العودة الى الصفحة السابقة
29 كانون الأول - ديسمبر

29 كانون الأول - ديسمبر

جون نور

2024


يوحنا 2:8 – 11

«2 ثُمَّ حَضَرَ أَيْضًا إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ، وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3 وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِنًا. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسْطِ 4 قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، هذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ، 5 وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6 قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوهُ، لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7 وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» 8 ثُمَّ انْحَنَى أَيْضًا إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ عَلَى الأَرْضِ. 9 وَأَمَّا هُمْ فَلَمَّا سَمِعُوا وَكَانَتْ ضَمَائِرُهُمْ تُبَكِّتُهُمْ، خَرَجُوا وَاحِدًا فَوَاحِدًا، مُبْتَدِئِينَ مِنَ الشُّيُوخِ إِلَى الآخِرِينَ. وَبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ وَالْمَرْأَةُ وَاقِفَةٌ فِي الْوَسْطِ. 10 فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَدًا سِوَى الْمَرْأَةِ، قَالَ لَهَا: «يَاامْرَأَةُ، أَيْنَ هُمْ أُولئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» 11 فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ، يَا سَيِّدُ!». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «وَلاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضًا».

متّى 13:9

«فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ».

يوحنا 17:3

«لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ».

أقرأ أيضاً: 1 كورنثوس 9:6 – 11؛ كولوسي 21:1 – 22.

تأمل: رأى يسوع المشتكي علينا وجهاً لوجه. وعلى مدى 40 يوماً، بينما كان جائعاً ومتعباً جداً، قاوم إغواءات الشيطان وتحريفاته. «ان كنت ابن الله...» (متّى 4: 3) لكن يسوع لم يصدق الأكاذيب التي تدعي أنه غير ما أعلن الله أنه هو، وظل مثابراً. الشكاية (سواء كانت صادقة أم كاذبة) هي أحد الأساليب المفضلة لدى العدو.

وفي هذا المقطع (يوحنا 2:8 – 11)، تحداه الرجال ليطلق حكمه على هذه المرأة التي قالوا إنها مذنبة بانتهاك الشريعة، غير أن يسوع ذكر بشريعة أرقى سبق أن أعلنت على لسان النبي هوشع، ونصح يسوع أولئك الرجال بأن يتأملوا فيها: «إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً» (متّى 9: 13). كانت الذبائح تقدمات دينية ترفع إلى الله تتطلب في أغلب الأحيان عنفاً وسفك دماء. أما الرحمة، فقد مثلت على النقيض اللطف والوداعة، وكانت تدل على حالة القلب، ولم تكن مجرد تدين. لذا انحنى يسوع إلى أسفل مدة كافية ليشتت أنظار الرجال عن تلك المرأة، فتستعيد رباطة جأشها، وتستر جسدها بشيء. ثم قال يسوع شيئاً جعل من يشتكون عليها يذهبون بعيداً واحداً تلو الآخر، مثلما فعل من جربه تاركاً إياه في البرية لم يأت يسوع ليدين الخطاة، بل ليخلصهم. لقد أتى ليجمع من حسبوا بعيدين وقذرين ونقاهم، ليظهر رحمة ويقدموهم إلى الآب، ويحررهم من المشتكي.

صلاة: أبانا السماوي، أنت منقذ حياتي ومخلصها. لقد تنازلت بواسطة ابنك لترفعني. كنت ميتاً بالذنوب والخطايا، وكنت أسيراً في فخ الشرير لأفعل مشيئته، لكن يسوع أتى ليفك قيده ويحررني، ويدعوني لأكون من أحبائه. أنت وهبتني العطية المجيدة بأن أكون مقبولاً ومرحباً بي في المسيح. وبواسطة عمل المخلص القدير، نلت الخلاص من سلطان الظلمة ونقلت إلى ملكوتك، بلا لوم ولا عيب. لن تسمع شكاية عني بعد اليوم. وكما قبلتني وغفرت لي، أرجوا أن اقبل من أخطأوا في حقي وأغفر لهم. وبدل أن أحتقر من يرتكبون الخطايا، أرجو أن أصل إليهم بمحبتك ورحمتك الشافيتين. باسم المسيح أصلي. آمين.