العودة الى الصفحة السابقة
الظلمة قد مضت النور الحقيقي الآن يُضيء

الظلمة قد مضت النور الحقيقي الآن يُضيء

إقبل المسيح نور العالم بالإيمان


حذر يسوع تلاميذه قبل موته ألا يتبعوه اتباعاً تقليدياً وبلا مبالاة، بل أن يمارسوا الإيمان القويم لكي تتجدد حياتهم ، وذلك بقوله لهم:

«ٱلنُّورُ مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ، فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ ٱلظَّلاَمُ. وَٱلَّذِي يَسِيرُ فِي ٱلظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ. مَا دَامَ لَكُمُ ٱلنُّورُ آمِنُوا بِٱلنُّورِ لِتَصِيرُوا أَبْنَاءَ ٱلنُّورِ» (يوحنا 12: 35 و36).

أيها القارئ العزيز، إن أردت وتمنيت أن يحل روح المسيح فيك، فاتبع يسوع. افتح قلبك لكلمته فتحل فيك قوته وسلامه وبره الأزلي حقاً وعملياً. ففي يسوع تجد الصراط المستقيم لأنه أعلن سر شخصيته قائلاً:

«أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا 14: 6).

في كل زمان ومكان تجد أنواراً مشعة كاذبة، تبرق إلى حين ثم تختفي. فتأكد أن ليس أحد يحبك حقاً سوى المسيح. وبدون المسيح تبقى وحيداً تائهاً بلا رجاء ونهايتك النار الأبدية. ولكن إن أردت أن تبتعد عن ظلمة العالم، وقصدت التحرر من التزامات الخطيئة وقيودها. فالجأ إلى يسوع الذي يمنحك قوة سماوية. وإن آمنت بالمخلص الوحيد، فارفض كل تعليم ومذهب وارتباط كاذب يتناقض مع إرادته.

ربما تسألنا: كيف أؤمن بالمسيح وأنا لا أعرفه حقاً؟ فنجيبك: ادرس سيرة حياته في الإنجيل فتتعرف عليه. امتحن كلماته وتعمق فيها، كما أوصانا: «فَتِّشُوا ٱلْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً» (يوحنا 5: 39). رافقه في طرقه وتأمل في أعماله. تكلم معه بالصلاة كما تتكلم مع صديقك الأمين، لأنه يعرفك ويصغي إليك. هو بانتظارك ليستجيب لك لأنه يحبك شخصياً. لا يرفضك ولايهملك حسب قصده الأزلي:

«لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثَامِنَا. لأَنَّهُ مِثْلُ ٱرْتِفَاعِ ٱلسَّمَاوَاتِ فَوْقَ ٱلأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ. كَبُعْدِ ٱلْمَشْرِقِ مِنَ ٱلْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا. كَمَا يَتَرَأَّفُ ٱلأَبُ عَلَى ٱلْبَنِينَ يَتَرَأَّفُ ٱلرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ. لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ» (مزمور 103: 14-10).

نشجعك أن تضع يدك في يد المسيح وتقطع معه عهداً للزمن والأبد. هو مستعد أن يقودك ويرشدك ويقويك ويحفظك حتى تثبت في وعوده الأمينة والصادقة، وعندئذ تدرك ما أدركه النبي داود:

«اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ ٱلرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟» (مزمور 27: 1).

ليس الإيمان بالمسيح معرفة عقلية فحسب، بل هو قرار يتضمن التصميم القلبي والنهائي لتستودع حياتك بين يديه. فإن تبعت المسيح تختبر قوته ومحبته وسلامه الذي يفوق كل عقل.

وتختبر أيضاً أن التسليم الكامل لفاديك ينير حياتك ويجعلك ابناً للنور، فالإيمان ليس بالشعور أن تشعر بحلول الرب فيك بل يكفي أن تسلم له نفسك وتؤمن أنه قبلك، وأنك أصبحت ملكاً له، لأنه في محبته الصادقة قد وعد أن كل من يفتح له ينال الحياة الأبدية (رؤيا 3: 20).

إن لم تعرف كيف تتكلم مع المسيح الذي قام من بين الأموات في الصلاة أو إن لم تعلم كيف تسلم له حياتك، فندون لأجلك صلاة التسليم التي يمكنك أن ترددها، أو تصليها بكلماتك الخاصة. فصل معنا هكذا:

«أيها الرب يسوع، يخبرنا الإنجيل أنك ولدت إنساناً لأجل خلاصنا، ومت وقمت لأجل تبريرنا. فارحمني أنا الخاطئ، حسب رحمتك واغفر لي ذنوبي. طهر قلبي بدمك الثمين، ونق أفكاري بروحك القدوس. أنا أؤمن بموتك النيابي عني وأنك صالحتني مع الله القدوس مصالحة حقة.

أشكرك لأجل آلامك. اقبلني خاصة لك ولا تتركني أبعد عنك. أحيني بروحك واملأني به، لكي أعرف يقيناً أن الله العظيم هو أبي السماوي، وأني قد أصبحت واحداً من أولاد نوره. أشكرك من صميم قلبي لأنك قبلتني كما أنا لأجل محبتك الطاهرة. آمين».

أيها القارئ العزيز، تيقن من أن الرب يسوع قد سمع صلاتك، ليس لأنك صالح أو تقي، بل بالعكس لأنك خاطئ وهالك. تكلم مع الله أبيك، واخبره عن كل أمور حياتك، واشكره لأجل جميع بركاته وإرشاداته لك. سلم له قيادة حياتك نهائياً واقرأ كلمته في الكتاب المقدس يومياً، فتنال قوة سماوية لكل يوم. وكلامه الخالق يجددك ويغير مجرى حياتك، فتصبح وديعاً ومتواضعاً في المحبة كما عاش يسوع في دنيانا.