَسْتَوْجِبُونَ ٱلْمَوْتَ، لا يَفْعَلُونَهَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضاً يُسَرُّونَ بِٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ! »(رومية 1: 28-32).

لقد حذرنا الله بواسطة كتابه المقدس على أن لا ننزلق ونسقط في ملذات الشباب، ونستشهد بما يلي: «اِفْرَحْ أَيُّهَا ٱلشَّابُّ فِي حَدَاثَتِكَ، وَلْيَسُرَّكَ قَلْبُكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ وَٱسْلُكْ فِي طَرِيقِ قَلْبِكَ وَبِمَرْأَى عَيْنَيْكَ، وَٱعْلَمْ أَنَّهُ عَلَى هٰذِهِ ٱلأُمُورِ كُلِّهَا يَأْتِي بِكَ ٱللّٰهُ إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ»... «فَٱذْكُرْ خَالِقَكَ فِي أَيَّامِ شَبَابِكَ، قَبْلَ أَنْ تَأْتِيَ أَيَّامُ ٱلشَّرِّ أَوْ تَجِيءَ ٱلسِّنِينَ إِذْ تَقُولُ: لَيْسَ لِي فِيهَا سُرُورٌ. »(جامعة 11: 9، 12: 1). وإلى جانب تحذير الله هذا فهو يشجعنا على أن نتمسك بكلمته الحية الفعالة. ويقول صاحب المزامير: «بِمَ يُزَكِّي ٱلشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلامِكَ» (مزمور 119: 9).

ولهذا علينا أن نتمسك بكلمة الله ونقرأ الكتاب المقدس ونطبق وصاياه. إن الكتاب المقدس هو الغذاء الروحي للجميع لأن بواسطته يتغذى الأطفال والشباب والشيوخ، ونحن كشباب نشجع إخواننا الشباب أن يطبقوا وصية الرسول بولس القائل: «أَمَّا ٱلشَّهَوَاتُ ٱلشَّبَابِيَّةُ فَٱهْرُبْ مِنْهَا، وَٱتْبَعِ ٱلْبِرَّ وَٱلإِيمَانَ وَٱلْمَحَبَّةَ وَٱلسَّلامَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ ٱلرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ» (2 تيموثاوس 2: 22). فإن كنا أبراراً وأصحاب إيمان ولدينا المحبة والسلام، نستطيع أن نهزم الشيطان ونتغلب على الشهوات الشبابية. إذاً أيها الأصدقاء لنتمسك بالكتاب المقدس ونسلك بحسب وصاياه لكي لا نخدع بالتعاليم الهدامة، ولكي لا نشتاق بمظاهر الحياة المزيفة.