العودة الى الصفحة السابقة
الظلمة قد مضت النور الحقيقي الآن يُضيء

الظلمة قد مضت النور الحقيقي الآن يُضيء

قم لاستقبال النور


ما أعظم وعد الله لك، فهو يدعوك إلى نوره العجيب، فلا تغرق نفسك في مشاكلك وظلماتك، لأن نور الله يشرق عليك. افتح قلبك لنوره اللطيف، فتستنير بلمعانه وتصبح مثل مرآة تعكس مجد الله. إن الرب يدعوك شخصياً فلا تبقَ متمسكاً بحزنك ولا تسمح لغضبك وحقدك أن يغلقا باب قلبك، لأن محبة الله تخاطبك وقوته تجدّدك.

في ذات ليلة دامسة، رأى سائح نوراً من بعيد، ففرح وتقدم إليه. لكنّ الطريق كانت لا تزال مظلمة، إلا أنّه وجد هدفاً من مصباح الشارع، اكتشف بفضل أشعة الضوء بعض الحقيقة عن المحيط الذي كان مستتراً عن عينيه. وعندما وقف تحت المصباح استطاع أن يقرأ في أشعته خارطة الطريق، واكتشف أيضاً أن ملابسه ملطخة بالوحل، لأنها كانت قد اتسخت أثناء سيره في الظلمة دون أن ينتبه، فحاول أن ينظفها تحت الأشعة الكاشفة. وعندما وجد بيتاً مضيئاً تقدم نحوه ووقف بجانب الضوء في المدخل، ليرى بفزع ودهشة أوساخاً كثيرة لا تزال باقية على قميصه الأبيض فخجل من نفسه.

أيها القارئ العزيز، تعال الى نور الله. اقترب من جلاله ولا تخش من ظهور خطاياك في نوره، بل اعترف بها له. لا يمكن أن تتجدد بالنور الأزلي إن لم تقرّ بأنك محتاج إلى تطهير قلبك وتقديس ذهنك. فكل إنسان يظن أنّه صالح هو لا يزال في الظلمة. لكن الذي يقترب من الله بتواضع تنكسر كبرياؤه ويمشي في النور. لأنه كلما اقتربنا من الله تتضح حالتنا الروحية أكثر. القديسون هم المنسحقون. فينبغي أن تنكسر كبرياؤنا أمام الله، وإلا فلا يمكن أن يشفينا. وقد اختبر الرسول يوحنا هذه الحقيقة فكتب في رسالته: «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1 يوحنا 1: 9). اعترف أنت أيضاً أمام الله بكل ما ارتكبت من كذب، أو سرقة، أو نجاسة، وبكل ما قلته بعدم استقامة. تقدم إلى نور الحق واعترف للرب بضعفك. لا تخدع نفسك ولا تعتقد أنك صالح، لأنه ليس أحد صالح إلا الله.

نؤكد لك أيها القارئ العزيز، أنّ الله يحبك كما أنت. فهو يحب الخطاة، ويريد لكل إنسان أن يتوب ويرجع إليه طوعاً حتى لا يهلك.

تاه شاب في ليلة مظلمة في غابة سوداء وأضاع الطريق. فخاف من الأصوات المنبعثة من حوله، وابتدأ يتعثر بمشيه وسط الأشجار الكثيفة والأشواك التي مزقت ثيابه. وسمع فجأة صوتاً وراءه يقول: «قف وارجع». فظن أنه أخطأ السمع، واستمر في سيره بطيئاً. ولكنه عاد وسمع الصوت ذاته مرة ثانية وأوضح من السابق.

عندئذ أخرج علبة كبريت من جيبه وأشعل عوداً وأدرك في ضوئه المرتعش أنه واقف أمام هوة عميقة، لو تقدم خطوة واحدة لسقط إلى أسفل وأصبح جثة هامدة.

إنّ الله يدعوك اليوم: «قف وارجع تعال إليّ». فإن كنت تستمر في الخطيئة فتسقط في الهلاك الأبدي. تب وارجع إلى الرب الحي. اترك الخطيئة وافتح قلبك لروح إلهك. لا تنعزل بل قم وقف في نوره، فمحبة الله تجتذبك إليه ليملأك بحياته الطاهرة.

يسمع بعض الناس دعوة الله ويطيعونها ويحاولون تنفيذ إرادته، ولا يخجلون من أية تضحية أو تعب ليرضوه.

كان شيخ في «بنغلادش» يخطب في مستمعيه عن شريعة الله، ويؤكد لهم أن كل إنسان مصيره نار جهنم إن لم يحفظ كل أحكام الشريعة. وفجأة أدرك أنه هو نفسه يقف أمام هذا المنحدر المهلك، لأنه رأى فساد أفكاره وأخطاء كلامه، فعزم وقرر أن يصوم ويصلي حتى يطهر ويصفو في كل سيرته.

وبعد ستة شهور من الصوم، تركته امرأته التي رفضت أن تعيش مع ناسك، ولأن الحياة مع رجل متقشف غير طبيعية. لكنّ الشيخ التقي ثبت لمدة سنة في تقديس ذاته. وبعد مرور هذه المدة شعر بالتشاؤم واليأس لأنه أدرك أكثر فأكثر أن الإنسان لا يستطيع أن يصلح نفسه بجهوده الخاصة، وأن الصلاة أيضاً لا تخلصه من ذنوبه.

عندئذ أرسل الله إليه أصدقاء أمناء أرشدوه إلى النور الحقيقي المشرق في الأسفار المقدسة، فانكب على دراسة هذه الأسفار، واستنار بالنور الإلهي، وتطهر من ماضيه بواسطة نعمة الله المخلصة وتغير إلى إنسان مستقيم.

فهل تريد أن تقرأ ما قرأه ذلك الشيخ وتكتشف مصلياً ما اكتشفه. استمر في تأملاتك في الفقرات التالية، واطلب من الله أن يفتح عينيك لكي تخلص من ذنوبك بواسطة قوة نوره البهي.