العودة الى الصفحة السابقة
الظلمة قد مضت النور الحقيقي الآن يُضيء

الظلمة قد مضت النور الحقيقي الآن يُضيء

شمس البر تشرق عليك


يسافر اليوم ألوف من الناس إلى بلدان بعيدة وهم ممتلئون أملاً ورجاءً وطالبون حظاً ونجاحاً. ولكن سرعان ما يُصابون بالإحباط أمام حقيقة الحياة الخالية من الرحمة، ويتشاءمون بمرارة لعدم إمكانية تحقيق أمنياتهم، فيعودون إلى أوطانهم يجرون وراءهم أذيال الفشل. وإن تأملت في وجوه العابرين أمامك في الشوارع تكتشف عيوناً تتفرس في الفضاء الواسع كبراكين خامدة دون هدف ولا رجاء.

كان بإمكان الجميع أن يخلصوا من آلامهم وضيقاتهم لو أتوا إلى الله الحي وعاشوا معه. فأكثرية الناس قد نسوا خالقهم، وأخذوا يسعون نحو أهداف مادية وشهوات دنيوية، وكل يعيش في عزلة عن الآخرين.

وقد وصل ابتعاد الإنسان عن الله في بعض البلدان إلى حد الكفر ومنع الإيمان بوجوده، ولكن حقيقة الله الأزلية المعزية تظهر دائماً في الخليقة. فمثلاً يفرض برنامج الحكومة على المعلمين في «كاسخستان» أن يدّرسوا تلاميذهم عن عدم وجود الله. فيحاولون بأساليب علمية حديثة أن يمحوا من فكر ومشاعر الأطفال الإيمان بالله وبروحه الصالح، مدعين أن العالم يتكوّن من المادة فقط وليس في الإنسان روح ولا نفس، وأنّ الحياة بعد الموت هي مجرد وهم خيال.

ولكن إحدى الفتيات سألت معلمها يوماً: «لماذا تجاهدون وتتكلمون ضد الله إن لم يكن لله وجود؟ فإن كان هناك اسم «الله» في لغتنا فينبغي أنه يكون موجوداً فعلاً» .

ولم تكد الصغيرة تنتهي من سؤالها حتى صفعها أستاذها على خدها صفعة قوية، ثم أسرع وأبلغ الإدارة عما حدث، فقرروا إرسال الطفلة إلى مدرسة داخلية ملحدة حتى تنكر فيها إيمانها. وكانت أم البنت أرملة مؤمنة فبدأت تصلي وتصرخ إلى الله، وركضت إلى جميع دوائر الحكومة حتى تخلص طفلتها من المدرسة الإلحادية. وأخيراً هربت معها إلى جبال «الكيركيز» في نواح نائية حيث لا تزال بقايا من الحرية موجودة في وسط البرية والجبال الشامخة، وحيث لم يُطفأ نور الإيمان بوجود الله. وهناك وجدت الصغيرة صديقات يؤمن بوجود الخالق. وكلما كبرت معرفتها بالرب الحي الرحيم، وزاد اعتمادها على الله الركن المتين لم تعد تائهة أو ضائعة أو بلا هدف في الحياة، لأنها وجدت نور العالم الحقيقي واستطاعت أن تعكسه في محيطها.

أيها القارئ العزيز، نحن لا نعرف حالتك ولكن إن ألمت بك الهموم أو أحاطت بك الظلمات، فتعال إلى الله الذي هو نور العالم. إنه ينتظرك ويفتح ذراعيه ليضمك إليه ويمنح حياتك معنى جديداً. تعمق في التوضيحات التالية فتستنير أفكارك وتكسب رجاء حياً لمستقبلك.