العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

لقاء مع المسيح


كنت تائهة في صحراء الحياة... أمشي بخطى الشك على درب أجهله، والتردد شعاري، لأني لم أعرف ما الثابت في هذا العالم وما المطلق. إيماني أن الكل عبث، وأنانيتي محور وجودي، إلى أن أثقلتني الشكوك، فتعبت من المشي بدون هدف. كنت في غيوم، وضع يائس، لكن على سوادها لم تحجب نور السر الأزلي، ولم تسكت نداءه «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلثَّقِيلِي ٱلأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى 11: 28). هذا النداء الذي حطم قساوة قلبي، قد أنار ظلام فكري، وقدّس ميولي، ورفع من مستوى إيماني وإدراكي. فسما بحياتي فوق كل المخاوف والشكوك. ولأول مرة قررت وبدون تردد، أن أرفع يدي لليد البيضاء الممدودة إليّ، وأفتح للطارق على قلبي وفكري وأصغي لصوته وهو يقودني كل الأيام كما وعدني إلى انقضاء الدهر. لقد ارتويت من ماء الحياة فلن أعطش أبداً، والتقيت به وما أسعد اللقاء. أعرف صوته لأنه قال لي الكثير وأحبني أكثر. فهل ينكر التاريخ؟

«لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هٰذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِه» (يوحنا 15: 13).