العودة الى الصفحة السابقة
الظلمة قد مضت النور الحقيقي الآن يُضيء

الظلمة قد مضت النور الحقيقي الآن يُضيء

النور يغلب الظلمة


كما أن الشمس المشرقة تضيء في بهائها، هكذا أشرق وأضاء المسيح نوراً للعالم عند قيامته من بين الأموات. لم يبق في القبر مثل باقي الأنبياء وزعماء العالم، ولم يفنَ جسده في التراب، بل قام حقاً وخرج بكل هدوء من قبره المختوم، لأنه روح كما يعلن لنا الكتاب المقدس:

«وَأَمَّا ٱلرَّبُّ فَهُوَ ٱلرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ ٱلرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ» (2 كورنثوس 3: 17).

أظهر المسيح نفسه حياً بعد قيامته المجيدة وتجول بين الناس وكلمهم بكلمات مفهومة وباركهم ومنحهم سلاماً. كان تلاميذ يسوع في بداية التقاءاته معهم خائفين عند رؤيتهم الميت حياً بينهم. ولكن بعد وقت فرحوا وأدركوا أن قيامة المسيح من بين الأموات هي الدليل الأعظم على سلطانه وانتصاره. فتعزوا تعزية كبرى وتيقنوا من تبريرهم الكامل ورجائهم اليقيني.

المسيح حي ويجلس اليوم عن يمين الآب. لم يجد الموت عليه سلطة ولم يستطع الشيطان أن يمسكه أو يقبض عليه في هوة الموت، كما أنه لم يقدر قبل صلبه أن يوقعه في تجاربه، لأن المسيح ثبت بلا خطيئة. وبإيمانه الثابت مع محبته القوية ورجائه الحي، غلب إبليس والموت غلبة نهائية. ونتيجة لهذا صارت الظلمة مغلوبة والشيطان مقهوراً. وكل من يلتصق بيسوع لا يخاف السحر ولا الشعوذة ولا العين الشريرة، لأنها جميعها قوى مغلوبة. فالرب الحي هو ملجأنا الحصين الذي نسرع إليه ونتمنع به. فلا روح شرير ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا.

وتبرهن قيامة المسيح لنا أيضاً انسجامه الدائم مع أبيه السماوي. فموته على الصليب لم يكن عقوبة على خطايا اقترفها هو، ولا نهاية فاشلة لسيرة حياته. فلو كان قد أعدم لخطإ ارتكبه لفني جسده في القبر. فقيامته المجيدة هي برهان قداسته، ودليل على حقنا الجديد وشرعية تبريرنا. فمنذ قيامة المسيح من بين الأموات تأكد لنا أن مصالحتنا مع الله قد تمت، وأن القاضي السرمدي قبل ذبيحة يسوع لأجلنا وأقامه ظافراً وبرر كل أتباعه تبريراً أبدياً.

ونستمد من قيامة المسيح رجاء عظيماً، لأنه قهر الموت الذي كان يسيطر على البشر والكون كله. وحتى الآن لا يحب أكثرية الناس أن يتكلموا عن الموت علانية، فكل الأحياء يفزعون من ساعة موتهم، لخوفهم من دينونة النار بعد القبر. ولكن الإنسان يسوع فتح باب سجننا المظلم وشق لنا طريقاً إلى النور.ومنذ يوم قيامته تهتف المسيحية كلها: المسيح قام، حقاً قام. ونؤمن بأننا قد قمنا معه بقيامته. لن تنقطع صرخات الانتصار والرجاء كما هتف أيضاً الرسول بولس:

«ٱلْمَسِيحِ أَبْطَلَ ٱلْمَوْتَ وَأَنَارَ ٱلْحَيَاةَ وَٱلْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ ٱلإِنْجِيلِ» (2 تيموثاوس 1: 10).

«شُكْراً لِلّٰهِ ٱلَّذِي يُعْطِينَا ٱلْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ» (1 كورنثوس 15: 57).

فلم يعد الموت أمراً مخيفاً للذين هم في المسيح يسوع، الذين يؤمنون بموته وبقيامته، لأن الإيمان بالحي المقام من بين الأموات يعطينا رجاءً ويقيناً بالحياة الأبدية.